فتحت شهادة السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان أمام الكونغرس وتصريحاته، التي نشرت أمس، الباب أمام خصوم واشنطن في لبنان لتوجيه الاتهام إلى الولايات المتحدة بزعزعة استقرار لبنان لفرض أجندتها السياسية الخاصة.

في السياق، أكد نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «الإدارة الاميركية تقف خلف عرقلة تشكيل الحكومة وتتحرك في الخفاء لفرض شروطها وجعل النتائج لمصالحها، مشيراً إلى أن هناك «مسؤولين أميركيين يجرون اتصالات مباشرة مع سياسيين لبنانين... فليتركونا حتى نتفاهم وكلما ازداد تدخلهم أخروا الحل».

Ad

وأكد في حديث إلى وكالة «رويترز»، مساء أمس الأول، أنه لا يرى «أي مؤشرات لاندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان، الذي لن ينجرّ إلى الفتنة».

وعن كلام فليتمان أمام لجنة في الكونغرس الأميركي حول الأزمة اللبنانية، قال الشيخ قاسم: «فيلتمان يقول بوضوح ماذا تريد أميركا. إنها تريد حكومة لا سياسة فيها على قاعدة أنها تعتقد بأنها تؤثر أكثر، وتريد حكومة تعمل مع الغرب وتراعي المصالح الأميركية بشكل مباشر، هذا هو مضمون كلامه، نحن يجب أن نعمل بما يراعي مصالح لبنان وبما ينسجم مع خيارات الشعب اللبناني».

ورفع فيلتمان مرّة جديدة سقف هجومه على الحزب في حديث صحافي نشر أمس متناولاً هذه المرة أمينه العام حسن نصرالله. واعتبر أنّ «السيد نصرالله طالب في إطلالاته الأربع المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم لكنهم لم يعودوا، وعندما طلب من الشيعة مغادرة الطرقات، بعضهم استمع إليه لكن الكثيرين منهم لم يهتمّوا لما قاله وهذا أمر لم يشهده لبنان من قبل»، مضيفاً إن «تغلغل الحزب في المؤسسات السياسية اللبنانية أدى إلى فقدانه شرعيته السابقة في الشارع اللبناني». وقال إن «محاولة حزب الله التشكيك بالمتظاهرين ونياتهم قوّضت السمعة التي عمل عليها سنين طويلة. وأصبح اليوم مثل بقية الأحزاب السياسية في لبنان التي فقدت مصداقيتها مع الشعب».

روسيا

إلى ذلك، أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين أمس، أن «دور روسيا إيجابي في لبنان أما دور أميركا فتخريبي»، مضيفاً أن «سياسة العقوبات التي تتبعها واشنطن عامل ضغط سلبي على كل ما يجري في البلد».

واعتبر زاسبيكين، في حديث إذاعي أمس، أن «الاحتجاجات في لبنان تشبه ما يحصل في العالم، لكن تحول المطالب ضد حزب الله أمر خطير جداً»، محذّراً من «أطراف خارجية تستغل الحراك الشعبي لمصلحتها».

وشدد على أن «روسيا لا تقف إلى جانب طرف في لبنان من دون الطرف الآخر»، ورأى أن «للرئيس سعد للحريري علاقات جيدة مع روسيا وكنا نعتبره الأنسب للبنان حين كان رئيساً للحكومة ونعتبر دوره إيجابيا إذا استمر في هذا المنصب».

جاء ذلك، بينما أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس الأول، خلال لقائه الممثل الخاص لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية لدى موسكو، جورج شعبان عن أمل موسكو بأن تتوصل الأطراف اللبنانية إلى تسوية للوضع في البلاد في أقرب وقت، وعلى أساس توافق وطني.

مجلس الأمن

في موازاة ذلك، يناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة مشاورات يعقدها غداً، تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن تنفيذ القرار الرقم 1701 حول الوضع على الحدود مع اسرائيل، ويقدم خلاله المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ملخصاً يشمل أيضاً التطورات الخاصة بالاحتجاجات التي حصلت في كل المناطق اللبنانية.

جريصاتي

إلى ذلك، غرّد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي عبر حسابه على «تويتر»، أمس، قائلاً: «إلى نادي رؤساء الحكومة السابقين، الخطيئة الوطنية هي في التحصن بالمذهب وتطويق الدستور والقانون والقضاء. أن تطوير نظامنا السياسي ومنع الفتنة والوحدة الوطنية إنما هي أهداف تسمو كل اعتبار. الرئيس خارج دائرة استهدافهم والرئيس الحريري أحوج ما يكون الى الهواء الطلق، فلا تسمموا أجواءه».