انطلاقا من الاقتناع بأن نمو أي مجتمع وتقدمه يتوقف إلى حد كبير على الشباب باعتبارهم محرك الحاضر وطاقة المستقبل، يثور أحيانا لدي التساؤل عما إذا كان المشهد الحالي للشباب ودورهم في صناعة المستقبل كافيا أم لا؟ أتصور أن المعنيين وكبار المسؤولين على إدراك تام بهذا الأمر، أقول ذلك وأنا أراقب اختتام فعاليات الملتقى العالمي الذي استضافته الكويت (جمعية الكشافة الكويتية وجمعية المرشدات الكويتية) برعاية سمو الشيخ جابر مبارك رئيس مجلس الوزراء، إذ لفت نظري إبان فعاليات الملتقى الذي امتد خمسة أيام على أرض الكويت، حرص وزير الإعلام "محمد الجبري" على الحضور الشخصي لتكريم الفائزين، ولا شك أن اهتمام قيادات الصف الأول بالدولة بالفعاليات الشبابية لا يعكس رسالة إيجابية للشباب الكويتي فحسب بل يعكس أيضاً هذه الحالة من الاهتمام المجتمعي الحاصل بهم والحرص على تمكينهم وإتاحة مزيد من الفرص لتحقيق تطلعاتهم المشروعة.
أقول هذا وأنا أدرك أهمية الحفاظ على مثل تلك الفعاليات والملتقيات بالنسبة إلى الكويت على المستويين المحلي والدولي، خصوصا أن تاريخ الحركة الكشفية الكويتية قديم ومتجذر، إذ يعود لثلاثينيات القرن الماضي 1936 تحديدا، وأذكر هنا أن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح نفسه، كان أحد الطلاب المنضمين لأول فرقة كشفية تم تأليفها بالمدرسة المباركية قبل أن يعلن لاحقاً إنشاء أول جمعية كشفية تعنى بالعمل التطوعي في الكويت عام 1965، أيضاً الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس إدارة جمعية الكشافة الكويتية د. عبدالله الطريجي والذي أتى اختيار وتكليف الكويت لتنظيم هذا الملتقى للمرة الأولى على أرض الكويت كشهادة تقدير جديدة للجمعية تسجل باسم الكويت. وإن إحراز تقدم يرضي الشباب ويتيح توظيف إمكاناتهم وطاقاتهم يتطلب مزيداً من الوعي منا جميعاً، وأعرف أن هذا حاصل بالفعل، فحفظ الله الكويت وحفظ لها أجيالها الشابة.
مقالات
حاصل بالفعل
15-11-2019