لبنان: مواجهات بين موالين لـ «الثنائي الشيعي» و«الحراك»

تضارب الروايات حول مسؤولية قطع الطرقات بوقوع قتيلين في برجا... وبري يحذر من الفتنة

نشر في 26-11-2019
آخر تحديث 26-11-2019 | 00:04
اقتحمت مواكب من الدراجات النارية مساء أمس الأول، جسر «الرينغ» حيث اندلعت مواجهات بين مناصرين لـ «حزب الله» وحركة «أمل» من جهة، والمتظاهرين من «الحراك» من جهة أخرى بسبب إقفالهم الطريق.

مرّة جديدة كان جسر "الرينغ" (وسط بيروت) ساحة معركة ليل أمس الأول، بين المتظاهرين، من جهة، ومناصرين لـ "حزب الله" وحركة "أمل" من جهة أخرى والذين رفعوا الشعارات الحزبية وعمدوا إلى رشق الجيش والقوى الأمنية والمتظاهرين بالحجارة إضافة إلى تخريب الأملاك الخاصة والعامة.

وبدأ الخلاف بعد قطع طريق "الرينغ" من المتظاهرين واستمر حتى ساعات الفجر الأولى ما بين كرّ وفر ليهدأ أخيراً.

الحزبيون أحرقوا سيارتين للمدنيين وتسللوا إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء حيث حطموا الخيم وكلّ ما صادفوه في طريقهم.

واستفاقت بيروت، أمس، على أعمال التكسير كما كتب "شبيحة" الأحزاب شعارات على جدران العاصمة دعماً لرئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله.

ولم يسلم شارع "مونو" من الهجوم الميليشياوي إذ تعرّضت واجهات المحال والسيارات للتكسير والتحطيم. وقالت مصادر مقرّبة من حركة "أمل"، أمس، إن "الطرف المصرّ على قطع الطرقات وكسر إرادة الجيش وقرار قائده العماد جوزيف عون بعدم السماح بذلك، يستفز مشاعر أكثر من نصف البلد في وقت يعمل الآخرون على التهدئة وهو غير آبه لما يحصل على طرقات لبنان".

وشككت المصادر "بعفوية النزول الى الشارع كما يدّعون للمطالبة بالحقوق، لأن هناك من يوزّعهم على الطرقات بطريقة منظّمة وبشعارات مدروسة".

وسعى فريق الثنائي الشيعي إلى استغلال حادث السير الذي أودى بحياة شخصين على الأوتوستراد الساحلي في الجية – الشوف بالقرب من مفرق برجا فجر أمس من خلال تحميل مسؤولية الحادث لـ"قطاّع الطرق" وهو ما أكده الرئيس بري عندما قال أمس، إنّ "ما حصل على طرقات الوطن مدان بكلّ المقاييس حيث تعمّدت لقمة العيش بالدم وسقط شهيدان".

وأضاف: "درءاً للفتنة التي نربأ بكلّ اللبنانيين تجنب الوقوع بها نجدد دعوة القوى الأمنية والجيش إلى التشدد بإبقاء الطرقات سالكة".

تضارب معلومات

وتضاربت المعلومات منذ فجر أمس حول الرواية الحقيقية لحادث السير الذي أودى بحياة اثنين على الأوتوستراد الساحلي في الجية – الشوف قرب مفرق برجا، فيما الملامة الكبرى وُجهت إلى الذين قطعوا الطريق. الرواية الأولى تقول إن الحادث وقع إثر اصطدام السيارة بعمود حديدي، قرب من المكان الذي قُطع فيه الطريق على الأوتوستراد، بحسب ما ذكرت غرفة التحكم المروري، وهي الرواية التي تنسجم مع رواية المتظاهرين، الذين أكدوا أن الحادث وقع بعيداً من مكان التظاهر وأن السيارة احترقت قبل أن يصلوا إليها للمساعدة، وحين وصلوا، حاولوا أن يطفئوها بكل الوسائل حتى بأيديهم، لكنهم فشلوا. الرواية الثانية التي روتها إبنة حسين شلهوب، الذي قضى في الحادث هو والخالة سناء الجندي، هي أنهم كانوا يسلكون الطريق بروية جداً كي لا يقع عليهم أي سوء، لكن فجأة شعروا بوقوع ما يشبه صوت الـ "قذيفة" على السيارة، ما أدى الى ارتباك الأب في القيادة، وذلك بعدما دارت السيارة على نفسها بشكل غير متوقع واندلعت النيران فيها.

بدوره، علق رئيس بلدية طيرفلسيه، أمس، وقال إن "قطاع الطرق هم السبب بمقتل حسين شلهوب وشقيقة زوجته في حادث الجية"، مضيفاً أن "الأجهزة الأمنية غائبة كلياً عن قطع الطرقات".

الموفد البريطاني

بدأ المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية السفير ريتشارد مور، زيارته الرسمية إلى لبنان أمس بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وشكر الموفد البريطاني الرئيس عون على استقباله، وأطلعه على الاجتماع الذي عقد في باريس بحضور ممثلين عن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، الذي خصص في جانب منه لعرض الوضع في لبنان وسبل مساعدته.

وأكد السفير مور التزام بلاده "مساعدة لبنان ودعم شرعيته الدستورية"، لافتاً إلى أن بلاده "تدعم تأليف حكومة جديدة من دون أن يعني ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية".

وانتقل مور من بعبدا إلى الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل.

وقال مور: "نقف وشركاؤنا في المجتمع الدولي على استعداد لمواصلة دعمنا للبنان"، موضحاً أنّ "مسألة اختيار القادة والحكومة هي مسألة داخلية للبنانيين. لقد كان الشعب اللبناني واضحاً في مطلبه لحكم أفضل، وينبغي الاستماع اليه".

وتابع: "مع استمرار الاحتجاجات، ندرك أن الأجهزة الأمنية لها دور صعب لكنه أساسي في حماية الأمن اللبناني. ومن المهم استمرار احترام حق الاحتجاج السلمي، وأي قمع لحركة الاحتجاج بواسطة العنف أو التخويف من قبل أي جهة أمر غير مقبول على الإطلاق".

«الهيئات الاقتصادية»

إلى ذلك، دعت الهيئات الاقتصادية بالإجماع، إلى الإضراب العام والإقفال التام لكل المؤسسات الخاصة على مساحة الوطن أيام الخميس والجمعة والسبت في 28 و29 و30 نوفمبر الجاري، مؤكدة أن تحرّكها التصعيدي "لن يهدأ حتى تشكيل الحكومة المطلوبة"، وهي ستعلن تباعاً الخطوات التصعيدية التي ستنفذها خلال الفترة المقبلة. وكانت الهيئات عقدت اجتماعاً استثنائياً في مقرّ غرفة بيروت وجبل لبنان، برئاسة رئيسها وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير ومشاركة أعضاء الهيئات. وجرت خلال الاجتماع متابعة مختلف التطورات في البلاد لاسيما عدم تشكيل حكومة جديدة وتفاقم الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية.

موفد بريطاني يجول على المسؤولين: أي قمع للاحتجاج بالعنف غير مقبول
back to top