شهد جناح "دار شغف" في معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 44، حفل توقيع الإعلامي والكاتب أحمد عبد الحميد الرفاعي لروايته " كشفوا سر الهوى" بحضور جماهيري كبير.

وعن هذه الرواية قال الرفاعي إنها الثالثة له "وهي رواية حقيقية تدور أحداثها بالتحديد في سنة 1994، عن علاقة تجمع بين شاب وفتاة، قبل أن يعلنا خطبتهما، يكتشف أشقاء الفتاة تلك العلاقة، فيقررون قتل شقيقتهم وأيضا البطل"، مبيناً أنها رواية واقعية من المجتمع الكويتي، "وحدثت وأبطالها موجودون، وأنا قمت بالاستئذان منهم قبل كتابتها".

Ad

وعند سؤاله هل اتجه إلى الخط الرومانسي الاجتماعي؟ أجاب: "أنا لا أتجه إلى الخط الرومانسي الاجتماعي، ولكن من معايير الأدب والثقافة أننا ننقل واقع المجتمع، ذلك أن واقع المجتمع مرآة، فالمرآة الأولى أدب والمرآة الثانية الثقافة، وأنا أنقل الواقع كما هو، وأحياناً يكون واقعا مريرا غير جيد، والقارئ لا يتقبله، لكننا ننقل الواقع، بشكل صادق، وهو عبارة عن مجتمعنا".

ورأى الرفاعي أن نجيب محفوظ لم ينجح إلا بعدما نقل واقع مجتمع المصري بطريقة لم ينقله بها أحد سواه، أما المجتمع الكويتي فغني بالتجارب الاجتماعية، لافتا إلى أن قصصه ليست كلها رومانسية، ولكنها مجتمعية يظهر فيها جانب رومانسي.

وعن عنوان "كشفوا سر الهوى" وأنها أغنية قديمة قام بغنائها الفنان فهد الماص والفنانة رباب، قال: "كشفوا سر الهوى - وجنوا على الغرام قمت بربطها بأحداث الرواية، العلاقة التي كانت في السر هل تمت أم لم تتم؟ وأشقاء الفتاة عندما اكتشفوا هذه العلاقة كشفوا سر الهوى وجنوا على الغرام، وهنا تبدأ أحداث الرواية، وهناك ارتباط وثيق مع الأغنية، وفي الرواية البطل كان يسمع هذه الأغنية".

تحويلها إلى مسلسل

من ناحية أخرى، قال الرفاعي: " أعمل الآن على تحويل الرواية لمسلسل، فالرواية الأولى "تعبت اشتاق" حولت إلى مسلسل، وتلك الرواية سيتم عملها كمسلسل ينقل واقع المجتمع في تلك الفترة، وللعلم كل الذين يكتبون المسلسلات بين فترتين الأولى فترة ما قبل ظهور النفط، والثانية فترة ما بعد ظهور النفط "الجيل الجديد"، لكن فترة التسعينيات فترة مهملة والتي غاب عنها بعض الكتاب والأدباء، ولم يكتبوا عنها بشكل مفصل".

وعن رأيه في المجتمع الكويتي هل يقرأ وخصوصا من الشباب، قام الرفاعي بتعديل السؤال ليكون: "ماذا نحتاج في معرض الكتاب، هل نحتاج كتابا، أو نحتاج دور نشر، أو رقابة، أنا بعد خبرة بسيطة عمرها ثلاث سنوات، اعتقد أننا بحاجة ماسة إلى قارئ جيد، لا إلى كاتب جيد، وبعد أن يكون لدينا قراء جيدون، يعرفون اقتناء الروايات الصحيحة، مثل روايات نجيب محفوظ، وعلاء الأسواني، وأنيس منصور، وتلك الكتب الرائعة، حينئذ سيكون لدينا نخبة من القراء يستطيعون أن يكتبوا على نهج هؤلاء".

أما عن اتجاه بعض الكتاب إلى إصدار كتب إلكترونية وعدم طباعة الإصدار ورقيا، علق الرفاعي: "قيمة الكتاب الورقية لم تقل، وينطبق ذلك على موضوع الصحف، رغم أن هناك من راهن أن الجرائد ستندثر، نعم مع الجيل الجديد ممكن، لكن الرواية تبقى شيئا عينياً مملوساً، فيمكن أن يكتب عليها إهداء، وتوضع في مكتبة البيت، فالقارئ يستمتع بهذه التفاصيل". وعن الرسالة التي يريد أن يوصلها ككاتب من رواياته، يقول: "أغلب الرسائل الموجهة من خلال تلك الروايات، هي رسائل مبطنة ومنها تربية الأبناء، وتعزيز القيم، وتقبل الثقافات الجديدة، وعدم قمع حرية الرأي لدى الفتيات والنساء، الحب ليس عاراً وخطأ إن كان في الطريق والنهج الصحيح، وما أحوجنا إلى أن نلتفت إلى تلك الأمور حتى نبتعد عن السلبيات التي من شأنها أن تقلل من قيمة المجتمع الكويتي، مع تمسكي برأيي بأن المجتمع الكويتي غني بكل شيء".

وعن تحويل الرواية إلى سيناريو، يقول: "الرواية ستخضع لعملية Adaptation، والفيلم المأخوذ عن قصة لنجيب محفوظ يكون مختلفاً عن الرواية الأصلية، فلا بد أن يكون هناك تغيير لأن القارئ مختلف عن المشاهد، فينبغي أن يكون هناك اختلاف، فذوق القارئ يختلف عن المشاهد، وكل جانب لديه جماهيرية".

الروايات البوليسية والفنتازيا

وهل يفكر في كتابة الرواية البوليسية أو الفنتازيا؟ أجاب: "الفنتازيا أمر مطروح، لكن قبل أن أقدم على عمل يجب أن أكون ملماً بأدواته، أنا ملم بأدوات الرواية الواقعية، والروايات مدارس مختلفة، لكن الفنتازيا والرمزية بحاجة إلى جهد أكبر، أما الروايات الكلاسيكية فهي أسهل أنواع الروايات".

وأضاف الرفاعي: "أستخدم في هذه الرواية أدوات ليست موجودة في غيرها، والعناصر الموجودة في الرواية ليست موجودة عند الكثير من الكتاب، فهي تحتوي على توظيف الحبكة والعقدة، وتوظيف الشخصيات بين مبسطة ومسطحة، فضلاً عن توظيف الأزمنة ما بين استرجاع، وقطع، واستباق، وأيضا توظيف العناصر الأدبية، وتشويق القارئ"، موضحاً أن روايته الأولى ترشحت لجائزة نجيب محفوظ، والثانية ترشحت لجائزة نجيب محفوظ وكتارا، أما روايته الثالثة فقد راهن على أنها سوف ترشح وتفوز.

ولفت إلى أنه من الكتاب الذي يسعون إلى الحصول على الجوائز "مادامت تلك الجوائز متاحة وهناك منافسة، ومادامت روايتاي السابقتان ترشحتا لجائزتي جائزة نجيب محفوظ، وكتارا في قطر، فإذن هما مستوفيتان للشروط، لكن لم تفوزا لأن المنافسة صعبة، والمفترض أن أطور، وبشأن الرواية الثالثة أخذت بعين الاعتبار المنافسين، قرأت رواياتهم، وعرفت المعايير التي كانت تنقصني، وقمت بتوظيفها، وأتمنى أن أنافس على مرحلة متقدمة، أما الفوز أو غير الفوز، فذلك من رب العالمين، ويعتمد على قلمي إن كان يرقى للمنافسة أم لا".