افتتح الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، والسفير المصري لدى الكويت طارق القوني، معرض "رؤية تشكيلية معاصرة في فنون أشغال الخشب" في المتحف الحديث للفنانَين د. إلهامي أمين من مصر، ومن الكويت د. فهد المجرن.وأوضحت "أمانة الوطني للثقافة"، في تقديمها للمعرض، أن الأعمال المقدَّمة من قبل الفنان أمين تحمل رؤية تجريدية لطائر الصقر في انطلاقه وتحليقه، فيما تتماهى أعمال المجرن مع التراث المحلي، ومكونات البيئة الكويتية، التي تعد مكانا أساسيا في البيئة الخليجية العربية.
واجتمعت الصور الخيالية في أنماطها وصورها الجمالية في أعمال المجرن، وبدت متوافقة مع رؤى الفنان الجانحة إلى الخيال، والمنصرفة بشدة إلى ماضي الوطن؛ تجسيداً ومعنى. وبالتالي، فإن الارتكاز الأساسي لدى المجرن، من خلال مشغولاته الفنية، اعتمد في حفره على الخشب الغائر أو البارز، ومن ثم جاء ذلك متوافقاً مع الأذهان، ومشتعلاً بالمعاني والخيالات، لنشاهد أعمالاً تتحرر من الصمت والسكون، منطلقة بشدة إلى عوالم مفعمة بالحيوية والحركة، ومنها أعمال: "ترحال، وتشكيلات تراثية، وأمواج".
مشغوف بالتراث
ومن اللافت أن المجرن مشغوف بالتراث، ومتفاعل بشكل كبير مع مفرداته الأصيلة، لذا فإنه تحاور معه ليخرجه من زمنه القديم، ومن ثم وضعه في أعماله، ليتحدث بتلقائية ويُسر. فيما بدت أعماله (رحلة سواحل، في حب وطن، حياة وعقيدة، أمثال بيوتنا، غلاوة وطن، تراث حياة)، متناغمة مع ما يعتمل في نفس الفنان من رغبة في إبراز الجوانب المضيئة بالوطن، من خلال تراثه وعقيدته وتطلعاته، لتتألق الرؤية في أنماطها التفاعلية مع الحياة والإنسان معاً. ومن ثم، استطاعت أعمال المجرن، بتلقائيتها وحيويتها ونضارة مفرداتها، السيطرة على الأذهان، وجعلها تحلِّق في تداعيات مليئة بالمدلولات الحسية والصور التي تشبه الشعر.سياق رمزي
فيما اعتمد د. أمين في أعماله على تناوله خامة الأخشاب، مبرزا إمكاناتها التشكيلية، من خلال المعالجات التقنية عن طريق كبس رقائق الإبلاكاج للحصول على تنوعات وإيقاعات شكلية عدة، وكذلك حاول التأكيد على معطياتها الجمالية، من خلال التنوع الشكلي للملامس والألوان والعلاقات الخطية الجمالية الموجودة على سطح الأعمال، عبر دراسة لإيقاعات وحركات الصقور حين تحلِّق وتموج مع الرياح في نغم تشكيلي اختزله الفنان في علاقات تشكيلية مجرَّدة يصنع بينها إيقاعا حركيا مستلهما من انطلاقة الصقور حين الصعود والهبوط والدوران ومقاومة الريح والغوص معه.انطلاقة الروح
وانطلقت أعمال أمين في سياقها الرمزي، حيث جاءت تعبيراً عمَّا يعتمل في خيالاته من صور تعبِّر عن الحياة، وانطلاقة الروح، وأمواج وعناق الحُرية، في تحدٍ ملحوظ للكتلة الصماء التي تمثلها قطعة الخشب، ومن ثم تحريكها باقتدار، لتحلِّق من تلقاء نفسها في تألق مفرط بالجمال.وتخاطب أعماله (بساط الريح، انطلاقة أمل، فكرة، وحنين وفرحة)، المشاعر الإنسانية، في مدلولات حسية مزدانة بالتأمل، ومن ثم استطاع أمين أن يأخذ المتلقي إلى فسحة خيالية، في أنساقها الجمالية، والتي ظهرت بأذهان المشاهد فيما تشبه الخيال المجنح، أو الانطلاق في فضاءات من المعاني كثيرة الصور.