أكدت الكويت أن الإرهاب مهما اختلفت أشكاله وتعددت تعريفاته فهو العدو المشترك للبشرية والسلام العالمي إذ يعتبر من أخطر التهديدات التي يواجهها العالم اليوم لتجاوزآثاره الحدود الوطنية.

جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الثلاثاء خلال جلسة مجلس الأمن حول إحاطة المستشار الخاص للأمين العام ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في العراق.

Ad

وقال العتيبي «يصعب على أي بلد التصدي للإرهاب بمفرده فمسؤولية القضاء على كافة أشكال الإرهاب هي مسؤولية دولية وذلك بمساعدة ودعم الأصدقاء والشركاء من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

وأكد الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف العنيف وتجفيف منابع الفكر المتطرف وثقافته التي تستهدف الشباب وتسخرهم لخدمة هذه الأفعال الاجرامية وتحرمهم من المساهمة في تنمية مجتمعاتهم.

وأعرب العتيبي عن دعم الكويت لعمل الفريق لتحقيق العدالة ومحاسبة المسئولين، مشيداً بالتقدم الذي أحرزه بكوادره الدولية والوطنية مع الأمل بأن يواصل أداء عمله بالتنسيق المستمر والوثيق مع الحكومة العراقية.

وأشار إلى تهيئة مستلزمات العمل ووصولاً لتنفيذ الفريق لمهامه وفق استراتيجيته واضحة المعالم من خلال جمعه كافة الأدلة الجنائية من مواقع المقابر الجماعية وافادات الشهود والناجين وتوفير الحماية لهم وتأمين الوثائق المادية والإلكترونية لضمان تحقيق غاياته المنشودة ضمن الولاية والاختصاص المناطة بالفريق.

وأكد أهمية الآلية الأممية في سياق التدابير الدولية الشمولية لمكافحة الإرهاب بسعيها ألا يكون مبدأ تحقيق العدالة بعيد المنال انصافاً للضحايا والناجين وردعاً للإرهابيين من خلال اخضاع أفراد هذا التنظيم الإرهابي للمساءلة عن الجرائم التي ارتكبوها ليكونوا عبرة لغيرهم ما يساهم في الحد من عدم تكرار هذه الأفعال الشنيعة مجدداً.

وأضاف أن الآلية تبعث برسالة هامة للعراق مفادها أن المجتمع الدولي لن ولم ينسى الفظائع والجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحق الشعب العراقي المنتهكة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بالإضافة إلى تأكيدها للاحترام الكامل لسيادة العراق وولايته القضائية على الجرائم المرتكبة في اقليمه.

وأشار العتيبي إلى أن ذلك يأتي عملاً بالقوانين والتشريعات المحلية ووفقاً للأدلة الملموسة التي يستقصيها فريق التحقيق دون التدخل في سير العدالة.

وأكد ضرورة اضطلاع الفريق بولايته بالاتساق مع آليات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المعنية بمكافحة الإرهاب لضمان تجنب ازدواجية الجهود.

وبين أن الكويت تسعى جاهدة لتعزيز الإجراءات الدولية لدحر الإرهاب ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما تقوم به من خلال مشاركتها في التحالف الدولي ضد «داعش» وبقيادة مشتركة مع كل من هولندا وتركيا لمجموعة العمل الخاصة بمنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2178 (2014).

وأعرب العتيبي عن الأمل بأن تفي الدول بالتزاماتها في هذا السياق بما في ذلك استعادة مواطنيها من المقاتلين الأجانب الإرهابيين فلا يزال هناك عمل كبير يتعين القيام به وبنفس الروح الدولية الموحدة لتطوير وتكييف جهودنا التي يجب أن تتميز بالمرونة وأن تكون قادرة على محاربة واحباط مخططات «داعش».

وأضاف أن الكويت تشاطر المستشار الخاص اعتقاده بأن وحشية الجرائم المرتكبة من قبل «داعش» لم تزعزع وحدة العراق بل عززتها مكرراً الاشادة بالعراق قيادة وحكومة وشعباً على عزمهم ووحدتهم وارادتهم التي تم تلمسها في زيارة مجلس الأمن الأخيرة إلى العراق.

وذكر العتيبي أن تلك الإرادة ساهمت في القضاء على «داعش» مشيداً بتقديم مرتكبي تلك الجرائم المروعة للعدالة وإعادة اعمار المناطق المتضررة وترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية بين كافة مكونات الشعب العراقي حفاظاً على وحدة وسيادة الأراضي العراقية وسلامته الإقليمية.