اختر كتابك
بدأ معرض الكتاب، فقد أتى هذا الأسبوع المميز الذي دائماً أنتظره كل سنة تقريباً في مثل هذا الوقت، ورغم أنني أشتري الكتب طوال السنة فإن لمعرض الكتاب جوه الجميل والخاص، وخصوصاً إذا كانت بعض دور النشر من خارج البلاد تتشرف في زيارتنا لنحصل على بعض الكتب غير الموجودة باقي أوقات السنة، واللقاء بزملاء القلم والكتابة الأعزاء، والحصول على نسخ جديدة لأعمالهم الإبداعية المميزة دائماً. فحب القراءة لا يأتي بالوراثة، بل من نشأة بيئية واعية مثقفة، فقد عشت في بيت مثقف لوالدين يحملان شهادات علُيا، وكانت والدتي الغالية، حفظها الله، دوماً تحثنا على القراءة، وتصطحبنا إلى مكتبات متعددة لشراء الكتب المنوعة بصورة مستمرة، فمنذ المرحلة الابتدائية أتذكر في إحدى السنوات كنت طفلة لا أتعدى عشرة أعوام، فحظيت في معرض الكتاب الدولي تحديداً بمصادفة الشاعر الكبير نزار قباني في أوائل التسعينيات.
لكن المعرض في السنوات الأخيرة أصبحت الكتب فيه تباع دون مراقبة، وأصبح كل من هبّ ودبّ يكتب الروايات، فصار الكثير من الكتّاب يقومون بتسويق كتبهم السخيفة الخالية من جميع قواعد وشروط كتابة الرواية والقصة والمليئة بالابتذال، فنرى قصص الحب الهابط الوقح في هذا الزمن المادي.هذا يتطلب من وزارة الإعلام والجهات المختصة مراقبة مثل هذه الكتب غير النافعة بوضع معايير وشروط لطباعة الكتب وللكتّاب، فأيا كان يستطيع أن يكتب ويصدر كتابا بماله الخاص حتى لو كان خاوياً من أي إفادة ومحتوى أمر غير مقبول، لذلك ذهبت هيبة الكاتب في هذا الصرح الثقافي الأدبي الذي كان يضم أسماء خلدها التاريخ وإنجازات أخذت أعواماً كثيرة. نصيحتي للجميع انتقوا كتبكم بحرص ووعي لأن الكتاب يؤثر فيكم سلباً أو إيجاباً، وفيما يتعلق بأولياء الأمور احرصوا على اصطحاب أبنائكم إلى المعرض واختاروا المفيد لهم من الكتب الشيقة والممتعة والقصص المفيدة.