أحزاب عراقية تعقد اجتماعاً مصيرياً حول عبدالمهدي
• «سائرون»: البرلمان يماطل في استجواب رئيس الحكومة
• «الفتح» تحذر من «نفق مظلم»
عقدت كتل سياسية اجتماعاً وصف بالمصيري تناول مستقبل رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي بالتزامن مع استجواب البرلمان وزير الصناعة، في حين رفض المتظاهرون في ساحة التحرير المركزية دعوات الكتل السياسية للتفاوض قبل رحيل رئيس الوزراء ودعوا إلى مليونية سحب الشرعية من البرلمان والحكومة الجمعة المقبلة.
مع دخول الاحتجاجات العراقية بموجتها الثانية يومها الثلاثين وهي على الوتيرة ذاتها من أعمال العنف والاعتصامات وقطع الطرق والاضرابات، كشف مصدر عراقي مطلع أن عدداً من القوى السياسية اجتمعت، أمس، لمناقشة أمور مهمة على رأسها مصير رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي.وفي حين لا تلوح أي بوادر سياسية لوضع حلول ترضي المتظاهرين وتعيدهم إلى بيوتهم، ذر المصدر أن "الاجتماع ناقش مقترح الانتخابات المبكرة، وتأكيدات المرجعية الدينية لإنهاء الأزمة" التي شهدت سقوط 335 قتيلاً وآلاف المصابين.
تأجيل واتهام
وتزامن الاجتماع مع تأجيل مجلس النواب الجلسة الـ 18 التي كان من المفترض عقدها، أمس، إلى يوم غد لاستجواب وزير الصناعة صالح الجبوري حول تهم تتعلق بقضايا فساد داخل وزارته ومناقشة التقرير الأول للجنة التعديلات الدستورية.وعقب الإعلان عن التأجيل اتهمت كتلة "سائرون" برعاية رجل الدين البارز مقتدى الصدر، رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بـ"المماطلة" لتحديد جلسة استجواب" عبدالمهدي.وتأتي تلك التطورات بعد دعوة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني إلى الإسراع في إصلاح قوانين الانتخابات، قائلاً إن "الإصلاحات هي السبيل الوحيد لتجاوز الاضطرابات المستمرة منذ أسابيع".وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل له في مدينة كربلاء: "المرجعية تشدد على ضرورة الإسراع في إنجاز قانون الانتخابات وقانون مفوضيتها. لأنهما يمهدان لتجاوز الأزمة الكبيرة التي يمربها البلد".وكان الرئيس العراقي برهم صالح اقترح إصلاحات تشمل انتخاب النواب في دوائر فردية بدلاً من محافظات بأكملها، وأن يخوض المرشحون الانتخابات أفراداً بدلاً من خوضها على قوائم الأحزاب، لتلبية مطالب المتظاهرين بتقليص سلطة الأحزاب والتمتع بتمثيل محلي أكبر. لكن مشروع قانون اقترحه عبدالمهدي أخيراً حذف هذه التعديلات.احتجاجات ورفض
وتواصلت، أمس، الاحتجاجات في بغداد و9 محافظات بوسط وجنوب البلاد غداة تقارير عن سقوط 4 قتلى وعشرات المصابين بصدامات بين قوات مكافحة الشعب والمتظاهرين قرب ساحة التحرير المركزية وسط العاصمة.وبينما نفت وزارة "الداخلية" صحة التقارير عن سقوط القتلى، أمس الأول، شهدت ساحة الخلاني اشتباكات جديدة، أمس، وسعى المحتجون إلى احتلال رابع جسر يصل وسط بغداد بالمنطقة الخضراء.وجاءت التطورات في حين رفض معتصمو التحرير، التفاوض مع الكتل السياسية بشأن مطالبهم، قبل إقالة حكومة رئيس الوزراء.