حلقة مفرغة في سورية
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
لكن هل تستطيع دمشق إطلاق هجوم على القوات الأميركية في دير الزور؟ يذكر تقرير جديد على موقع Real Clear Public Affairs أن "تعدد أوجه الحرب الأهلية السورية وضبابية الحرب عموماً يمهدان لاشتباكات غير مقصودة أو مناوشات محدودة قد تطلق صراعات على نطاق أوسع". لا شك أن قرب المسافة بين القوات الأميركية والسورية يطرح مخاطر متعددة.ستكون أي خطوة مماثلة رهاناً كبيراً للأسد حتماً، لكنّ هذه الظروف مألوفة، ففي فبراير 2018، صدّت القوات الأميركية و"قوات سورية الديمقراطية" هجوماً أطلقته قوات الحكومة السورية والقوات شبه العسكرية الروسية على حقل نفط "كونوكو"، بالقرب من دير الزور،ن وجحت الولايات المتحدة حينها في إطلاق هجوم محدود، لكنها ستجد صعوبة أكبر في هزم الهجوم المتواصل الآن.في نهاية المطاف، من سيكون شركاء الأميركيين المحليون في دير الزور؟ صحيح أن "قوات سورية الديمقراطية" وافقت على الانضمام إلى القوات الأميركية لحراسة حقول النفط غداة العملية العسكرية التركية، لكن تبقى إمكاناتها محدودة جداً وتضعف ثقتها بواشنطن مع مرور الوقت. كذلك، أطلق السكان العرب في المنطقة احتجاجات معادية للأكراد، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الحدث إلى تراجع فاعلية "قوات سورية الديمقراطية". أمام هذا الوضع، ستضطر الولايات المتحدة للاتكال على "مجلس دير الزور العسكري" لتلقي الدعم، علماً أنه واحد من أسوأ فصائل المتمردين وأقلها انضباطاً. في 13 أكتوبر، طرح ترامب فكرة صائبة، فأعلن انسحاب جميع الجنود الأميركيين (ألف عنصر) من سورية، لكن احتاجت إدارته إلى أسبوع واحد فقط كي تغيّر مسارها بالكامل، وفي 21 أكتوبر أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها العسكري في دير الزور، وبحسب بعض التوقعات الأخيرة، قد يصل مجموع الجنود الأميركيين في سورية بعد قرار "الانسحاب" الصادر عن ترامب إلى 900 عنصر.هكذا وضعت الولايات المتحدة نفسها في موقع الدفاع في سورية، ويجب أن تصمد أقل من كتيبة كاملة من القوات الأميركية في وجه عدد من الأعداء في أرض بعيدة عن أي قواعد صديقة، ويبدو التحالف المحلي الذي يدعمها مفككاً ومن المستبعد أن يكون فاعلاً في ساحة المعركة. لقد انتهت العملية العسكرية التركية، لكن عاصفة أخرى تلوح في الأفق. * «ديمتري سيمز»