اطمأن المعنيون بالأزمة الحكومية إلى أن لا إقفال للطرقات بعد اليوم، بعدما أتُخذ القرار بفتح كل طريق يقفل بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، سواء باللين أو بالقوة الشرعية وحتى غير "الشرعية"، بعدما نزل مناصرو "حزب الله" وحركة "أمل" مساء أمس الأول مجدداً إلى الساحات بقوة، وبعد التهديدات بأن قطع الطرقات سيقابل بردود فعل لا تُحمد عقباها.

ومع انتهاء مهلة الـ 24 ساعة التي أعطاها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لكي يحدّد موقفاً نهائياً لناحية قبوله بترؤس حكومة "تكنوسياسية" أو رفضه، أعلن الحريري، أمس، عدم رغبته في إعادة تكليفه تشكيل حكومة جديدة. خطوة انسحاب الحريري من سباق رئاسة الحكومة أتت ايضاً بعد ساعات على التوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة بيروت وصور من هجوم لمناصري الثنائي الشيعي على خيم المتظاهرين في ساحة الشهداء وساحة العلم إضافة إلى عملية إطلاق النار بين عناصر من "أمل" وتيار "المستقبل" في منطقة الكولا.

Ad

الحريري

وقال الحريري، في بيان أمس، إن "حالة الإنكار المزمن بدت وكأنها تتخذ من مواقفي ومقترحاتي للحل ذريعة للاستمرار في تعنتها ومناوراتها ورفضها الإصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة"، مضيفاً: "عندما يصر الناس على محاسبة من في السلطة اليوم، وأنا منهم، وتغيير التركيبة الحكومية، وأنا على رأسها، أو بالحد الأدنى تحسين أدائها ومراقبته، يجدون من لا يريد إلا التصويب على من كانوا في السلطة قبل ثلاثين عاماً". وتابع: "وعندما أعلن للملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلاً للخروج من الأزمة الإقتصادية الحادة إلا بحكومة اخصائيين، وأرشح من أراه مناسباً لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة أنا أو لا أحد ثم على قاعدة أنا ولا أحد. علماً أن كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولاً وممارسة". وختم: "ازاء هذه الممارسات عديمة المسؤولية، والعديد من الأمثلة الأخرى التي لا مجال لتفصيلها اليوم، أعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة ليس أنا، بل أحد آخر لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشبان والشابات والحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدرت الصفوف في كل الساحات".

وهاب

إلى ذلك، غرّد رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير الأسبق وئام وهاب على حسابه على "تويتر"، أمس، تعليقا على بيان الحريري، قائلا:" الحريري على حق في نصف تصريحه أي أن الناس انتفضت احتجاجاً عليه وعلى غيره من الذين نهبوا البلاد والعباد وهو ما يستدعي عدم عودته لكن هذا لا يعني بأن يأتي بأحد أزلامه وأحذر الجميع بأن خطته توريط أحد ما للعودة على أنقاض أزمة لذا فليكن خيار البديل صائباً ونظيفاً".

المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى

في السياق، أكد المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى أن "التحولات والأحداث الأخيرة بينت أن البلاد باتت تحتاج إلى صحوة ضمير وإلى انصراف الجميع على العمل الجاد لمعالجة مشكلات لبنان التي تهدد وجوده ومصيره".

وأشار المجلس بعد اجتماعه، أمس، إلى أن "دار الفتوى لن تكون إلا إلى جانب تعزيز وحدة اللبنانيين"، داعياً الجميع إلى "تحمل مسؤولياتهم الوطنية لإخراج البلاد من الأزمات".

كما دعا المجلس للعودة الى "احترام الدستور وتطبيق أحكامه مشدداً على ضرورة الدعوة فوراً للاستشارات الملزمة لتسمية رئيس حكومة"، معتبراً أن "لبنان بحاجة اليوم لحكومة إنقاذية من الأكفاء".

وحذر وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال جميل جبق المقرب من "حزب الله" أمس، من النقص الحاصل في المعدات الطبية المستوردة من الخارج بسبب أزمة الدولار، مطالباً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بـ"معالجة الأمر سريعاً"، وتوفير الدولار لاستيراد هذه المعدات، إذ "لا يمكن لأي مستشفى أن يعمل من دون مستلزمات طبية".

وقال جبق في مؤتمر صحافي "نعاني نقصا كبيرا في المعدات والمستلزمات الطبية، وإذا استمر هذا الأمر فقد نصل الى وضع خطير".

السفير الروسي

في موازاة ذلك، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته الدبلوماسية لعرض الأوضاع الراهنة وتطوراتها، فاستقبل قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبكين الذي أوضح بعد اللقاء أنه نقل الى رئيس الجمهورية موقف القيادة الروسية من التطورات في لبنان، مؤكداً "وقوف موسكو إلى جانب الدولة اللبنانية ودعمها لها في مواجهة التطورات الراهنة".

وأشار إلى أن "البحث تطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والتي مضى 75 عاماً على قيامها، لاسيما لجهة تطويرها في المجالات كافة".

وأكد أن "التعاون بين روسيا ولبنان قائم وسيشهد المزيد انطلاقاً من علاقات الصداقة بين البلدين والشعبين الروسي واللبناني"، مشيراً إلى أن بلاده "لن تتردد في التجاوب مع ما يطلبه لبنان في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه"، وقال: "موسكو كانت إلى جانب لبنان وستبقى".

استقالة إعلامية جديدة

أعلنت الإعلامية ومقدمة البرامج على شاشة LBCI ديما صادق، مساء امس الاول، استقالتها من القناة.

وجاءت استقالة صادق بعد تراكمات عدة حصلت معها، وهو ما ذكرته في منشور على حسابها عبر "فيسبوك"، حيث قامت القناة باستبعادها عن الهواء بعد خطأ اقترفته صادق، ورغم أن الأخيرة اعتذرت الا أن اطلالاتها عبر الشاشة بقيت قليلة، لينفجر الأمر بعد حادثة سرقة هاتفها على جسر "الرينغ" أثناء التظاهرات.

وتأتي استقالة صادق بعد اعلان الاعلاميين لينا زهر الدين وسامي كليب استقالتيهما من قناة "الميادين" الاسبوع الماضي.