سجال فرنسي ـــ أميركي حول التزام واشنطن بأمن الشرق الأوسط

بنس يزور العراق ويستثني المسؤولين في بغداد

نشر في 24-11-2019
آخر تحديث 24-11-2019 | 00:11
بنس وحرمه كارين يقدمان الطعام للجنود بمناسبة قرب «عيد الشكر» داخل قاعدة عين الأسد غرب العراق أمس   (رويترز)
بنس وحرمه كارين يقدمان الطعام للجنود بمناسبة قرب «عيد الشكر» داخل قاعدة عين الأسد غرب العراق أمس (رويترز)
ثار سجال بين الولايات المتحدة وفرنسا حول التزام واشنطن بأمن الشرق الأوسط، إذ أعربت وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي عن قلقها من تبعات ما اعتبرته تراجعاً "تدريجياً ومتعمداً" للدور الأميركي في المنطقة، مشيرة إلى أنّ تجنّب الرد على سلسلة اعتداءات وقعت في الخليج، اتُّهمت إيران بالوقوف خلفها، ولّد "أحداثاً خطيرة".

وقالت بارلي، أمس خلال كلمة بمؤتمر "حوار المنامة" المنعقد حالياً في البحرين: "رأينا عدم انخراط أميركي، وكان ذلك تدريجياً ومتعمّداً"، مضيفة أن "هذه السياسة كانت مطروحة على الورق فترة من الوقت لكنّها أصبحت أكثر وضوحاً أخيراً".

وتابعت: "عندما تم تلغيم سفن دون رد، وأُسقطت طائرة من دون طيار، ولم يكن هناك رد أيضاً، قُصفت منشآت نفطية رئيسية"، متسائلة: أين تتوقّف هذه الأحداث؟ أين الأطراف التي تفرض الاستقرار؟.

ورأت أن "المنطقة اعتادة انحسار التدخل الأميركي ثم تزايده، لكن هذه المرة بدا الأمر أكثر خطورة"، معتبرة أنّ تراجع واشنطن يمضي بـ "مسار بطيء"، بصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة.

ورغم انتقادها "التراجع الأميركي"، جددت الوزيرة تأكيد باريس رفضها "سياسة الضغوط القصوى الأميركية على إيران"، لافتة إلى قرب إطلاق مهمة أوروبية بحرية منفصلة عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية الملاحة في مياه الخليج.

في المقابل، أكد قائد القيادة الوسطى الأميركية كينيث ماكينزي، أن الهجمات الإيرانية تراجعت بعد تدخل الولايات المتحدة في المنطقة، في إشارة إلى تحالف "حماية الملاحة".

من جهته، رفض وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير الحديث عن "انسحاب أميركي من المنطقة"، مؤكداً أن "لا شك" في وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها.

ودافع الجبير عن "الصبر الاستراتيجي" الذي اتبعته الرياض بالتعامل مع الضربات التي استهدفت شركة أرامكو النفطية في سبتمبر الماضي، مشدداً على أن المملكة لا تريد الحرب ولا تعارض الحوار مع طهران، لكنها تؤيد إبقاء الضغط لردع "عدوانية إيران"، محذراً الغرب من "استرضاء إيران".

في غضون ذلك، قام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بزيارة مفاجئة للعراق تفقد خلالها قوات بلاده الموجودة في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غرب البلاد.

والتقى بنس رئيس إقليم كردستان العراق بأربيل، في وقت أفادت مصادر بأنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الذي يواجه احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب برحيله.

وبينما عبر بنس لعبدالمهدي عن قلقه من نفوذ إيران في العراق، مؤكداً دعم واشنطن لسيادة بغداد، دعاه إلى احترام حق التظاهر.

وكرر بنس، أعلى مسؤول أميركي بهذا المستوى يزور بلاد الرافدين منذ زيارة دونالد ترامب أواخر ديسمبر 2018، ما قام به الرئيس الأميركي، إذ أدى زيارة قصيرة دون لقاء أي مسؤول محلي.

وأكد مسؤولان عراقيان أن بنس تواصل هاتفياً مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وأفاد أحدهما بأنه «لن يكون ثمة اجتماع (بين المسؤولين) مادام أنهما تواصلا هاتفياً... رئيس الوزراء لن يذهب إلى الأنبار».

من جهته، أكد مكتب الرئيس العراقي برهم صالح أنه لم يكن مطلعاً بشكل مسبق على الزيارة، مضيفاً أنه ليس من المقرر عقد اجتماع بين الطرفين.

back to top