أصدر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، كتاباً جديداً بعنوان "ذاكرة وطن" يوثق فيه مكتبة الكويت الوطنية.وعن هذا الإصدار، قال العبدالجليل، إن "ذاكرة وطن" يرصد المكتبة الوطنية منذ نشأة نواتها في التأسيس، حيث كانت المكتبة الأهلية، انطلاقاً من عام 1923، ترصد تطور مكتبة المعارف العامة وما تلاها، فالكتاب يوضح ويبرهن عمق تاريخ العلم والمعرفة والثقافة في الكويت، وعطاءات الرواد الأوائل الذين أرسوا قواعد النهضة وحركة التنوير ونشر المعرفة لتتنامى في المجتمع الكويتي القديم، الصغير والبسيط منذ أكثر من 120 عاماً مضت".
وأشار العبدالجليل إلى أن الإصدار عبارة عن سجل متكامل وتوثيق دقيق متتابع لوقائع الأحداث التي جرت في تاريخ المكتبات في الكويت حتى نشأة وتشغيل المكتبة الوطنية ومتابعة وتدوين تطور أعمالها الفنية وإنجازاتها على مدى آخر 5 سنوات.
مسيرة وتاريخ
وعن الأسباب التي دفعته إلى إصدار "ذاكرة وطن"، قال العبدالجليل: "تزايدت الحاجة ودعت الضرورة إلى توثيق مسيرة وتاريخ نشأة المكتبات في الكويت، ما ولَّد لدي الرغبة الجامحة في تسجيل الأحداث المرتبطة باهتمام أهل الكويت وإقبالهم على الاطلاع والمعرفة، فكان إنشاء المكتبات التي سخرت لتواكب تأسيس التعليم النظامي وتطوره في البلاد، والذي بدأ بإنشاء المدرسة المباركية وافتتاحها سنة 1911 م، فكان دور المكتبات في تلك المرحلة الزمنية من بدايات القرن العشرين بمنزلة منعطف رئيسي في تفتح المجتمع، ودلالة على الريادة الكويتية المبكرة في التعليم التي حمل مشعلها نخبة من العلماء والأدباء ووجهاء الكويت لقيادة الحركة الإصلاحية والتنويرية في البلاد، حيث تنادى هؤلاء إلى نشر الثقافة والمعرفة في وقت مبكر شهد لهم النهوض الفكري والانفتاح على محيط الكويت الخارجي، واكتساب المعارف والتواصل مع حضارات الدول الكبرى آنذاك في الهند وبلاد فارس والعراق والشام ومصر برؤية ثاقبة بعيدة النظر، اطلق فيها حركة النهضة امير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح، الحاكم السابع للكويت، (1896-1915م) وكان -رحمه الله - مؤسس الكويت العصرية في ذلك التاريخ".وحول الهدف من الإصدار، أوضح أن المعلومات تعددت في المراجع التاريخية والتوثيقية التي تناولت موضوع نشأة المكتبات وتطورها في الكويت، إلا أن هذه المراجع من الكتب والإصدارات الخاصة جاءت متفرقة، و"مع تقديرنا الكبير واعتزازنا العميق بجميع الجهود المبذولة في صدور المراجع التاريخية التي تناولت ملامح وجوانب من تاريخ نشأة المكتبات في الكويت، واحترامنا البالغ لمؤلفي جميع المراجع، فإن التوثيق الشامل والوافي لمسيرة نشأة المكتبات وتطورها وانتشارها والبحث في سجل تاريخ المكتبة الوطنية التي كانت نواتها الأولى المكتبة الأهلية 1923م، بحاجة ماسة الى جمعه وتنظيمه واعداده وإصداره في كتاب واحد، يؤدي الهدف الاسمى والمامول لإفادة الجيل الحاضر والأجيال القادمة للتعرف على جوانب مهمة من تاريخ الكويت الحافل بالعطاءات الإنسانية المشرفة في حمل مشاعل النور بالعلم والثقافة والتمدن. واستطرد العبدالجليل في الحديث عن أهمية الإصدار، قائلا ضمن هذا السياق: إن "المراجع التاريخية السابقة الصادرة في هذا المجال، كانت لها سمات خاصة ذات علاقة وطيدة بمواضيع ومناسبات وظروف إصدارها، فنجد بعض المعلومات جاءت في كتب عن تاريخ الكويت، وأخرى تناولت السير والتراجم الشخصية لرواد الحركة التعليمية والثقافية والأدبية، إضافة إلى كتب اخرى صدرت لإحياء صفحات منيرة من تاريخ البلاد الثقافي والدعوي والتنويري، وتسلط الأضواء على بواكير تولد الاتجاهات الفكرية، وتنامي الوعي والمعرفة، وإصدارات خاصة قامت بها جهات حكومية انيطت بها مهام ومسؤوليات الإشراف على ادارة المكتبات مثل دائرة المعارف (1936-1962م)، ووزارة التربية (1962-1979م)، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (1979-1994م) بالإشراف على إدارة المكتبة المركزية للدولة التي آلت في عام 1994م.