بنس يدعم محتجي إيران و«الحرس» يشيد بسرعة «قمعهم»
• مواجهات ليلية في ضواحي المدن الكبرى
• أوروبا تدعو طهران إلى وقف العنف
• عودة متقطعة للإنترنت للمحافظات الهادئة
• مناورات إيرانية تحاكي اختراقاً لأجوائها
تقترب الاحتجاجات في إيران من إنهاء أسبوعها الأول، وسط تعتيم إعلامي تفرضه السلطات التي تؤكد أنها استعادت السيطرة على الموقف. وبينما أعلنت واشنطن دعمها للاحتجاجات أشاد الحرس الثوري بسرعة قوات الأمن في الحسم.
بينما تواصلت التظاهرات في إيران التي تخللتها أعمال عنف أوقعت عشرات القتلى احتجاجاً على قرار حكومة الرئيس حسن روحاني رفع أسعار الوقود وتقنين الدعم، أشاد الحرس الثوري، أمس، بتحرك القوات المسلحة السريع للتصدي لـ "مثيري الشغب" في حين أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس دعم بلاده للمحتجين. وقال "الحرس"، في بيان نشره موقع "سيبا نيوز" الرسمي التابع له، "وقعت حوادث، بعضها كبير وبعضها صغير نتيجة زيادة أسعار البنزين، في أقل من مئة مدينة عبر إيران".وأكد البيان أن "هذه الأحداث توقفت في أقل من 24 ساعة، وفي بعض المدن في 72 ساعة نتيجة تيقظ القوات المسلحة وقوات حفظ النظام وتحركهما السريع".
واعتبر البيان أن "توقيف قادة الاحتجاجات ساهم إلى حد بعيد في تهدئة الاضطرابات"، مشيراً الى أن "القادة الرئيسيين" أوقفوا في محافظتي طهران والبرز المحاذية وفي مدينة شيراز.
مندوب خامنئي
بيان "الحرس" جاء رغم تمسك قادته برفضهم لقرار زيادة الوقود واعتبارهم أنه يحمل مجازفة أمنية بجر إيران الى الاحتجاجات التي يشهدها العراق ولبنان. في هذا السياق، كشف أحد قادة "الحرس" لـ "الجريدة" أن عبدالله حاجي صادقي مندوب الولي الفقيه في الحرس الثوري دعا قادة "الحرس" برتبة رائد وما فوق الى اجتماع خاص وأبلغهم بأن دعم المرشد الأعلى علي خامنئي لقرار حكومة روحاني، لم يكن نابعاً من قناعته، بل كان بهدف توحيد الصفوف والحؤول دون انفلات الوضع الأمني.إلى ذلك، أكدت مصادر محلية ايرانية لـ "الجريدة" أن المواجهات لم تهدأ طوال ليل الأربعاء ـ الخميس في ضواحي المدن الكبرى، وخصوصاً في الأهواز وأصفهان وطهران وكرج وسنندج وكرمانشاه.ونقلت مواقع إيرانية معارضة عن اتحاد الطلاب الإيرانيين إعلانه أمس، أن قوات أمنية بزي مدني دخلت إلى جامعة طهران، مستخدمة سيارات إسعاف، واعتقلت العشرات أثناء احتجاجات ليلية لطلاب الجامعة ليل الاثنين ـ الثلاثاء. ونقل موقع "إيران إنترناشيونال" المعارض، عن مصادر مطلعة قولها إن قوات تابعة للاستخبارات الإيرانية أخرجت 36 جثة لمحتجين من مستشفى "التأمين الاجتماعي" في العاصمة طهران بسيارة لنقل اللحوم.الإنترنت
وبقيت الإنترنت محجوبة أمس، عن أغلبية المناطق الإيرانية بعد قطعها منذ أكثر من أربعة أيام، لكن وزارة الاتصالات أعادتها في بعض المحافظات التي لم تشهد أي احتجاجات، لكن بشكل متقطع. وكانت الحكومة أعلنت أنها لن تعيد الإنترنت إلا بعد التأكد من عودة الهدوء وعدم قدرة المحتجين على استخدامها.بنس
