فعاليات تشكيلية تناقش قضايا المرأة وتستلهم تراث افريقيا

تشهد القاهرة حاليا مجموعة من الفعاليات التشكيلية، التي تتنوع فيها الأعمال والموضوعات الفنية، كما في لوحات الفنانة لمياء الشبراوي، التي تناقش قضية صراع المرأة مع المجتمع من خلال معرض "حديث الفراشات... وفوضى الكون"، بجانب معرض "افريقيا في القلب"، الذي يستوحي فيه 45 فنانا أعمالهم من الأجواء التراثية للقارة السمراء، فيما يواصل صالون النيل للتصوير الضوئي فعاليات دورته العاشرة بمشاركة 120 فنانا.

«غاليري فورتي»

وتستعد الفنانة التشكيلية لمياء الشبراوي لمعرضها الجديد في "غاليري فورتي" بمدينة الشيخ زايد (جنوب القاهرة)، والذي يأتي تحت عنوان "حديث الفراشات... وفوضى الكون".

وعن العنوان وفلسفة الأعمال قالت الشبراوي: "في منتصف القرن الماضي، ومن عمق أحداث العنف الشديد المصاحبة للحرب العالمية الثانية، ظهرت واحدة من أهم الاكتشافات العلمية المرتبطة بتأثيرات الطقس والمناخ، وهي نظرية الشواش، التي اعتمدت في أساسها على خفقان أجنحة الفراشة، وتخيل ان رفة جناح فراشة في الصين قد تتسبب عنها، بفعل تضاعُف التأثير، فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أوروبا أو أميركا أو افريقيا.

وأضافت: "منذ عام 1963 وقمة العِلم في العالم مشغولة بمحاولة الإمساك بسر هذا التأثير الجبار الذي تُحدِثه فراشة باعتبارها كائنا من أضعف مخلوقات الكون أحدث فارقا عظيما في طريقة التنبؤ بأحداث مناخية ضخمة".

ثنائيات تشكيلية

وتعد تلك هي التجربة الثانية للشبراوي، التي ترصد هذه العلاقة في ثنائيات تشكيلية تربط بين أجنحة الفراشات، هذا الكائن الرقيق، وصراع حواء مع المجتمع وعاداته في واقع يرفض الاعتراف بدورها الفاعل والمؤثر، وهو رفض مجتمعي تم بناؤه في حقبة زمنية مرت على عالمنا العربي على وجه التحديد، فخلقت قواعد خاطئة أجبرتنا الآن على صراع العودة إلى ما هو بديهي وحق أصيل.

يشار إلى أن الشبراوي فنانة تشكيلية معاصرة وُلدت في القاهرة عام 1977، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة عام 2000، شعبة التصميم المطبوع، وتتميز أعمالها بالتفاصيل والتناغم، فأظهرت اهتماما واضحا بالباطن وما بداخل الإنسان بدلا مما هو ظاهر، لتمثل هذه الفلسفة الفنية السمة الأساسية لأعمالها منذ تخرجها.

معرض جماعي

وتحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبدالدايم، افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية، خالد سرور، معرضاً بعنوان "افريقيا في القلب" داخل مركز كرمة بن هانئ الثقافي بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقي.

ويشارك في المعرض 45 فنانا يمثلون أجيالا ومجالات ومدارس متنوعة، من بينهم أحمد مصطفى أمين، أماني فوزي، جلال جمعة، چيهان سمير، سلوى رشدي، سهير عثمان، شرين كمال، شيماء حسن، صفية القباني، طارق الكومي، عيوشة حمد، فارس أحمد، فرغلي عبدالحفيظ، فريد فاضل، لينا أسامة، محمود مختار، معتز الإمام، منى زيدان، ندى محروس، نهلة وجدي.

وقال قوميسير المعرض الفنانة شيماء حسن إن افريقيا غنية بالتراث والفنون والحرف المتعددة والمتنوعة، والتي عبرت على مر العصور عن العادات والتقاليد والأساطير والثقافات شديدة التنوع والثراء برؤى فنية مبهجة ومتفردة.

وأضافت حسن انه من هذا المنطلق جاءت أهمية تسليط الضوء وتأكيد الهوية المصرية الافريقية، ومن ثم إقامة معرض جماعي يضم العديد من الفنانين التشكيليين المصريين والعرب ليعبروا برؤاهم الخاصة ومجالاتهم المختلفة عن التراث والفنون الافريقية التي تعد مصدرا غنيا للإلهام في شتى أنواع الفنون.

انطلقت قبل أيام فعاليات الدورة العاشرة لصالون النيل الضوئي، التي تُقام في مركز محمود مختار الثقافي، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين، حيث يشارك في هذه الدورة نحو 120 فنانا في مجالي التصوير التجريبي والتصوير المباشر، ويستمر عرض الأعمال حتى 7 ديسمبر المقبل.

وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية خالد سرور إن الدورة الجديدة لصالون النيل للتصوير الضوئي تطرح إبداعات المصورين الفوتوغرافيين على الجمهور لاكتشاف قدرات وأبعاد جمالية للصورة، وتُقدم إبداعات الفنانين الكبار، وتستمر في الكشف عن مواهب شابة واعدة. واضاف سرور أن الصالون يمضي في رسالته لإثراء معارف المشاهدين بأحدث ما وصلت إليه قدرات التصوير الرقمي وبرامجه، وكشف زوايا وأبعاد غير تقليدية للصورة الفوتوغرافية، بما يؤكد أنها روح الواقع.