توتّر بين ترامب و«البنتاغون»... وتقرير «العزل» جاهز

• دونالد يكرم «كونان» لدوره في مقتل البغدادي
• وزير الطاقة: الرئيس اختاره الله

نشر في 27-11-2019
آخر تحديث 27-11-2019 | 00:04
ترامب وزوجته ميلانيا مع نائبه مايك بنس بعد تكريم الكلب «كونان» في حديقة البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
ترامب وزوجته ميلانيا مع نائبه مايك بنس بعد تكريم الكلب «كونان» في حديقة البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
بينما تستعد لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي التي تجري تحقيقاً بشأن مساءلة الرئيس دونالد ترامب لإرسال تقريرها إلى اللجنة القضائية بعد فترة وجيزة من عودة الكونغرس الأسبوع المقبل، تشهد العلاقة بين الرئيس ووزارة الدفاع «البنتاغون» توتّراً بسبب تدخلاته «التي لا تنم عن حكمة» في أمور عسكرية عدة.
من صدور عفو رئاسي على جنود حكم عليهم في جرائم حرب إلى رفض عسكريين متحوّلين جنسياً، مروراً بالانسحاب من سورية، يبدو أن قرارات القائد الأعلى للجيش الأميركي دونالد ترامب تثير توتراً مع وزارة الدفاع «البنتاغون».

وشكلت إقالة قائد البحرية ريتشارد سبنسر، الأحد، آخر أمثلة العلاقات المضطربة بين الرئيس مع من كان يسميهم في بداية ولايته "جنرالاتي".

وأثارت قرارات العفو التي أصدرها ترامب لمصلحة العديد من الجنود الذين أدينوا بجرائم حرب، أزمة في صلب القضاء العسكري الأميركي. وحين أراد سبنسر ترميم الأمر، أخفق وخسر منصبه.

ومع انه يبدو أن ترامب يحظى ببعض الدعم من الجنود الذين يصفقون له في زياراته القواعد العسكرية، فإن أولى حالات التوتر ظهرت سريعاً عندما أعلن في صيف 2018 في تغريدة أنه ينوي منع الجيش من توظيف المتحوّلين جنسياً، وهي السياسة الجديدة التي بدأ تنفيذها.

كما فاجأ الرئيس وزارة الدفاع باعلانه ارسال عسكريين الى الحدود مع المكسيك لاحتواء الهجرة غير الشرعية.

كانت هناك أيضاً قضية العرض العسكري الذي رغب فيه ترامب وأزعج العسكريين الأميركيين الذين لا يحبذون عرض قوتهم أمام مسؤول منتخب.

وهناك أيضا وخصوصاً الإعلانات المتكررة للرئيس بشأن انسحاب القوات الأميركية من سورية، الأمر الذي عارضه الجيش بشدة.

وكان الإعلان الأحادي الأول للانسحاب في ديسمبر 2018 وراء تقديم وزير الدفاع السابق جيم ماتيس استقالة مدوية.

واتهم ترامب مراراً بتسييس الجيش خصوصاً في يونيو 2019 عندما طلب البيت الأبيض من اليابان إبقاء مدمرة قاذفة صواريخ سميت باسم السيناتور جون ماكين الذي يكرهه، بعيداً عن نظره.

وأخيراً شكك البيت الأبيض علناً في ولاء عسكري حاصل على أوسمة هو اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان وهو الشاهد الرئيسي في التحقيق في إقالة ترامب.

وقال الخبير في القوات المسلحة في "جامعة دوكي" بيتر فيفر: "ستكون هناك دائماً مناوشات في العلاقة بين المدنيين والعسكريين". لكنه أضاف أنه رغم أن تدخلات الرئيس لإلغاء أحكام القضاء العسكري "تدخل ضمن صلاحياته لكنها لا تنم عن حكمة".

