خليفوه: درست المحاسبة لكنني أهوى التراث

ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الكويت الدولي للكتاب، أقام الباحث في التاريخ والمتخصص في دراسة الأبنية القديمة بشار خليفوه معرض "أسرار عمرانية في تاريخ ومعمار الكويت "، حيث عرض فيه عدة أعمال ومجسمات تاريخية تحمل رموزاً ودلالات على طبيعة المكان والحياة والجغرافيا في الكويت، فضلاً عن تاريخها العمراني والمعماري.

وقال خليفوه لـ "الجريدة" إن هدف المعرض تعريف الزائر بالطبيعة الجغرافية للكويت مع بيان أهمية موقعها، وكيفية التكوين العمراني لمدينة الكويت القديمة، ودراسة تفاصيلها المعمارية من خلال عرض أهم الأبنية بزخارفها وجزئياتها الهندسية.

وأشار إلى أن في الكويت أسراراً تنعكس على الجوانب الجغرافية والعمرانية والمعمارية، "وفي هذا المعرض أناقش هذه الأسرار من ناحية ما جذب الناس إلى هذه الأرض من الناحية الجغرافية، وكيف انعكس على الجانب العمراني لينتج تاريخا متطورا، وأثر ذلك على المعمار الكويتي بشكل عام، ومن هنا جاء اسم المعرض".

وبيَّن أنه تناول في معرضه أفكارا جديدة من ناحية المعمار والجغرافيا المتعلقة بالهندسة المدنية ونشأة المدن، موضحاً أن المعرض تضمن صورا ومجسمات كثيرة ومنها صورة لقصر السيف تبين الرسم الهندسي لشكل ساعته الشاهقة ذات البرج المربع، والذي يحمل في تصميمه وشكله ملامح الطراز العربي والإسلامي، وذلك من خلال ما يعلوه من شكل القبة الصغيرة المذهبة التي تزينها الزخارف الغائرة والمضلعة، حيث تبدو مشابهة لمنارات المساجد الضخمة.

الطراز العربي

وبيَّن خليفوه أن النوافذ التي تعلو البرج، إضافة إلى حواف الأطراف أعلى البرج، تحملان تصميماً بطراز عربي للحصون والأبراج العربية القديمة، لا سيما في التصاميم المعمارية المعهودة في الجزيرة العربية، إلى جانب صورة شهيرة للشيخ مبارك الصباح التقطها المصور الألماني هيرمان بورخارت سنة 1903، مع صورة أخذت قبل أكثر مئة عام تجمع بين الراحلين المؤسسين الشيخ مبارك الصباح والملك عبد العزيز آل سعود.

وعن أهمية التوثيق، رأى أنه "الطريق المناسب في صناعة المصادر العلمية، والتي تخرج على شكل كتب ودراسات متنوعة، فغاية التوثيق هي حفظ وجمع المعلومات والتحقق منها وربط بعضها ببعض والخروج من ذلك الربط بنتائج علمية تساهم في حل وتسهيل بعض قضايا البحث العلمي من خلال الموضوع الذي يوثق".

فلسفة التوثيق

وعند سؤاله عن كيفية تعلمه التوثيق، قال إن "مجال دراستي مختلف جدا، فقد درست المحاسبة، ولكنني هويت التراث والتوثيق منذ فترة طويلة، وقمت بتأليف كتاب فلسفة التوثيق، حيث وضعت فيه تجربتي وخبرتي في هذا المجال، بالإضافة إلى النقاش مع المثقفين والمختصين خلال سنوات، وأيضا صقلت موهبتي عن طريق القراءة والاطلاع المستمر، وشاركت في العديد من الدورات، وتخصصت في مجال العمران الأثري، والآثار والأبنية القديمة".

وعن جانب العمران، أوضح أنه لا تخلو بقعة جغرافية من بقاع الأرض إلا وللمدن التاريخية وجود ظاهر قائم فيها، ذلك أن هذه البقاع إما أن تكون قد تطورت، أو أنها تركت مهجورة، مشيرا إلى أن الكويت تمتاز بطبيعة معمارية تندرج تحت البناء العربي، كما نرى فيها آثارا ومضامين زخرفية تمتاز بالبساطة جاءت من البيئة الكويتية.

مساجد الكويت

ولفت خليفوه إلى أنه أعد دراسة عن مساجد الكويت، ذكر فيها معلومات قيمة، وبالتعاون مع الأمانة العامة للأوقاف أصدر نتائج هذه الدراسة في كتاب يوثقها لتعلقها بالبحث في النمط العمراني لهذه المساجد.

وهل تأثرت المساجد بالحضارات الأخرى؟ أجاب: "المساجد الكويتية خليط من عدة أنماط، حيث تأثرت بكل من النمط الأحسائي والهندي والعراقي والعثماني.

وبشأن مساهماته الأخرى، ذكر أن لديه دراسة لوحة زيتية بعنوان "بانوراما الكويت الأولى" تم إصدارها في عام 2007، وهو عمل فني تاريخي اشترك فيه مع الفنان التشكيلي أسعد بوناشي، يتمثل في لوحة زيتية 2X2، تجسد الحياة العمرانية لمدينة الكويت عام 1790م، وتحدد المعالم المعمارية المدنية آنذاك والطرق والأماكن القديمة للكويت الأولى.

وأضاف أن لديه دراسة تاريخية عن جون الكويت، وهي عبارة عن فيلم وثائقي قصير بعنوان "جون الكويت" حيث بحث ودرس وكتب النص مشاركة مع الفنان أسعد بوناشي، ومن إنتاج "كونتراست دي" سنة 2013، لافتا إلى أن الفيلم يتحدث عن الأهمية التاريخية لموقع الجون في الخريطة الجغرافية للدولة.

أما عن إصداره "فلسفة التوثيق"، فيقول إنه "يبين أهمية التوثيق في وقتنا الحاضر بوصفه الطريق الوحيد للحفاظ على المعلومات القديمة، والتي تمنح القوة والنجاح للبحث العلمي والدراسات المعاصرة في حياتنا بشكل عام".