لوحات إبراهيم إسماعيل تدور في فلك الذاكرة والتاريخ
في افتتاح معرضه الـ 20 بقاعة الفنون بحضور طلال الخالد والدويش
يحرص الفنان التشكيلي إبراهيم إسماعيل على تقديم أسلوب تعبيري مبني على تقسيم لوحاته الفنية بشكل هندسي.
افتتح أمس الأول، معرض الفنان التشكيلي إبراهيم إسماعيل في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم، تحت رعاية محافظ العاصمة الشيخ طلال الخالد، وبحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، والأمين العام المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية د. تهاني العدواني، وجمع كبير من الشخصيات والمهتمين.وأكد الخالد أن "الثقافة والفنون من المعاول الأساسية لبناء الحضارات، بما تنتجه من إبداعات وأطروحات تعكس واقع المجتمعات، وتعبِّر عن آمالها وطموحاتها"، مشيداً بالفنان التشكيلي إبراهيم إسماعيل، "الذي عبَّر بريشته ولوحاته الفنية عن واقع البيئة الكويتية، بما تسجله من عادات وتقاليد وموروث شعبي أصيل يربط الشعب الكويتي بتاريخه المشرف".من جانبه، قال د. الدويش: "هذا المعرض من المعارض المهمة المعني بمفرداتها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وكما أن التراث هو الذي يميز المجتمع، فإن ما يميز هذا المعرض، هو توثيق الحركة التاريخية للمواقع والرموز، ونرى في المعرض السوق القديم، والرقصات الفلكلورية، والبيئة البحرية".
وأشار إلى أن المعرض يتضمن أكثر من 40 عملا تشكيليا، وركز على الواقع، ورصد الحركة التاريخية، كما أن هناك منحوتات تجسد قيمة معينة لذاكرة المجتمع.ويُعد إبراهيم إسماعيل من الفنانين التشكيليين القلائل الذين يحرصون على الاستمرار في التعاطي مع الفنون التشكيلية، دون كلل أو ملل، فقد استمر في الرسم والإبداع منذ سنوات بعيدة، ومازال مستمراً، لتصل حصيلة معارضه الشخصية التي أقامها إلى 20 معرضاً تدرج في أساليبها وتكنيكاتها وألوانها، حتى وصل إلى مرحلة الخصوصية، تلك التي تشير إليه وإلى أسلوبه بكثير من التميز والحضور الوجداني. وتبينت هذه الرؤية في معرضه الشخصي، واحتوى على أعمال تأثيرية تهتم في المقام الأول بالتراث الكويتي، وما يحتويه من مظاهر حياتية متنوعة، إضافة إلى ما تضمنته أعمال أخرى من اهتمام بالبيئة الكويتية في مختلف صورها.
طابع رمزي
وبدت الألوان التي استخدمها الفنان إسماعيل في لوحاته التشكيلية متطورة في تدرجاتها، وطرق وضعها على أسطح اللوحات، ما سمح بظهور مساحات كبيرة من الضوء الذي حرك سكون العناصر التشكيلية.كما استلهم أفكار أعماله من الغوص قديماً، بحثاً عن اللؤلؤ، وكذلك من الوجوه التي رسمها كبورتريهات، وتجسيد الألعاب الشعبية، وغير ذلك من التفاصيل اليومية، التي تضمنت رؤى تشكيلية متحاورة مع الواقع بقدر كبير من التكثيف والإيحاء.وعمد إسماعيل إلى أن تكون مضامين أعماله الفنية ذات طابع رمزي، يتحرك في أكثر من اتجاه، من خلال رصد التراث الكويتي القديم، سواء في الرقصات الشعبية، أو رصد البيوت والمقاهي والشوارع القديمة، التي تتماهى فيها الرؤى وفق تصورات فنية مفعمة بالحيوية. من جهتها، قالت الأمانة العامة للمجلس الوطني عن المعرض: "تدور لوحات الفنان إبراهيم إسماعيل في معرضه المقام، الـ20، في فلك تجليات الذاكرة والتاريخ، وتأتي رعاية المجلس له ضمن أهدافه الرامية إلى تشجيع حركة الفنون التشكيلية ورعاية روادها". وأوضحت أن أعمال إسماعيل تتميز بابتكار أسلوب تعبيري مبني على التقسيمات والتقاطيع المرتبطة بأسلوب فني لافت، والذي يدل على وعي بصري هندسي، وهو ما أبعده عن النمط التقليدي في رصد مشاهد الحياة اليومية التراثية والاجتماعية للناس في المجتمع الكويتي القديم".
طلال الخالد: الثقافة والفنون من المعاول الأساسية لبناء الحضارات