احتشد المتظاهرون اللبنانيون، أمس، وتجمّعوا في الساحات تحت شعار «أحد التكليف»، وذلك ضمن الحراك الاحتجاجي السلمي المتواصل من 17 أكتوبر الماضي، في رسالة إلى الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، للتعجيل بتشكيل الحكومة المقبلة، التي يريدها المتظاهرون حكومة تكنوقراط مهمتها إجراء إصلاحات والتحضير لانتخابات مبكّرة، وتضطلع بمهمة استعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين وتحقيق مطالب الانتفاضة الشعبية.

ولليوم الـ39، عمّت المسيرات مرج بسري، وعين المريسة، وزغرتا، وميناء طرابلس، وحارة الناعمة أمام «زيتونا باي الناعمة»، والساحات الأخرى الأساسية وهي: إيليا (صيدا)، ساحة النور (طرابلس)، ساحة النجمة ورياض الصلح (وسط بيروت).

Ad

وتميزت المسيرة الشعبية التي دعا إليها الحراك الشعبي من دوار كفررمان إلى مدينة النبطية بتحوّلها إلى «عرض مدني»، إذ انقسم المشاركون على 6 مجموعات: (مهندسون، وأطباء، ومعلمون، وأمهات، وإعلام وفنانون، وطلاب)، مع تسجيل مشاركة الفنان مارسيل خليفة.

وكان لافتا أمس تظاهر مجموعات من الحراك أمام السفارة الأميركية في عوكر، «رفضا للتدخلات الخارجية بشؤون لبنان»، وأبرزها وفق المتظاهرين التدخل الأميركي الأخير الذي عبّر عنه السفير الأميركي الأسبق جيفري فيلتمان، واعتراضا على الدور الأميركي الفاعل في تعميق الأزمة الاقتصادية اللبنانية. وأحرق المتظاهرون العلمين الأميركي والإسرائيلي وصورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكشفت مصادر متابعة لـ «الجريدة»، أمس، أن «حزب الله هو وراء التظاهرة امام السفارة الأميركية»، مشيرة الى أن «الحزب اخترق على مر السنوات الماضية بعض الأحزاب اليسارية، وأصبح يتحكم بأجندتهم، ويستخدمهم عند الطلب عندما تتطلب مصلحته ذلك».

في موازاة ذلك، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي، في «قداس الأحد»، أمس، إن «الشَّجاعة نفتقدها عند أصحاب القرار السّياسي عندنا في لبنان، غير القادرين على اتّخاذ القرار الشّجاع، لمصلحة لبنان وشعبه، لأنَّهم ما زالوا أسرى مصالحهم ومواقفهم المتحجِّرة وارتباطاتهم الخارجيَّة وحساباتهم».

وأشاد في المقابل بشجاعة الانتفاضة الشعبية قائلا: «الحمد لله نجد هذه الشَّجاعة عند شعبنا، بكباره وشبَّانه وصباباه، في انتفاضتهم السِّلميَّة والحضاريَّة منذ سبعة وثلاثين يومًا. هؤلاء من كل المناطق اللّبنانية والطوائف والمذاهب والأحزاب، من دون أن يعرفوا بعضهم بعضا، التقوا أخذوا قرارهم الشُّجاع والحُرّ».

وأيد البطريرك الراعي مطالب الحراك «بإجراء الاستشارات النّيابيَّة وفقًا للدُّستور، وتشكيل حكومةٍ جديدةٍ بأسرع ما يمكن، توحي بالثِّقة وتُباشر الإصلاح ومكافحة الفساد وإدانة الفاسدين، واستعادة المال العامّ المسلوب إلى خزينة الدَّولة، وإيقاف الهدر والسَّرقات».

في موازاة ذلك، تحركت جميع الأجهزة الأمنية، من شرطة البلدية ومخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي والنيابة العامة، لملاحقة أطفال قاصرين حاولوا نزع لافتة من أمام مركز «التيار الوطني الحرّ» في حمانا.

وأوقف الأمن، مساء أمس الأول نزار غزال (12 سنة) وإيوان حاطوم (15 سنة) وأمير الأعور (15 سنة) ورماح حامد (18 سنة) وشحادة الأعور (19 سنة)، بتهمة تخريب الأملاك العامة والخاصة، ثم أفرج عنهم فجر أمس. وقالت مصادر أمنية متابعة إن «الشباب حاولوا إسقاط يافطة التيار الوطني الحر قبل أيام ولم يتمكنوا. وكي ينتصروا على خيبتهم، كرروا فعلتهم وتمكّن أحدهم من انتزاع جزء من تلك اللافتة».

وتابعت: «بعد مراجعة الكاميرات تعرّفوا عليهم، لكونهم من أبناء المنطقة، فعمدت شرطة البلدية إلى توقيفهم من الساعة السادسة وحتى الثامنة مساءً. ثم سلّمتهم إلى مخابرات الجيش، الذين سلموهم بدورهم إلى مخفر حمانا بعد نحو ساعتين من التوقيف، بإشارة من القاضي مايا كنعان التي لم تحقق معهم. ثم عاد المدعي العام سامر ليشع وحقق معهم من دون استدعاء مندوبة أحداث».

وختمت: «أطلق سراح الشبان الساعة 3 فجرا في حضور عدد من أهالي المنطقة الذين تجمّعوا أمام المخفر». وأوضحت قيادة الجيش، في بيان أمس، أن «مديرية المخابرات لم توقف هؤلاء، بل تسلّمتهم من بلدية حمانا بعدما أوقفتهم شرطتها التي كانت تقوم بدوريات مكثّفة بعد سلسلة حوادث شهدتها المنطقة وقيام مجهولين بإحراق مبنى أوجيرو، ومحاولة إحراق مركز التيار الوطني الحر». وأضاف: «التزاما بالتعليمات، فإن مديرية المخابرات سلمت هؤلاء الفتية، وهم (ن.غ) 12 عاماً، (أ.ح) 15 عاماً، (أ.أ) 15 عاماً، (ش.غ) 19 عاماً، والسوري (ر.أ) 18 عاماً، إلى الشرطة العسكرية التي سلّمتهم بدورها إلى قوى الأمن الداخلي، استناداً لإشارة القضاء المختص».

في سياق منفصل، تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، لمناسبة عيد الاستقلال برقيتي تهنئة من كلّ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، شددتا على دعم لبنان وشعبه، وتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة. وشدّد الرئيس جين بينغ على أنّ «الصين ولبنان بلدان صديقان منذ القدم، والصين تواصل دوما دعم جهود لبنان في صيانة أمنه الاجتماعي».