ولد الملياردير الفرنسي برنار أرنو، صاحب العينين الزرقاوين الثاقبتين، في الخامس من مارس 1949، قرب روبيه في شمال فرنسا، ولدى تخرجه من معهد البوليتكنيك العريق، انضم إلى شركة بناء للأشغال العامة يملكها والده وأقنعه بتحويلها إلى شركة عقارية.

وبعدما أمضى ثلاث سنوات في الولايات المتحدة لتطوير فرع لها، عاد إلى فرنسا في 1984، واشترى شركة «بوساك» للنسيج الرازحة تحت الديون، متغلباً على منافسين جديين عدة بفضل وعده بالإبقاء على العاملين فيها.

Ad

إلا أنه نفذ خطة صارمة جدا في شركة «بوساك» ولم يحتفظ إلا ببعض من نشاطاتها ومن بينها دار «كريستيان ديور» للأزياء.

وكان هذا أول احتكاك لأرنو البالغ 35 عاماً يومها بأوساط الموضة. وقال لمجلة «فيغارو ماغازين» عام 1999: «كثيرا ما أعجبت باسم هذه الدار، وعندما وضعتني ظروف الحياة في وضع يمكنني من شراء هذا الاسم العريق، قلت لفريق العمل لدي إننا سنبني حول هذه الماركة أكبر مجموعة عالمية للسلع الفاخرة».

وأضاف على مر السنين ماركات عريقة، مثل كنزو وغيرلان وفندي وسيلين فضلا عن شوميه وسيفورا وبولغاري، إلى محفظة المجموعة التي باتت تضم 75 ماركة من بينها 25 دارا أسست قبل أكثر من مئة عام.

وتبقى إخفاقات أرنو نادرة لكنها مدوية، كما حصل عندما تغلب عليه منافسه الأكبر فرنسوا بينو الذي يرأس مجموعة «بي بي أر» (بينو برينتان رودوت) عام 1999، ليظفر بالماركة الإيطالية «غوتشي»، مع أن أرنو كان يملك 34 في المئة من رأسمالها.

ومن إخفاقاته أيضاً عندما حاول الاستحواذ من دون جدوى على شركة «إيرميس» لمنتجات الجلود الفاخرة أيضاً، بدخوله بشكل مقنع إلى رأسمالها، مما دفع هيئة الأسواق المالية الفرنسية إلى فرض غرامة عليه قدرها ثمانية ملايين يورو.

وغالباً ما وصفت وسائل الإعلام مجموعته ورئيسها بأنهم «أبطال التجنب الضريبي»، لكن لم يتأكد حتى الآن وجود أي خلل على هذا الصعيد وتكتفي المجموعة بالقول إنها تدفع ضرائبها في فرنسا وقد وصلت إلى 1.25 مليار يورو في 2018.

في يوليو 2019، صنفت مجلة «فوربز» ووكالة «بلومبرغ» برنار أرنو في المرتبة الثانية بقائمة أغنى أغنياء العالم وراء جيف بيزوس ومتقدما على بيل غيتس وقدرت ثروته بأكثر من مئة مليار دولار.

وقد تزوج مرتين وله خمسة أبناء أغلبهم يعملون ضمن المجموعة العائلية، وهو عازف بيانو ويعشق الفنون التي كرس لها «مؤسسة لوي فويتون» لرعايتها.