الأحداث تتسارع من حولنا، والأخطار ماثلة أمامنا، لمن يستطيع قراءة القادم من تطورات، والتحديات التي أرى أن أخطرها هو التحدي الاقتصادي، تليه المخاطر الأمنية والعسكرية التي تتنامى، ونحن مازلنا في أدائنا التقليدي الفلكلوري، المتمثل في استقالة حكومة، أو حلِّ مجلس أمة والدعوة لانتخابات جديدة.السُّلطة لم تتعلم من الحدث الجلل الذي وقع في أغسطس 1990، وعادت بعد التحرير وكل همها أن تعود بنفس أسلوب الحُكم والسيطرة الانفرادي، بأي وسيلة كانت، وجعل مجلس الأمة فلكلور استجوابات وصراخ، ووسيلة غنى فاحش وتدمير لمؤسسات البلد، عبر التدخلات والواسطة والرشوة، حتى وصلنا إلى مقولة نائب جهبذ "إن دولة الفساد خير من لا دولة"، والتي ربما تعكس ما يجول في نَفْس مَنْ لديهم سُلطة القرار والحل والعقد المقرَّب هو منهم.
الحكومة استقالت، فما الجديد؟ لا شيء سوى بضعة أسماء وشخصيات ستتشح البشت وتقف لِتُقْسِم في الصف الأول من قاعة عبدالله السالم، وسيضافون إلى قائمة الموظفين الكبار بالسيارة والمخصصات والطائرة الحكومية، وسنبدأ ببحث قضايانا من نقطة الصفر، ولن يكون لأي منهم سُلطة حقيقية لتغيير الخراب والفساد، وهذا ما قالته الوزيرة المستقيلة جنان بوشهري في مهرجان الاستجوابات الأسبوع الماضي، وإلا فبربكم أخبروا الشعب الكويتي ماذا فعل آخر خمسة وزراء للمالية والاقتصاد لمعالجة الاختلالات المالية في البلد، ومثلهم وزراء التعليم؟ ماذا أنجزوا للسياسات التعليمية في الدولة؟! وكذا بقية الوزراء السابقين.كل شيء في البلد على رأسه العبارة الخالدة "الله لا يغيِّر علينا"، وما يحدث يشبه كلام أغنية فيروز: "يا دارة دوري فينا ظلي دوري فينا لينسوا أساميهم وننسى أسامينا". وبالفعل الشعب الكويتي لم يعد يتذكَّر سوى أسماء الفاسدين والحرامية، ونَسي بقية "الأسامي". فإن ذهبت هذه الحكومة وأتى غيرها، فلن يتغيَّر شيء في التحالفات القائمة والنهج الساري في الكويت منذ عقود.
أخر كلام
يا دارة دوري فينا!
17-11-2019