بعد تعقّد عمليَّتي التكليف والتأليف الحكومي، وتمسك رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري بأخرى تكنوقراط كحل للأزمة الاقتصادية، ورفض قوى سياسية أخرى ذلك الحل وإصرارها على حكومة «تكنوــــ سياسية»، أعلن الحريري، أمس، انسحابه من السباق إلى رئاسة الحكومة.

ولم يكد يمضي نصف ساعة على بيان انسحاب الحريري حتى بدأت تتواتر معلومات عن نية القصر الجمهوري تحديد يوم غدٍ موعداً للاستشارات النيابية الملزمة، في خطوة من شأنها تعقيد المشهد السياسي الداخلي.

Ad

وبقرار الحريري الانسحاب يكون أخرج نفسه من دائرة الابتزاز السياسي التي بدأت تمارَس عليه عبر لعبة تسخين الشارع والفوضى والانفلات الأمني، وهو ما شهدته شوارع بيروت أمس الأول من خلال الاشتباك المسلح الذي وقع بين تيار «المستقبل» وحركة «أمل» في منطقة الكولا.

وقالت مصادر متابعة إنه «لا اتّفاق حتى الآن على اسم لتشكيل الحكومة، وبيان الحريري يزيد الوضع غموضاً»، لافتة إلى أنه «بعد اعتذار الحريري باتت كل الاحتمالات واردة بتكليف شخص يُتفق عليه مع الحريري أو من دونه». وأضافت المصادر أن «هناك شبه موافقة خارجية على الذهاب إلى حكومة تكنو ــــ سياسية ستكون حكومة مواجهة مع الأزمة والفساد، لا حكومة اللون الواحد».