أنظر بمزيد من الأسى والأسف، إلى ما يحدث في بلدان ودول مختلفة، عربية وغير عربية، من انفلات وفقدان للأمن والعدل والتسامح بين فئات المجتمع الواحد، وربما يشاركوني كثيرون الرأي أيضاً أن أي استراتيجية أمنية لا يمكن أن تكون مكتملة وناجحة إلا إذا كانت تمتلك كفاءات قادرة على مواجهة الأزمات والمشكلات بحس إنساني مترافق مع حسها الأمني الحاضر معها دوماً، وعلية تعتبر وزارتي الدفاع والداخلية تحديداً صاحبتي القوامة الأنشط اللتين تحملان المسؤولية المباشرة بالنسبة إلى كفالة الأمن والاستقرار للأوطان والذود عنها. وبالنسبة إلى الكويت غير خاف أن وزارة الداخلية تمتلك كفاءات عاشت وعاصرت كثيراً من التحديات الأمنية الأهم والأكثر تعقيدا على مستوى تاريخها، أخص بالذكر فترة ما قبل الغزو عام 1990م وكذلك فترة ما بعد التحرير 1991م، إذ حفلت وزارة الداخلية بكثير من الكفاءات التي بذلت وسخرت جل جهدها ووقتها وصحتها لوطنها وعملها، واستطاعات أن تأخذ بيد الطلائع من بقية زملائها ورفاقها للعمل على حفظ أمن الكويت وسلامة كل فرد يعيش على أراضيها.
أذكر من هذه الكفاءات الفريق أول متقاعد ناصر أحمد العثمان، وكيل وزارة الداخلية السابق، وأحد جيل الرواد الأمنيين الذين لم نعطهم حقهم من الاهتمام- بما امتلكوا خلال مسيرة عملهم– من تجربة ثرية بالإنجاز والعطاء، قيادة كانت على قدر المسؤولية ومستوى الأحداث، وربما بقراءة بسيطة على هامش مسيرة الرجل نستطيع أن نستشف من خلالها أنه صفحة ممتزجة بالعطاء والجهد في حصن الكويت الأمني. ختاما، وفي ظل تحديات ومخاطر معقّدة تعيشها المنطقة، نوجه الدعوة لمثل تلك النماذج والكفاءات الوطنية التي نعتز بها، ليس بوزارة الداخلية وحسب، بل بكل المؤسسات على أرض الوطن الكويت، لاستمرار تقديم الخبرة والعطاء، فاستمرار النجاح لنا بمقدار ما هو لهم، وبمقدار ما يعنيهم يعنينا، فالأمن حاجة أساسية من حاجات أي مجتمع، وحين يفقد الأمن وصانعوه من الأوطان تفقد الأوطان نفسها، حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها ورجالها الأوفياء.
مقالات - اضافات
رجالنا الأوفياء
22-11-2019