خارج السرب: حكومة «تهشتق» حكومة
وسط "لوية الأحداث" ضاعت بعد استقالة الحكومة بعض التفاصيل المهمة للأفعال التي لم تعطها ردود الأفعال الأهمية التي تستحقها، وأول هذه التفاصيل اعتذار سمو الشيخ جابر المبارك عن التكليف برئاسة الحكومة الجديدة رغم كل الظروف المهيأة لعودته، وهو موقف مشرّف يستحق أن يشاد به.
خلال زحمة الأحداث الماضي ضاعت بعض التفاصيل المهمة، وتوارت خلف ضباب تسارع الإعلام الحديث، هذا الإعلام السريع جداً الذي أخذ زخماً شديداً بعد ظهور مواقع التواصل، أو الإعلام الشعبي كما أحب أن أصفه. وضمن نطاق الحديث أعلاه ضاعت وسط "لوية الأحداث" بعد استقالة الحكومة بعض التفاصيل المهمة للأفعال التي لم تعطها ردود الأفعال الأهمية النيوتونية التي تستحقها، رغم أنها تستحق ذلك كونها كانت سابقة لم تحدث من قبل، وأول هذه التفاصيل هو اعتذار سمو الشيخ جابر المبارك عن التكليف برئاسة الحكومة الجديدة رغم كل الظروف المهيأة لعودته، وهو موقف مشرّف يحسب "لأبو صباح"، ويستحق أن يشاد به لاتخاذه، فحسب علمي لم يحدث أن اعتذر مسؤول بسبب حرصه على تبرئة اسمه أمام القضاء، هنا حس مسؤولية رائع نفتقده، ولم نألفه عبر تاريخنا السياسي الطويل، وموقف كنا نشيد بمثله لو حدث في دول الغرب واليابان، ويمثل احتراما لصورة المسؤول الشعبية، ونتمنى مستقبلاً أن يحذو كل مسؤول حذوه.
الأمر الثاني اللافت للنظر هو استغلال حسابات الوزارات لإصدار بيانات حكومية سياسية ضد الحكومة ذاتها، هذا الأمر صادم يتنافى مع نصوص الدستور ذاته التي تصف الحكومة بأنها متضامنة لا متصادمة في ميادين السوشيال ميديا، وقد تكون الصحافة والإعلام الميدان المناسب لأمور كهذه، لا حسابات وزارات الدولة، ولكم أن تتخيلوا وزارات الدولة وهي تهاجم، وعلى عينك يا مغرد، بعضها بعضاً جهاراً نهاراً مستقبلاً، فتنشر وزارة ما وعلى الهواء مباشرة مداولات مجلس الوزراء، لتكسب نقطة ضد وزارة أخرى، والتي يفترض الدستور سريتها أيضاً، هذا الأمر يجب على الحكومة الجديدة الانتباه له مستقبلاً، وإيجاد تنظيم أفضل لحساباتها في مواقع التواصل وفق آلية تحفظ الحد الأدنى للتضامن الحكومي المطلوب لكي لا تتطور مقولة حكومة تستجوب حكومة تالياً إلى حكومة "تهشتق" حكومة!!