عماوي: معهد فرانكفورت أُسس بمساهمة عربية
«من بين مشاريعه المهمة جمع وإعادة طبع الأعمال الاستشراقية»
قال الباحث مازن عماوي إن فكرة تأسيس معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في فرانكفورت الألمانية تبلورت برئاسة الباحث والأكاديمي التركي الأصل فؤاد سيزكين.
أقيمت ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب، في "المقهى الثقافي"، محاضرة بعنوان "إنجازات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في فرانكفورت في خدمة الثقافة العربية والإسلامية"، حاضر فيها الباحث مازن عماوي، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، وجمع من المهتمين.وبيَّن عماوي أن فكرة تأسيس المعهد في فرانكفورت الألمانية تبلورت برئاسة الباحث والأكاديمي التركي الأصل فؤاد سيزكين، بمساهمة عربية، خصوصاً الكويت، لافتا إلى أن تأسيسه كان نتيجة للتطور التاريخي واللقاءات الثقافية بين العرب والغرب، وظهور محاولات عديدة لفهم العرب والإسلام، وليصبح مركزا وميدانا للنشر والترجمة.وتابع: "بعد ذلك بدأت عملية جمع وحصر المراجع المنتشرة في المكتبات العربية والإسلامية، سواء العامة أو الخاصة، ومن جميع البلدان، وكذلك ما نُشر ضمن أعمال المستشرقين الغربيين، وتصنيفها، ووضعها بين أيدي الباحثين، فتم إنشاء مكتبة متخصصة، وإعداد أرشيف خاص للمخطوطات العربية، حتى أضحى المعهد ملتقى للباحثين عن المعرفة، فمجلدات المكتبة تجاوز عددها 25 ألفا، والمخطوطات بالمئات، وهناك أفلام مصورة لنحو 7 آلاف مخطوطة".
الباحثون والمهتمون
وتطرَّق عماوي إلى مجلة تاريخ العلوم العربية – الإسلامية، كمرجع للباحثين والمهتمين، وكذلك إلى بعض إصدارات المعهد من المخطوطات والمراجع العربية الأصلية للحفاظ عليها، ولتكون مرجعا متاحا وموثوقا. ولفت إلى أن "من المشاريع التي أنجزها المعهد؛ فهرسة المراجع والدراسات العربية والإسلامية المنشورة باللغة الألمانية، إلى جانب المراجع المتعلقة بالبلدان العربية المعاصرة"، مشيرا إلى أن من بين مشاريع المعهد المهمة أيضاً، جمع وإعادة طبع الأعمال الاستشراقية. وبالنسبة للخرائط الجغرافية، أكد عماوي أن المعهد يعطي اهتماما كبيرا لعمل الخرائط والأطالس، ليتم تقديم إنجازات العرب والمسلمين في المجال الجغرافي وفي علوم الخرائط بالشكل اللائق. وفيما يتعلق بمتحف الآلات، قال عماوي إنه يضم 800 آلة في مجال العلوم والتقنية، وهي مشابهة تماماً للأجهزة والأدوات العلمية التي طوَّرها العلماء والصُنَّاع العرب، وفُقدت نسخها الأصلية منذ زمن طويل، ومنها أشياء كثيرة تبرهن على أن العلوم والتقنية العربية كانت متألقة، في وقت كانت أوروبا تغط في سبات عميق، متابعا: "كما تعرض في المتحف آلات طبية وصناعية وكيميائية وفلكية ولكبار العلماء العرب والمسلمين، كالبيروني وابن الهيثم وأبي القاسم الزهراوي".المراغة وإسطنبول
وعن قاعتي الفلك، ذكر عماوي أن هناك نموذجا لمرصدَي المراغة وإسطنبول، وكان لكليهما أثر كبير في تطور الفلك بالغرب، والملاحة والجغرافيا، فمعروف أن كولمبوس أبحر إلى العالم الجديد ببوصلة مطورة في العالم الإسلامي، وثبت أن خرائط العالم والخرائط الجزئية الأوروبية إلى بداية القرن الثامن عشر الميلادي تعود إلى أصول عربية.بدوره، تقدم الأمين العام لـ"الوطني للثقافة"، كامل العبدالجليل، بالشكر للمحاضر، على ما قدمه من معلومات، مؤكدا استمرار دعم الكويت؛ مادياً ومعنوياً، لمشاريع المعهد، لما يقدمه من أعمال وإنجازات تصب في مصلحة الثقافة العربية، وترسيخ مكانة العلماء العرب والمسلمين على مر التاريخ، مستذكراً دعم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، لفكرة إنشائه، فأصبح منارة مضيئة للأمتين العربية والإٍسلامية في قلب أوروبا.مبادرة «إكساب» و«قلم حبر»
من جانب آخر، أقيمت حلقة نقاشية حول "تبادل التجارب الثقافية منصة قلم حبر" من دولة قطر، ومبادرة إكساب. وشارك في الحلقة المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة قلم حبر للكتابة الإبداعية بثينة الجناحي، وناصر الهيبة من "مبادرة إكساب"، وأدار الجلسة الكاتب فهد القعود.