محاولة جديدة لجمع ترامب وروحاني
«انتفاضة البنزين» الإيرانية تضخ وقوداً في محركات «المبادرة الفرنسية»
في وقت لم تخرج إيران بعدُ من صدمة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد بعد قرار رفع أسعار الوقود وتقنين الدعم، واعتبار مراقبين كثرٍ أن الموجة الاحتجاجية الحاشدة تعد نجاحاً كبيراً لحملة الضغوط القصوى التي تشنها واشنطن على طهران لدفعها إلى توقيع اتفاق جديد لا يشمل فقط برنامجها النووي بل برنامجها البالستي وأنشطتها في المنطقة أيضاً، علمت «الجريدة» أن هناك محاولة أوروبية جديدة جدية لعقد لقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، على ضوء ما جرى من تغييرات في الموقف. وأكد مصدر دبلوماسي أوروبي في طهران، لـ «الجريدة»، أن الاحتجاجات الأخيرة أظهرت أن الوضع الاقتصادي في إيران بات يشكل خطراً على النظام، وأن الحكومة الإيرانية ربما تحتاج إلى اتخاذ قرار شجاع لإنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار، ومن جهة أخرى، فإن الولايات المتحدة لم تعد لديها أي عقوبات عملية تفرضها على طهران، ولذلك فإن الأوروبيين يعتقدون أن «الطبخة نضجت»، وأن الانتظار أكثر قد يؤدي إلى احتراقها.وذكر المصدر أن الفرنسيين عادوا لتحريك وساطتهم بين طهران وواشنطن هذه المرة على شكل مبادرة ثلاثية تجمع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مضيفاً أن هناك اتصالات غير مباشرة بين الإيرانيين والأميركيين عبر فرنسا خلف الكواليس، وهناك حرص شديد على إبقائها سرية كي لا يتم عرقلتها من معارضي التواصل الإيراني ـــ الأميركي في الداخل والخارج.
وأشار إلى أن الظروف الحالية ملائمة جداً للقاء ترامب وروحاني، لأن الرجلين يحتاجان إلى أسباب داخلية للقاء مثل هذا. واتهم أصوليون إيرانيون روحاني باتخاذ قرار رفع أسعار البنزين بهذه الطريقة المفاجئة دون أي تحضير للشارع بهدف وضع معارضي التواصل مع واشنطن في موقف حساس، على أساس أن رفضهم العودة إلى المفاوضات يعني موافقتهم على انهيار اقتصادي للبلاد. ويقول مراقبون في طهران إن دعم المرشد الأعلى علي خامنئي لروحاني في قرار البنزين رغم معارضة الأصوليين و«الحرس الثوري» وتحفط السلطة القضائية، قد يعطي روحاني إشارة إلى إمكانية العودة إلى مسار المفاوضات، على أساس أن الوضع الاقتصادي بات يشكل خطراً فعلياً على نظام الجمهورية الإسلامية. إلى ذلك، أوضح المصدر أن المبادرة الثلاثية تقترح أن تعلق واشنطن العقوبات مؤقتاً، وتعيد الإعفاءات لبعض الدول لشراء النفط الإيراني مقابل عودة طهران إلى التزاماتها الكاملة في الاتفاق، والتي بدأت تتخلى عنها تدريجياً.وقال إن الخطوة الثانية قد تكون عقد اجتماع بين دول مجموعة 5+1، أي أميركا وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين وألمانيا وإيران، ربما على مستوى وزراء الخارجية، تمهيداً للقاء يجمع قادة هذه الدول، ومنهم ترامب وروحاني. وأضاف أنه بمجرد تعليق العقوبات الأميركية، وإتمام اللقاء ستقوم أوروبا بتفعيل آلية «أنستكس» فوراً، موضحاً أن الأرضية اللازمة لتنفيذ الآلية جاهزة، وتحتاج فقط إلى إذن الولايات المتحدة في إجراء بعض التعاملات المالية المصرفية، وإعفاء الشركات التي تدخل فيها، من العقوبات. وأكد أن الأوروبيين عرضوا على الأميركيين أن يشاركوا في «أنستكس»، وأن تستفيد شركاتهم من السوق الإيراني.في سياق متصل، أكد مصدر دبلوماسي عربي في إيران، لـ«الجريدة»، أنه يتم الإعداد لزيارة قريبة لوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لطهران. والتقى بن علوي، أمس، في واشنطن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وأجريا محادثات تطرقت إلى الأوضاع في إيران واليمن، والمصالحة الخليجية.