وقال المعتصمون، في بيان أمس، إن "قوى الظلم اجتمعت في قصور الظلام، واتفقت على إصلاحات وتوقيتات لترقيع ثوب الحكومة الممزق بدماء الشهداء وأنين الجرحى من المتظاهرين، ورغم أن إجماع التظاهرات الشعبية على ضرورة إقالة حكومة القنّاصين أولاً قبل أي إصلاح وتفاوض، فإن الكتل السياسية الفاسدة تصر على تمسكها بالحكومة".وأضاف البيان أن "لقاء عدد من الشيوخ برئيس الحكومة المسؤولة عن قتل إخواننا يُعد فعلاً قبيحاً، واستهانة فاضحة بتضحيات أبطال الانتفاضة، لكن هذه السقطة لا تُحسب على جميع عشائرنا الأصيلة، وها هم شيوخنا الأفاضل يعتصمون مع أبنائهم ويساندونهم، ويقفون خلف مطالبهم، فمن شاء أن يسقط في وحل القتلة فليسقط مع السلطة، ومن شاء أن يرتقي إلى صف الشرف، فليلتحق بالأحرار".وتابع "بما أن السلطة وأحزابها تتبجح بشرعيتها من خلال صناديق الانتخابات المزوّرة، والتي قاطعها معظم العراقيين، ندعو كل أبناء شعبنا، في جميع محافظاتنا من الجنوب إلى الشمال، لوقفة مليونية تَسحب هذه الشرعية الباطلة، من كل أحزاب السلطة، في يوم الجمعة القادم، رافعين شعار، نازل أسحب شرعيتكم".نفق مظلم
في السياق، استبعد النائب عن تحالف "الفتح"، المقرب من طهران، حنين القدو قدرة الحكومة على تلبية جميع المطالب الجماهيرية خلال مهلة الـ45 يوماً التي منحتها كتل سياسية لعبدالمهدي والبرلمان عقب اجتماع عقد في منزل عمار الحكيم، محذراً من دخول العراق في "نفق مظلم وتكون الأوضاع أكثر تدهوراً".ونقل عن القدو قوله، إن "هناك العديد من القوانين المهمة والإيجابية التي شرعها مجلس النواب، خلال الفترة الأخيرة، لكن نعتقد أن المتظاهرين سيستمرون في تظاهراتهم ربما للمطالبة بتغيير الحكومة بالكامل وحل البرلمان".وتساءل القدو: "هل استقالة الحكومة ترضي الجماهير المنتفضة؟" مشدداً على أن "هناك سقوفاً عالية لبعض المطالب، كالمطالبة بإزالة الحكومة والنظام السياسي بالكامل، تقابلها مطالب عقلانية من الممكن الاستجابة لها خلال فترة زمنية معينة".ورغم استمرار الاحتجاجات الشعبية منذ الشهر الماضي، والمطالبة باستقالة بعبدالمهدي، فإن الأخير يرفض الاستقالة، ويطالب الكتل السياسية بإيجاد بديل عنه، لقيادة الحكومة.اغتيال ونجاة
إلى ذلك، تداول نشطاء على مواقع التواصل مقطع فيديو للحظة اغتيال مسلحين العضو السابق في مجلس محافظة بابل، الشيخ عامر المرشدي على مرأى من ابنه الخميس الماضي.وأفادت تقارير بنجاة الناشط جواد الحريشاوي من محاولة اغتيال، أمس، في حين تقول مصادر من كربلاء، إن ظاهرة الاغتيالات تدخل في إطار الترويع الذي يتعرض له المتظاهرون في المنطقة خصوصاً من طرف ما يعرف بأصحاب "الزي الأسود"، الذين يلاحقون المتظاهرين لاسيما ليلاً.تميم وعبدالمهدي
من جهة أخرى، ذكر مكتب عبدالمهدي أن "رئيس مجلس الوزراء تلقى، اتصالاً هاتفياً من أمير قطر تميم بن حمد أكد خلاله الأخير دعمه للحكومة العراقية في مواجهة التحديات".وأضاف أن "تميم أكد وقوفه مع العراق ودعمه للحكومة في مواجهة التحديات والعمل لما فيه أمن واستقرار البلاد وتحقيق تطلعات الشعب".على صعيد منفصل، حيد الجيش التركي 5 مسلحين من حزب "العمال الكردستاني" في عمليات بإسناد جوي شمالي العراق.
«البرلمان» يؤجل استجواب وزير الصناعة... واغتيال شيخ في بابل