احتفلت الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى (كاتش)، بمرور 30 سنة على تأسيسها بحضور وزير الصحة د. باسل الصباح ووكيل الوزارة د. مصطفى رضا ورئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى، د. هلال الساير، والمديرة المؤسسة للجمعية مارغريت الساير، وسفير المملكة المتحدة في الكويت مايكل دافنبورت، ورئيس مجلس إدارة بنك الكويت الوطني، ناصر الساير، وعدد كبير من الضيوف، وسط حضور كثيف من المهتمين بهذا الشأن.

من جهته، كشف د. هلال الساير، في تصريح للصحافيين على هامش الاحتفالية، أن أنه منذ تأسيس الجمعية عام 1989 وحتى نهاية 2018 قدمت الجمعية الدعم لأكثر من 710 آلاف طفل وعائلاتهم في المستشفيات، وقدّم مركز بيت عبدالله لرعاية الأطفال خدمات العناية التلطيفية للعديد من الأطفال الذين يعانون أمراضا مستعصية أو ميؤوسا الشفاء منها.

Ad

وقال إن الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال احتفلت بمرور 30 عاما على تأسيسها، مستذكرا بعض الوقائع التي صاحبت بدايتها، مشيرا إلى أن نقطة البداية للجمعية جاءت بالمصادفة، وكانت من المستشفى الأميري عام 1989، حيث دخل ابنه طارق المستشفى وهو يعاني الربو، وبعد شفائه بدأت والدته بتقديم بعض الألعاب له في المستشفى حين لاحظت مجيء الأطفال من الغرف المجاورة في المستشفى لمشاركته اللعب، وملاحظتها عدم توافر وسائل الألعاب للأطفال في المستشفيات.

وذكر أن زوجته مارغريت الساير قامت حينها مع مجموعة من صديقاتها بتشكيل فريق عمل تطوعي، وبدأن في إحضار بعض ألعاب الأطفال في المستشفى الأميري بشكل دوري، وطلبوا حينها من رئيس القسم غرفة لتخصيصها لذلك، ومع تطور الحاجة اكتشفت المجموعة وجود تخصص يسمى تخصص حياة الطفل (Child Life) في المستشفيات الأميركية والأوروبية، وعدم توافره في منطقة الشرق الاوسط.

وأشار إلى أنه تم تدشين برنامج أكاديمي في حياة الطفل، بالتعاون مع جامعة الكويت، بالتزامن مع طلب لوزير الصحة الأسبق د. عبدالرزاق اليوسف باستحضار اختصاصيين من الخارج في هذا التخصص، وبالفعل تم تحقيق ذلك، وكان أحد الاختصاصيين الذين حضروا هو اختصاصي نفسي للأطفال، حيث بدأ في إعطاء محاضرات، إحداها كانت عن مفهوم الطفل عن الموت، وحضرها حشد كثيف بعد دعاية إعلامية لها.

وأوضح أنه بعد تلك المحاضرة، تواصلت معه أم لطفل مصاب بالسرطان منذ أن كان عمره 18 شهرا، وتمت معالجته في الخارج مدة سنتين، لكن بعد فشل العلاج نصحها الطاقم الطبي بالعودة إلى الكويت، وكانت قد عاهدت ولدها بألا يدخل المستشفى مرة أخرى، وطلبت من الجمعية أن تدعمها في الاعتناء بابنها في البيت، وعلى ضوء ذلك، تم تشكيل فريق متكامل من أطباء وتمريض واختصاصيات حياة الطفل، وتم دعم الطفل في البيت.

وقال الساير إن ما تلقاه الطفل من رعاية ودعم خلال مراحل مضاعفات المرض ساهم في حصول الطفل على مستوى مناسب من الراحة، وخلال مدة دعمه على مدار 6 أشهر، أصبحت عائلة د. الساير قريبة من الطفل، حيث كان يزورهم في البيت أو الشاليه، حيث كانت تساعده المسكنات على الانخراط في اللعب والتفاعل مع الأطفال من حوله، وفي يوم وفاته، طلب الطفل من خالد (ابن د. هلال الساير) بأن يصاحبه للمنزل، ويقرأ له قصة قبل النوم، وبالفعل لبى طلبه وفي نفس الليلة توفي الطفل بكل سلام في أحضان والدته بلا معاناة، وهذا الطفل كان اسمه عبدالله.

وأوضح الساير أنه بعد خوض هذه التجربة ولدت فكرة إنشاء مقر لهؤلاء الأطفال ليكون لهم مركز لتقديم العناية التلطيفية رغبة منّا في عدم رؤية أى طفل يعاني أو يتألم من المرض، وقد تبنت الطالبة بكلية الهندسة علياء عبدالرحمن الغنيم في هذا الوقت مشروع تصميم المبنى الحالي لمركز بيت عبدالله لرعاية الأطفال كمشروع تخرّجها سنة 1991 بعد الاجتماع مع زوجتي والاستماع للخدمات التي رغبنا في تقديمها، وتم افتتاح مركز بيت عبدالله لرعاية الأطفال رسميا عام 2012.