وأخيراً
![كارو قيومجيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1573750366408087800/1573750399000/1280x960.jpg)
إن كل من سمع أو شاهد التصريحين للرئيس أردوغان لا بد أنه قد لاحظ نبرة الصوت والحركات المتشنجة والوجه الغاضب المليء بالتهديد والوعيد، بحيث شبه البعض هذا المشهد بما يشبه قاعة المحكمة عند انعقادها وإصدار حكم ما ضد أحد الأشخاص فهرع وانتزع المايكروفون، وأصبح يوبخ ويشتم القضاة والحاضرين وكل العالم ويكيل لهم الاتهامات بعدم النزاهة والتحيز... إلخ. وعلى تلك الخلفية جاء من يساند موقفه وهو ما فعلته أذربيجان بالمشي على الدرب نفسه. هذا النهج ومشاهد أخرى مشابهة من أركان النظام التركي وغيرها يقودنا إلى التساؤل: كيف سيقام السلام والاستقرار المستدام في دولة أرمينيا المحشورة فى جغرافيتها بين تركيا وأذربيجان اللتين تؤججان عداوتهما كل يوم؟ ففي غياب العقلية المتحضرة المسالمة والنخب السياسية من رجالات الدول الساعية إلى حل الخلافات بالحوار، والتي يمكن أن تتلمس القدوة الحسنة من الوقائع المشابهة والمعاصرة مثل ألمانيا واليابان وغيرهما ممن سبقهما بالاعتذار والمصالحة مع الذات والآخر قبل عقود من الزمن، ما يقودنا إلى التفكير بأننا نعيش في وضع خطير ومرعب يجب وضح حد له من المجتمع الدولي. لابد أن نذكر أننا كشعب أرمني حر نرغب ونؤكد الصداقة والود مع الجيران التاريخيين، وقد لجأنا إلى المنظمات والبرلمانات والمؤسسات الدولية لنصرة قضيتنا مضطرين لا راغبين، بعد أن لمسنا تعنت وجبروت أصحاب المشكلة في الحل.يجب على تركيا الحد من الملاحقة الخبيثة والمتشنجة لكل من يأتي على ذكر المجزرة والإبادة التي حدثت قبل قرن من الزمن من قبل أجدادهم العثمانيين، ويجب أن يكفوا عن تهديد وترهيب الدول والأفراد والأكاديميين والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان الذين يتعاطون مع ملفات الشعوب المضطهدة التي تعرضت إلى المجازر، والإنكار المستمر لحدوث المجزرة.مبارك لنا جميعاً هذا الاعتراف متمنين تخطي العقبات الأخرى القادمة للتفرغ للمطالبة بجميع حقوقنا وأملاكنا الثابتة والمنقولة المادية منها والمعنوية والإرث العظيم.