«تحقيق العزل»

من ناحية أخرى، أعلنت لجان التحقيق الرامي لعزل الرئيس، أنها قد تقدّم الأسبوع المقبل بعيد عودة الكونغرس من عطلة عيد الشكر اعتباراً من الثلاثاء المقبل، تقريرها بشأن مخالفات سيد البيت الأبيض إلى اللجنة القضائية، من دون استبعاد استدعاء مزيد من الشهود.

وأبلغ رئيس اللجنة النيابية للاستخبارات آدم شيف، النواب في رسالة بأن "الأدلة على ارتكاب الرئيس مخالفات، التي تمّ جمعها حتى الآن، واضحة وتكاد تكون دامغة، وما يتبقى فعله أن نقرر ما إذا كان هذا السلوك يتوافق مع منصب الرئاسة، وما إذا سيسمح بإطلاق المسار الدستوري للعزل".

وترأس شيف جلسات استماع علنية على مدى أسبوعين، قال إنها كشفت "في وقت قصير كمّاً هائلاً من الأدلة".

وقال شيف، إن التحقيق "يكشف بشكل قاطع" أن ترامب ربط زيارة الرئيس الجديد لأوكرانيا فولوديمير زيلنسكي إلى البيت الأبيض وتقديم مساعدة عسكرية لكييف، بفتح السلطات الأوكرانية تحقيقات صورية مسيّسة من شأنها أن تساعد الرئيس ترامب في حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية في عام 2020".

جاكسون

في السياق، أمرت القاضية الفدرالية كيتانجي براون جاكسون، المحامي السابق للبيت الأبيض دون ماكغان بالإدلاء بشهادته أمام الكونغرس قائلة إن ادعاء ترامب بشأن "الحصانة المطلقة" من مذكرات استدعاء الكونغرس لا تنطبق على مساعديه السابقين والحاليين.

وقالت جاكسون في قرارها المطول: "لقد ذكرنا ببساطة، أن العبرة الرئيسية من التاريخ الأميركي المسجل من 250 عاماً هي أن الرؤساء ليسوا ملوكاً".

ويعد ماكجان شخصية محورية في تحقيق من قبل مشرعين ديمقراطيين بشأن محاولة محتملة من قبل ترامب لعرقلة تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية واحتمال التواطؤ بين حملة ترامب وروسيا.

بيري

على صعيد آخر، قال وزير الطاقة الأميركي ريك بيري، إن الرئيس الحالي اختاره الله، مثل سلفه الديمقراطي السابق باراك أوباما

وكان ترامب وصف نفسه في مؤتمر صحافي بأنه "مختار من الله لخوض حرب تجارية مع الصين". وأكد بعد ذلك أنه كان يمزح وهاجم وسائل الإعلام التي تعاملت مع التصريح بجدية.

وفي إشارة إلى هذه الحادثة، نقل بيري المسيحي المؤمن، مضمون حوار أجراه أخيراً مع الرئيس الجمهوري. وصرح أنه أوضح لترامب "أعرف أن الناس قالوا إنك ذكرت أنك مختار. وأنا قلت: إذا كنت مسيحياً مؤمناً، فإنك تدرك خطة الله للذين يحكمون ويحاكموننا في هذا العالم".

تكريم «كونان»

في غضون ذلك، كرم الرئيس الأميركي في حديقة الزهور بالبيت الأبيض الكلب "كونان" الذي شارك في العملية التي انتهت بمقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.

وقال ترامب: "هذا الكلب مدهش ورائع وذكي جداً"، مشيرا إلى أنه أصيب خلال العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في قرية باريشا بمحافظة إدلب شمال شرقي سورية، معلنا أنه منح الكلب ميدالية ولوحة تذكارية. لقد قام كونان بشعمل رائع ويشرفنا جداً أن يكون معنا هنا".

أمر قضائي يلزم محامياً سابقاً للبيت الأبيض بالمثول للشهادة أمام الكونغرس
back to top