أقام الملتقى الثقافي أمسية بعنوان «الفنان أيوب حسين... الفن ذاكرة وطن»، بمناسبة ذكرى رحيل حسين السادسة، شارك فيها رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية د. عبدالله الغنيم، والفنان القدير سامي محمد، وابنة الراحل تغريد أيوب حسين، وقدمها مدير قاعة بوشهري يحيى سويلم، بحضور جمع كبير من الأدباء والفنانين والمثقفين.وخلال الملتقى، قال مدير ومؤسس الملتقى الثقافي طالب الرفاعي: «نحتفل بمرور ست سنوات على وفاة أحد أعمدة الفن التشكيلي في الكويت الراحل أيوب حسين».
البيئة الكويتية
من جانبه، قال سويلم إن «موهبة حسين الفنية ظهرت خلال فترة طفولته وصباه، فعلى طريقة أقرانه، مارس تجسيم الحيوانات من الطين الصلصال، الذي كانت السفن القادمة من شط العرب تلقيه بالقرب من الساحل، واهتم بتصنيع ألعابه من طيارات ورقية، وبناء غرف صغيرة، وصنع السفن من صفائح (قواطي الغاز)، وفي مدرسة المباركية تعلم الرسم من الأستاذ هاشم الحنيان، والتشكيل من الأستاذ عقاب الخطيب». ولفت سويلم إلى مشاركة الراحل في معرض مسابقة البطولة العربية بصور شخصية لجمال عبدالناصر، وشكري القوتللي، وعبدالحكيم عامر، موضحاً أنه يعتبر أول معرض حقيقي للفنون التشكيلية يقام عام 1958، قبل أن يردد مقولة الراحل: «عاهدت نفسي بأن أستوحي جميع موضوعاتي من بيئة الكويت الجميلة».رافد مهم
بدوره، ذكر د. الغنيم أن «حسين واحد من أبناء الكويت المبدعين الجديرين بأن يفاخر بهم وطننا العزيز ويأسى لفقدهم ويحزن لرحيلهم، فقد فقدنا برحليه رافدا مهما من روافد التراث الكويتي، إذ قدم بريشته وقلمه موسوعة حية عن الكويت، فريدة من نوعها».وأشار الغنيم إلى أن تعاون الراحل مع مركز البحوث والدراسات الكويتية نجم عنه 500 لوحة كانت حصيلة 50 عاماً من عمله المتواصل صدرت عام 2002، في كتاب واحد تحت عنوان «التراث الكويتي في لوحات أيوب حسين الأيوب».متعدد المواهب
وأضاف أن المركز قام بتصوير تلك الأدوات تصويراً فنياً ممتازاً تحت إشرافه، وعلق على كل صورة منها، وتم طباعة الكتاب، ونشر عام 2014، تحت عنوان «محتويات متحف أيوب حسين الأيوب»، وهو يقع في 286 صفحة من القطع الكبير.وذكر أن البداية معه كانت عام 1997، حينما قام المركز بطباعة كتابه «من كلمات أهل الديرة»، أما الكتاب الثاني المتصل بالجانب البحثي عند أيوب حسين فهو كتاب «ألعابنا الشعبية الكويتية»، أما ختام التعاون مع الراحل فكان رعاية المعرض الذي أقامه في قاعة أحمد العدواني في نوفمبر 2011، تحت عنوان «من قديم ألبومات أيوب حسين».وأكد الغنيم أن حسين لم يكن مجرد فنان بل هو إنسان متعدد المواهب، وضع له هدفا واضحا، هو توثيق بعض الجوانب البيئية بالريشة والصورة والقلم، وينطق بذلك مجمل ما نشره المركز له من إنتاج يضاف إليه ما سبق له نشره، مثل كتابة الممتع «حولي قرية الأنس والتسلي».أرقى الأشخاص
من ناحيته، قال الفنان سامي محمد إن «أيوب حسين إنسان من أرقى الأشخاص الذين عاصرتهم وجلست معهم، وكنا نذهب إلى البر والبحر، وأتذكر أن الراحل قام بتدريسي في مدرسة الصباح في فترة الخمسينات، والقدر جعلني أحد أصدقائه، إذ رأيته أول مرة وهو يرسم في المرسم الحر»، مشيراً إلى أن أعماله تتسم بالدقة في رسمه للذكريات القديمة.ابنة الراحل
من جانبها، عبّرت ابنة الراحل تغريد أيوب حسين عن سعادتها بحضور الملتقى، مضيفة: «أنا جزء من أيوب حسين، الذي له فضل كبير علي».وذكرت تغريد أن أربعة من أشقائها أصبحوا فنانين، فشقيقها حسين رسمه يشبه رسم والده بنسبة من 90 إلى 95 في المئة، وأمجد وتهاني يدرسان الرسم، أما أحمد فهو مشرف تربية فنية في كلية العمارة، ويدرّس الطلبة. وذكرت أنها ليست فنانة، ولكن حسب كلام والدها فإنها كانت تنتقده فنياً عندما تجلس معه وهو يرسم اللوحة، موضحة أن والدها أوصى بعدم المطالبة بإطلاق اسمه على المدارس أو الشوارع، لكن بعد وفاته أُطلق اسمه على إحدى المدارس الثانوية في منطقة صباح الأحمد.وفي ختام الملتقى، قرأت تغريد قصيدة كتبها والدها عند إصابته بمرض السكري، وتعني لها الكثير، ومن أجوائها: وداعاً يابني حَلوى .... وداعاً يا لُقَيماتيوداعاً يا بني (رَهَشٍ) .... وداعاً يا كُنافاتي.