العيسى: صغنا مجتمعاً شمولياً في «حارس سطح العالم»
في حلقة نقاشية نظمها «بيت السرد» لروايتها
أكدت الروائية بثينة العيسى، أن كل نظام رقابي له دوافعه الخاصة، لكن داخل روايتها (حارس سطح العالم) كانت الدواقع نبيلة جداً.
أقام "بيت السرد" في رابطة الأدباء الكويتيين، بمقره في العديلية، حلقة نقاشية بعنوان "بثينة والأرنب الأبيض"، حول رواية "حارس سطح العالم" للروائية بثينة العيسى، بحضور الأمين العام لرابطة الأدباء د. خالد رمضان، ومسؤول بيت السرد الكاتب عبدالوهاب سليمان، وجمع من الأدباء والمثقفين.في البداية، باركت خالدة الخالدي للروائية العيسى، بالترشح لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وأن تكون ضمن القائمة الطويلة في دورة الجائزة الـ 14.
عدنان العبار
بعدها، قرأت العيسى مقتطفات من روايتها (حارس سطح العالم)، ليقوم بعدها عدنان العبار وفاطمة الوايل، بسؤالها عن الرواية، ومدى تأثير الأدب على المجتمع بالرواية، لتجيب العيسى: "بالرواية بنيت فكرة الديستوبيا على الكمال، وهو أن نصل إلى مرحلة من النقاء والطهارة تبدو من بعيد أنها لحظة بالغة الكمال، لكن عندما نقترب منها تكون لحظة بالغة الفاشية، لأنها إنكار لحقيقتنا كمجتمع ملون، ومتعدد، ومختلف، وفيه تناقضات وأطياف كثيرة".وتابعت: "افتراضاتي داخل الرواية، أن الحكومة نيتها جيدة، وهي أن تسعد الإنسان، لكن كيف أستطيع أن أسعد الإنسان الذي خلق شقيا بمخيلته، ومسكونا دائما بسؤال ماذا لو؟ هو دائما يلاحق الممكنات. أنا لا أريد لهذا الإنسان أن يرى الممكنات أصلا. عندما أقنع هذا الإنسان أن الخيار الوحيد الموجود أمامه على الطاولة هو الخيار الوحيد والأفضل، لن يعود إنسانا تعسا. فكانت الفكرة هي تقليم هذه الأفكار وتخليص المجتمع، والكتب كانت ربما أفضل تجلٍ لمنطق الرقابة، لكن الرقابة كانت على الملابس وعلى المطاعم عند تقليصهم الخيارات، ولديك ثلاث رغبات مشروعة تتوافق مع أي حكومة في العالم، وهي الرغبة بالولاء في العمل، الرغبة في الانتماء، والإنجاب، وخاصة أنني أقوم بصنع مجتمع وظيفي في الرواية".مكان محدد
وأوضحت أنها في الرواية لم تستخدم أسماء، أو مكانا معينا، أو زمنا محددا، لأنها تريد أن يمثل كل شخص بصفته، على سبيل المثال رقيب الكتب، رئيس القسم، السكرتير، الزوجة، والطفلة، "لأننا نقوم بصناعة مجتمع شمولي، وظيفي، فاشي، قائم على اختزال الإنسان وتسطيحه فيما يقدمه لهذا المجتمع، وكل شيء آخر؛ رغباتك، أحلامك، خيالاتك، هي ليست محل ترحيب بهذه الدولة".من ناحية أخرى، بينت العيسى أن كل رقابة أو نظام رقابي له دوافعه الخاصة، لكن داخل روايتها كانت الدوافع نبيلة جدا، كانوا يريدون أن يكون الناس سعداء. وأضافت: "نعرف أن الرواية تتكون من وجود صراع بين قوتين تكونان أحيانا متكافئتين؛ بطل وبطل آخر، مثل الكونت دي مونت كريستو، والبؤساء، وأحيانا يكون البطل ضد النظام، مثل مزرعة الحيوان، وكتب كثيرة". وعبَّرت العيسى عن سعادتها بإجازة الرواية، موضحة أنها أدركت الآن كيف تكتب كتابا دون أن يُمنع. وبينت أنها، ككتابة، ترفض أن تقع تحت فخ التكرار، مشيرة إلى أن روايتها (خرائط التيه) ربما تكون أفضل ما كتبت. وبالنسبة لها تعتقد أن رواية "كل الأشياء"، فنيا أفضل من رواية "خرائط التيه". أما في رواية "حارس كل العالم"، فهي تستطيع أن تكتب الحكاية كلها في فقرة أو فقرتين.
افتراضاتي داخل الرواية أن الحكومة نيتها جيدة وهي أن تُسعد الإنسان
الرواية تتكون من وجود صراع بين قوتين تكونان أحياناً متكافئتين
الرواية تتكون من وجود صراع بين قوتين تكونان أحياناً متكافئتين