● لماذا وافقت على دخول التجربة السينمائية الجديدة "صندوق الدنيا"؟

Ad

- أعجبتني الطريقة التي يفكر بها المنتج والفنان عمرو القاضي، لأنه يريد البحث عن صيغة إنتاجية جديدة ويريد تقديم أفلام جيدة، وهذا الفيلم راقٍ وعظيم جداً في الحقيقة، والسيناريو بديع جداً، ويريد تقديم نوعية نفتقدها الآن، ونريد تقديم نوعية جيدة مثل بعض الأفلام الجيدة الموجودة أيضاً، وليس بالفيلم عوامل الإثارة الموجودة ببعض الأفلام المنتشرة، فهو فيلم إنساني عن سكان وسط البلد، وفكرة تقديم الأفلام الرقيقة في هذه المرحلة الاستهلاكية صعبة، رغم أن الشركة في بدايتها جعلتني أدخل التجربة، وهي نفس تجربة المنتج جابي خوري الذي قدم أفلاماً مثل الشوق وجريمة الإيموبيليا وغيرهما، وليس عيباً أن نحصل على جزء من أجرنا للخروج بفيلم مميز في ظروف صعبة.

● على من تراهنون في هذا الفيلم؟

- نراهن على الرقي في العمل، وعلى تصدير منطقة وسط البلد الراقية وثقافة هذه المنطقة وجمالها، وتقديم قطعة فنية جديدة للناس ترتقي بذوقهم وتوضح إلى أي مدى يمتلكون عاصمة تاريخية بديعة وجميلة إضافة إلى طبيعة سكان هذه المنطقة الخاصة، فالفيلم سيقدم هذه الروح، فهذه المنطقة جزء من الهوية المصرية.

«عمارة يعقوبيان»

● على مستوى السيناريو تعثر الفيلم حتى خرج للنور... ما المختلف في هذا السيناريو؟

- السيناريو نفسه مميز، فرغم أن هناك أفلاما أخرى تناولت منطقة وسط البلد مثل "عمارة يعقوبيان" وغيرها، فإن أحداث هذا الفيلم تدور كلها في وسط البلد ومدتها نصف ساعة، ولكنها أحداث جديدة متداخلة وهو الجديد في الفيلم الذي يقدم بطرق متداخلة في المونتاج، إذ يناقش شريحة معينة من هذه المنطقة والعلاقات بين أفرادها.

● ماذا عن دورك... وما الجديد فيه؟

- أجسد دور "عصفور" أحد سكان "السطوح" بالمنطقة العريقة، وأعيش في عالم آخر مليء بالسكان وله قوانين، وهي شخصية لرجل فاته قطار العمل في التمثيل، ويمثل مسرحياً من قديم الزمن ويحاول الاجتهاد للظهور في دور ما، لكنه شخص متفائل، وتركيبة الشخصية الإنسانية رغم الفشل تجعله يكمل حياته.

● ما وجه الشبه بين "عصفور" وشخصيتك الحقيقية؟

- الشخصية تعتبر جديدة، لكن في النهاية هي لبلياتشو في السيرك ويحاول التمثيل، ووجه التشابه هنا هو قصة الكفاح بيني وبينه، لكنه لم يستطع تحقيق حلمه، أما أنا فاستطعت الوصول إلى مكانة معينة.

● الفيلم مرشح للمشاركة في المهرجانات... هل تراه قادراً على ذلك؟

- كلما استطاع صناع العمل السينمائي توصيل محلية الفيلم كان له قدرة على المنافسة، فالعالم يريد أن يعرف لوننا وثقافتنا، فليس من المعقول تقديم أكشن أميركي في فيلم مصري للمشاركة في مهرجانات خارجية، فالعالم يريد أن يعلم ماهية مصر وسكان وسط البلد، فأنا شخصياً أريد معرفة خبايا سكان برلين لو قدم فيلم عنهم، وذلك هو الموجود في فيلمنا المكتوب بشكل مميز ويظهر صورة مميزة عنا، فكل العناصر تقول إن الفيلم مميز ومؤهل للمشاركة في الأحداث العالمية.

● اسم الفيلم "صندوق الدنيا" كلاسيكياً... كيف ترى ذلك؟

- دائماً ما يكون صناع الأعمال للحظة الأخيرة غير متيقنين من استمرار الفيلم بنفس الاسم من عدمه، لكن على المستوى الشخصي أرى أن الاسم مميز بطريقة كبيرة، وأرى أن هذا الفيلم مثل الصور التي تمر أمامي، وأراه اسما مصريا وكلاسيكيا وخاصاً بنا بطريقة كبيرة، لكن لا نعرف ما إذا كان سيستمر به حتى العرض أم لا.