إلى ذلك، عبر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس عن دعم الولايات المتحدة للاحتجاجات التي تشهدها إيران. وانتقد بنس، في تغريدة على حسابه في تويتر "استخدام السلطات الإيرانية القمع تجاه المحتجين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية".وأضاف في تغريدته: "بينما يخرج الإيرانيون إلى الشوارع احتجاجاً، يستمر النظام في طهران باستخدام العنف والاعتقال لقمع الشعب". ووجه بنس رسالة إلى الشعب الإيراني قائلاً: إن "رسالة الولايات المتحدة واضحة: الشعب الأميركي يقف إلى جانب شعب إيران".وأصدرت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانتيتش بياناً أمس، قالت فيه إنه "وفقاً للتقارير الأخيرة، أدت الاحتجاجات في العديد من المدن الإيرانية، إلى خسائر فادحة في الأرواح، كما أدت إلى إصابة العديد من الأشخاص. نقدم تعازينا لعائلات الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين".وأضاف البيان: "نحن نتوقع من السلطات الإيرانية أن تضمن التدفق الحر للمعلومات والوصول إلى الإنترنت من جديد".وتابع: "كما ينبغي مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية من خلال الحوار الشامل وليس من خلال استخدام العنف. نتوقع أن تمارس قوات الأمن الإيرانية أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات وأن يتظاهر المتظاهرون بشكل سلمي. أي عنف غير مقبول. يجب ضمان الحق في حرية التعبير والتجمع".مناورات
إلى ذلك، تنطلق اليوم الجمعة مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 98" بمنطقة سمنان شمال شرقي إيران. وقال العميد قادر رحيم زاده القائد الميداني للمناورات، إن التدريبات تهدف إلى "استعراض جاهزية وحدات الدفاع الجوي" في حال اخترقت أجواء البلاد، وستركز على "أسلوب الدفاع أثناء الحركة ومعالجة الأهداف الغريبة في الحروب الالكترونية، والتعرف على الأهداف الجوية للعدو لتدميرها" .وقال قائد الدفاع الجوي في الجيش العميد علي رضا صباحي فرد، إن "منطقة المناورات هي محاكاة للمنطقة العامة في الخليج خاصة مضيق هرمز، لذلك فإن جميع المعدات والأنظمة التي يتم استخدامها للكشف وتحديد الهوية والاشتباك في منطقة الخليج ومضيق هرمز ستشارك في المناورات".على صعيد آخر، قضت محكمة إيرانية بسجن 6 نشطاء بيئيين، في قضية قوبلت بانتقادات دولية. وذكر مركز حقوق الإنسان في إيران، ومقره نيويورك، أمس، أن المحكمة أصدرت أحكاماً بالسجن لمدد تتراوح بين 6 و10 سنوات. وأضاف المركز أن المحكمة الثورية الإيرانية، لم تصدر حكماً بحق ناشطين اثنين آخرين. وتوفي أحد النشطاء المدافعين عن حماية البيئة، وهو المواطن الإيراني- الكندي، كاووس سيد إمامي، في ظروف غامضة داخل السجن في فبراير عام 2018، بينما كان ينتظر المحاكمة.وكان أحد تلامذة ومساعدي سيد إمامي، وهو أستاذ علوم بيئة في جامعة العلامة الطباطبائي في طهران، قال لـ "الجريدة"، إن قوات الأمن قتلت امامي بعد كشفه تورط الحرس الثوري في عمليات دفن نفايات نووية وسامة في صحراء لوط ومناطق كردستان وخوزستان الإيرانية. وكشف الطالب أن إمامي والمجموعة العاملة تمكنوا من تصوير ممارسات الحرس قبل افتضاح أمرهم.
أحكام بالسجن تتراوح بين 6 و10 سنوات لنشطاء بيئيين كشفوا عن عمليات طمر نفايات نووية