قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات المبكرة المقرّرة في 12 ديسمبر ببريطانيا، أعلن حزب المحافظين، أمس، برنامجه الانتخابي في احتفال خاص ببرمنغهام، واعداً بعدم زيادة ضريبة الدخل وتكاليف الضمان الاجتماعي وضريبة القيمة المضافة والاستثمار بكثافة في "الخدمات الصحية الوطنية" والشرطة.

وشدد حزب المحافظين في البرنامج الانتخابي رفضه تمديد موعد بريكست، وجاء في البرنامج: «سوف نتفاوض على اتفاق تجاري العام القادم... اتفاق يقوي بلدنا... ولن نمدد فترة تنفيذ بريكست إلى ما بعد ديسمبر 2020».

Ad

وقال الحزب في البرنامج، «السبيل الوحيد لتنفيذ البريكست هو مع وجود أغلبية من المحافظين في البرلمان». وأضاف أنه إذا بقي المحافظون في الحكم فإن الأشخاص القادمين إلى بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يحصلوا على مزايا البطالة والسكن والطفولة إلا بعد 5 سنوات».

وصرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس، بأنه يريد أن يصوت البرلمان على اتفاقه للخروج من الاتحاد الأوروبي قبل أعياد الميلاد، وطي صفحة التقشف.

ويعتبر جونسون الانتخابات المبكرة، التي باتت تعرف بـ "انتخابات الميلاد" وهي الثالثة خلال أربع سنوات، الوسيلة الوحيدة لإخراج بلاده من مأزق "بريكست" الذي يقسم البلاد منذ الاستفتاء عام 2016، والذي أيده 52 في المئة من البريطانيين.

وفي محاولة لإقناع الناخبين، وعد جونسون البريطانيين بـ"هدية مبكرة لعيد الميلاد" في حال أُعيد انتخابه، وهي إعادة مشروع قانون بشأن اتفاق الانسحاب الذي أعاد التفاوض بشأنه مع بروكسل إلى البرلمان الشهر المقبل، بهدف تنفيذ "بريكست" آخر يناير.

وقال جونسون قبل عرض برنامجه في ويست ميدلاندز، "في حين العائلات تتحضر لتقطيع الديوك الرومية في عيد الميلاد المقبل، أريدها أن تستفيد من فترة الأعياد وهي متحرّرة من مأساة بريكست التي تبدو من دون نهاية".

وأكد أن برنامجه "سيحقق بريكست وسيسمح لنا بالمضي قدماً وتحرير إمكانات البلد كله".

وتعهّد جونسون بضمان عدم رفع معدّلات الضريبة على المداخيل والتأمين الصحي الوطني والضريبة على القيمة المضافة، في ظل وجود حكومة محافظة.

ومن المتوقع أن يعقد النواب البريطانيون جلسة جديدة في 17 ديسمبر في بداية دورة برلمانية جديدة. ولا يترك ذلك إلا وقتاً قصيراً لدرس مشروع قانون الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي لن يكون بالإمكان المصادقة عليه قبل عيد الميلاد.

وفي الوقت الحالي، يتصدّر "حزب المحافظين" الذي يشهد تزايداً في شعبيته استطلاعات الرأي بنسبة نحو 40 في المئة من نوايا التصويت ، متفوّقاً بأكثر من عشر نقاط على "حزب العمال" المعارض الرئيسي اليساري بزعامة جيريمي كوربين الذي ينوي في حال وصل إلى الحكم، التفاوض بشأن اتفاق جديد لـ"بريكست" في الأشهر الثلاثة المقبلة وتقديمه في استفتاء يطرح على البريطانيين خيار إلغاء "بريكست".

لكن جونسون الذي يهزأ من استراتيجية كوربين، لديه أيضاً نقاط ضعف خصوصاً فيما يتعلّق بسنوات التقشّف التي عانى منها البريطانيون في ظل حكومات محافظة. ووعد خصوصاً زيادة موازنة خدمات الصحة العامة بقيمة 33.9 مليار جنيه إسترليني (39.5 مليارات يورو).

ويعتزم جونسون أيضاً "جعل الشوارع أكثر أماناً" عبر توظيف 20 ألف شرطي وتعهّد تقديم تمويل أكثر للمدارس.

وفيما يخصّ الهجرة، تعهّد جونسون بوضع حدّ لحرية تنقل الأشخاص ومراقبة الهجرة عبر نظام يقوم وفقاً لنموذج الأسترالي.