وأشار العبدالجليل إلى المرسوم الأميري السامي المتعلق بإنشاء مكتبة الكويت الوطنية بمسمى جديد، لتواكب البنى المؤسسية للمكتبات الوطنية الحديثة في العالم المتحضر، الذي يتخذ من المكتبات منطلقا أساسيا ومكملا للتعليم وطلابه الباحثين عن زاد المراجع العلمية في بحور الثقافة والمعرفة. وأكد أن هذا التقدير الكبير الذي توليه القيادة السياسية لدور المكتبة في تنوير المجتمع ونهضته، كان الدافع الأهم إلى إعداد هذا الكتاب لتجميع وتنظيم كل ما سبق كتابته وتدوينه عن تاريخ المكتبات في الكويت والتوثيق الموضوعي والبحثي لمسيرة المكتبة الأهلية منذ إنشائها عام 1923م، والتي نالت ارثها الزاخر مكتبة الكويت الوطنية عبر تعاقب السنين من أمهات الكتب والمجلدات والمخطوطات النادرة والقيمة، والتي تعتبر المخزون الذي يرفع قدر المكتبة الوطنية ومكانتها في مستوى مقتيناتها ونوعيتها بين المكتبات الوطنية في المنطقة والعالم العربي. ومع اعتبار هذا الكتاب الأول من نوعه ومحتواه من حيث التخصص في رصد تاريخ المكتبات عامة والمكتبة الوطنية خاصة، فإن الآمال كبيرة وعريضة بأن يكون مادة تعليمية وثقافية مفيدة في اطلاع الطلبة والباحثين والمؤلفين والمهتمين على جوانب مهمة من تاريخ نشأة المكتبات وتطورها وانتشارها في مرجع واحد جامع وشامل يفيد القارئ، ويسد فراغا في المكتبة الوطنية والعربية على السواء.وأضاف العبدالجليل: "يتجسد هدفنا في توثيق تاريخ المكتبة الوطنية مع رسالة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ودوره الفعال في إحياء وإبراز تاريخ الوطن المشرف المتمثل في إيمان أهل الكويت الراسخ والدائم في طلب العلم وشغف البحث من مختلف مصادر الثقافة والمعرفة، لذا يأتي هذا الكتاب إنجازا مضافا للمجلس الوطني في إصداراته ومنتجاته الثقافية الرصينة والقيمة لخدمة القارئ العربي، وإظهار ما تملكه الكويت من إرث غني ومخزون ثري في عالم الثقافة، وستواصل المكتبة العمل لتحقيق دورها التنويري والثقافي المهم في المجتمع، وإنجاز مشاريع التطوير والتحديث في مجال خدمات المكتبات وتنمية مصادر المعلومات وفي عالم الرقمنة والفضاء المعلوماتي والتقدم التقني في هذا المجال. وتمنى أن تكلل الجهود الرامية الى خدمة ورفعة وطننا العزيز، وان تكون مكتبة الكويت الوطنية رافدا رئيسيا للثقافة والمعرفة وطلب العلم المفتوح في رحاب قاعاتها وحول مقتنياتها الكثيفة.شكر وعرفان
عرفاناً بالجميل، قدم العبدالجليل الشكر لكل من ساهم في انجاز هذا الإصدار، معتبراً أن ما قدموه أثرى محتوى «ذاكرة وطن»، وقال ضمن هذا الإطار: «اتقدم بجزيل الشكر وخالص الامتنان الى د. خليفة الوقيان على المراجعة الثقافية للاحداث والوقائع التاريخية لمادة الكتاب ومحتواه، وأتقدم بجزيل الشكر وخالص العرفان للاستاذ عبدالله يوسف الغنيم رئس مركز البحوث والدراسات الكويتية على تفضله بالإيعاز للمراجعة اللغوية لمادة الكتاب، والشكر والتقدير موصول إلى الاخوة الاعزاء الذين تمت مقابلتهم خصيصا لسرد الذكريات حول تاريخ المكتبة الوطنية وفي مقدمتهم الاستاذ د. سليمان العسكري الأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، والأستاذ د. فاروق عمر العمر الأمين العام الاسبق للمجلس الوطني، والعم الدكتور صالح محمد العجيري، والمدير السابق للمكتبة المركزية للدولة الاستاذ غازي الربيعان، والشكر موصول الى الاستاذ عماد ابوالبنات مدير إدارة التزويد والفهرسة السابق في مكتبة الكويت الوطنية، كما اقدم بجزيل الشكر وخالص الامتنان لإيفون عبدالعزيز على طباعة هذا الكتاب، والشكر والتقدير موصول لأبرار ملك على تصوير انشطة وفعاليات المكتبة الوطنية في هذا الكتاب.