عادت مساء أمس الأول، مواكب الدراجات النارية من مناصري حركة "أمل"، و"حزب الله" إلى ممارسة الاستفزازات في المناطق والأحياء المختلطة مذهبياً وطائفياً. فبعد "غزوة" الرينغ وقصقص والطريق الجديدة الأحد في بيروت، اقتحمت عشرات الدراجات من منطقة الشياح (ذات الأغلبية الشيعية) منطقة عين الرمانة (ذات الأغلبية المسيحية)، أمس الأول، على خلفية تسجيل على "الواتس اب"( وفق معلومات إعلامية ان الفيديو مسجل منذ سنوات) تعرّض فيه أحد شباب عين الرمانة إلى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله. وخلال اقتراب الدراجات من أحد مفارق عين الرمانة حصل إشكال بين الموكب وشباب في المنطقة واستعملت خلاله الحجارة وقنابل المولوتوف. ونجح الجيش بعد ساعات في الفصل بين الطرفين بعدما استقدم دوريات مؤللة.

Ad

بكفيا

كما تزامن ذلك مع محاولة من "التيار الوطني الحر" استلحاق الثورة بشارع تابع للسلطة ويطالب بمكافحة الفساد، فتداعى أنصار "الحر"، الذي يتزعّمه وزير الخارجية جيران باسيل، وهو صهر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الى اعتصام امام منزل رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل في بكفيا (مسقط رأس الجميل) واتهامه بالفساد تحت شعار "كلن يعني كلن وأمين الجميل واحد منن". ووصلت مواكب سيارات "الحر" إلى مدخل بكفيا وأطلقت شعارات حزبية والشتائم للرئيس الجميل ونجله رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل، مما دفع بعدد كبير من أهالي البلدة إلى النزول وقطع الطريق على الموكب والطلب إلى المنظمين بأن يغادروا كما عمدوا إلى تكسير بعض السيارات. لكن الجيش تدخّل بشدة وعمد إلى فتح الطريق أمام السيارات بالقوة، مما أدى إلى سقوط 4 جرحى من المتظاهرين. وكتب النائب الجميل على "تويتر" أمس: "ما حصل بالأمس كان فتنة متنقلة تعمّدت استفزاز أهلنا في المناطق كافة لكن ضبط النفس بقي سيد الموقف رغم التجاوزات". وأضاف: "بعد انكشاف المخطط من صور إلى طرابلس مروراً ببعلبك وبكفيا والشيّاح، ننبّه أهلنا من محاولات تجري لضرب ثورتهم التي يجب أن تبقى سلمية ونناشد الجيش حمايتها".

طرابلس

وكانت عاصمة الشمال طرابلس، وتحديداً في محلة الجميزات مساء أمس الأول أيضاً على موعد مع توتير مقصود ويقف وراءه مندسون. إذ قام أحدهم برمي قنبلة على الجيش خلال منعه محتجين من الدخول إلى مركز حزبي "للتيار الوطني الحر" في المنطقة، وأطلقوا الهتافات المناهضة لـ"التيار" واعتبروا أن ما يقومون به هو رد فعل على تطويق أنصار "التيار" للمتظاهرين ومنهم من طرابلس شاركوا في اعتصام على طريق قصر بعبدا. لكن لم تنفجر القنبلة. وبعدها جرى تدافع بين المحتجين والجيش الذي حاول تفريقهم بالرصاص المطاطي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع وحاول المحتجون نزع علم "التيار الوطني الحر" وحرقه وحاول الجيش منعهم من ذلك لكنهم أزالوه في ساعة متأخرة من الليل.

عون

من ناحيته، تابع رئيس الجمهورية، أمس، ما حصل على الأرض، وطلب تدخل الجيش ومنع التعديات على الأفراد والممتلكات، مشدداً على أن "يتخذ الجيش تدابير فورية في هذا المجال". وأكد عون أنه لن يسمح "بتكرار ما حصل بالأمس والعودة إلى ما عشناه في خلال حرب السنتين"، لافتاً إلى أن "هذه الأمور ولّت إلى غير رجعة".

كما غرّدت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن، أمس، قائلةً: "البلد ع مفترق طرق. الله يلهمنا كلنا - وكلنا يعني كلنا- مسؤولين ومواطنين، ع اختيار وسلوك الطريق الصح، لأنو بعد فينا سوا نواجه كل الصعوبات ونوصّل البلد لبر الأمان". وقال الجيش في بيان أمس إنه أوقف "ستة عشر شخصاً على خلفية الحوادث التي شهدتها المناطق".

بري

في غضون ذلك، لا تزال الأمور في الملف الحكومي ترواح مكانها في ظل استمرار الاتصالات لإيجاد خرق في جدار الأزمة. وقالت مصادر متابعة، إن "الرئيس عون لا يريد أن يساهم في حرق أسماء ولا يريد لجهات أخرى أن تستمر في ذلك أيضاً".

ويبدو أن اسم المدير العام لشركة "خطيب وعلمي" سمير الخطيب هو الأكثر ترجيحاً، بعدما تبيّن أن لا فيتو من أحد على اسمه. فهو على علاقة ممتازة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذي سمّاه، كما أن اسمه مقبول من قوى "8 آذار"، وهناك قبول دولي به، لاسيما من السعودية.

وقالت مصادر متابعة، إنه "ثمة من في 8 آذار من يرى أنه لا يمكن التسليم بموقف ثابت للحريري، إلى حين إجراء الاستشارات. فهؤلاء لديهم تجربة مع الحريري الذي سبق أن طرح اسمي محمد الصفدي ثم بهيج طبارة، بعد أن التقاهما وأبلغهما أنه سيسمّيهما لرئاسة الحكومة، ثم قام هو نفسه بحرق اسميهما عبر الشارع".

وطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء "الأربعاء النيابي" أمس "بعودة أموال البنوك إلى لبنان والتي أرسلت الى الخارج وهي تقدر بمليارات الدولارات" مؤكداً أن "الوضع الاقتصادي والمالي قادر على التحسن بوجود حكومة"، واستغرب "عدم قيام الحكومة المستقيلة بواجباتها".

وقال سمير الخطيب لـ MTV: "أنا مستعد لتولي مهمة تشكيل ورئاسة الحكومة لخدمة البلاد في هذه الظروف الاستثنائية، ولمحاولة إنقاذ البلاد، إن حصل توافق علي، وإن كانت هناك نية لدى مختلف الفرقاء لإنقاذ البلد".

وأضاف الخطيب: "حصل تواصل معي من مختلف الفرقاء لتكليفي بتشكيل الحكومة، كوني على مسافة واحدة من الجميع، ولا شائبة علي، وكوني أدير مؤسسة ناجحة، ونجحت فيها بكفاءتي وكوني رجلاً علمانياً".