الكويت... معرض كتاب مختلف
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
إن ظاهرة كويتية، وربما خليجية وعربية، بدت واضحة في معارض الكتب، وهي أن جل جمهور المعارض من فئة الشباب. وأنا هنا أتكلم على مستوى: الكاتب؛ سواء كان شاعرا أو قاصا أو روائيا أو مسرحيا أو مؤرخا، وعلى مستوى الناشر؛ المحلي والخليجي والعربي، وعلى مستوى جمهور التلقي. فمعظم جماهير معارض الكتب العربية من فئة الشباب، وهذا مؤشر يثلج الصدر، كونه يقول إن الشعوب العربية، ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها، وتتمرَّد عليها، وقد تدفع عمرها الغالي ثمناً لها، لكنها حاضرة بكثافة في معارض الكتب، وهذه دلالة كبيرة على وعي هذه الشعوب، وأنها تسير إلى القراءة والفكر والإبداع والفن.إن معارض الكتب في الوطن العربي تدحض تماماً ما يُقال عن أن الشعوب العربية لا تقرأ، ومؤكد نحن بحاجة لمسح جديد، حول ظاهرة القراءة في الأوطان العربية. فصحيح أن هناك نسب أمية، وصحيح أن الظرف المحلي لبعض شعوب المنطقة ظرف قاهر وعدواني وقاتل، وصحيح أن شعوبا عربية كثيرة تقدم تضحيات مؤلمة، لكن الصحيح أيضاً أن شباب هذه الأمة باتوا قريبين من الفكر والقراءة والكتابة، وأن علاقتهم بالقراءة والكتابة ما عادت شأناً عابراً، بل إن مجاميع كبيرة من شباب الأمة صارت تعيش هم القراءة والكتابة طوال وقتها، وصار عدد كبير من هؤلاء الشباب يحلم بأن يكون كاتباً مشهوراً، وهذا حلم مشروع، وحلم جميل، وحلم يستحق التضحية من أجله. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الجوائز العربية، والخليجية تحديداً، لعبت دوراً إيجابياً في خلق هذا الحلم، ودوراً في مستوى المردود المادي لها، ودوراً في تقديم وتلميع الكاتب العربي، ودوراً في تقديم أعمال بلغات أخرى إلى جمهور مختلف. ورغم وجود هنات وأقاويل هنا وهناك عن الجوائز العربية، فإنني أردد دائماً أن كل جائزة عربية هي فعل خير، ومبادرة خير، للكاتب والناشر وجمهور القراءة، وهي بذلك فعل خير اجتماعي بامتياز. وتالياً تأتي قضية التمني، بأن تكون الجائزة العربية شفافة ونزيهة وموضوعية في قراراتها، وأن تنصف مَن يستحق الإنصاف، وربما هذا جزء أساسي من مهمة منتدى الجوائز العربية، الذي انطلق منذ قرابة السنة، وأحد أهم أهدافه خلق حالة من التعاون بين جائزة عربية وأخرى، بحيث تكون الشفافية والمعايير الفنية حكماً عدلاً في الجائزة العربية.معرض الكويت الدولي للكتاب جاء هذا العام مختلفاً، وإذا كنا نرفع صوتنا لنشير إلى السلبية، فإن الواجب يحتم علينا أن نقول كلمة الصدق الإيجابية متى وجب ذلك.