● معظم ممثلي الفيلم تقف أمامهم للمرة الأولى... كيف ترى ذلك؟

- كل ممثلي الفيلم أعمل معهم للمرة الأولى تقريباً، فأنا أعرف خالد الصاوي منذ فترة وأول مرة نعمل معاً رغم صداقتنا، وكذلك صلاح عبدالله الذي أعود للعمل معه بعد مسرح الجامعة منذ زمن بعيد، وبعد مشاهد لم نلتق خلالها في فيلم "مواطن ومخبر وحرامي"، إلى جانب رانيا يوسف التي لم ألتقها تمثيلياً وكذلك علاء مرسي، ويعد باسم سمرة هو الوحيد الذي عملت معه في أعمال كثيرة مثل "مرسيدي" و"الكليفتي"، وسعيد جداً للالتقاء بهم.

● ماذا عن فيلمك "يوم جمعة"؟

- هو فيلم يعتبر شبه مستقل، وصورناه منذ شهرين، ويشارك في بطولته الفنان علي صبحي، وهو عمل روائي طويل من تأليف وإخراج محمد الأسيوطي، وتتبقى مشاهد قليلة نسعى للانتهاء منها خلال الفترة المقبلة، إذ يتبقى ما يقرب من 6 أيام تصوير فقط، وانتهيت أيضا منذ فترة من تقديم فيلم قصير باسم "خدمة العملاء" إخراج كريم شعبان، ومن المقرر أن يشارك في مهرجانات.

● كرمت في عدة مهرجانات خلال الفترة السابقة منها مهرجان المسرح التجريبي... ماذا تعني لك هذه التكريمات؟

- التكريمات مهمة جداً، ولا يوجد بها مسابقات، وأنا غير مؤمن بها، فالمسابقات والتنافس في الفن ضد الفن، وأنا أحب المهرجانات مثل مهرجان المسرح أو السينما لعرض الأفلام والندوات والأنشطة والورش، ولا أحب المسابقات التي تتضمنها، وجمال التكريم يكمن في عدم وجود مجاملات أو اعتبارات سياسية أو عنصرية، إذ معنى التكريم هو تقدير العمل والفنان، ودائما نرى أن هناك من يتابعون الممثل منذ فترة طويلة وهم من يستدعونني للتكريم.

الثقافة المصرية

● كيف ترى انتعاشة المسرح عبر فكرة العرض بالسعودية ومصر بميزانيات ضخمة؟

- مبدئيا أن تذهب الثقافة المصرية للسعودية والخليج مهم جداً، فذلك مثل توازن البيئة، إذ هناك أعمال فنية توحشت بشكل غير جيد بسبب ما حدث مع عصر الانفتاح وتوغل للتيار الديني وغيره، ولذلك عندما تعرض "الملك لير" في السعودية ومسرحية أشرف عبدالباقي "جريمة في المعادي" فهذا شيء عظيم، ويجب أن نقدم أعمالاً فنية جيدة، وأن يعود مسرح الدولة لتصدير أعمال جيدة ومحترمة، وحالياً يُعرض "المتفائل" لسامح حسين وهو عرض مميز جداً.

● يعرض حالياً "ممالك النار" و"خالد بن الوليد"... كيف ترى عودة الدراما الدينية والتاريخية باللغة العربية الفصحى؟

- رأينا أعمالاً كبيرة من ذلك خلال السنوات الماضية، وكانت مصر مشهورة بالإنتاج التاريخي والديني، عبر التلفزيون المصري وقطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة، وكان للدولة دور في ذلك، وفجأة اختفى كل شيء، وأمر جيد جداً عودة مثل هذه الأعمال، ونصيحتي للفنانين التدرب على اللغة العربية الفصحى فهي ليست سهلة وتحتاج مزيداً من التدريب، مع ضرورة الابتعاد عن المغالطات تاريخية، ويجب البحث التاريخي الجيد واللجوء للمتخصصين من أساتذة الجامعة، فالعمل يعد تأريخاً وتوثيقاً، ويجب عدم الانحياز والتعصب، مع ضرورة استعراض جميع وجهات النظر، ليقرر المشاهد بنفسه إلى أي فكر ينحاز.

● بدأت التعاقدات للدراما الرمضانية... ما جديدك؟

- حتى الآن تظل الأمور مجرد أحاديث، ولا يوجد عمل وقعته بشكل نهائي للمشاركة في رمضان، لكن الشركات التي أحب العمل معها تطلبني، غير أنها مازالت في مراحل التخطيط والإعداد.