«ذي أيريشمان» أحدث أعمال سكورسيزي ينطلق عبر «نتفليكس»

نشر في 29-11-2019
آخر تحديث 29-11-2019 | 00:00
بوستر الفيلم "ذي أيريشمان"
بوستر الفيلم "ذي أيريشمان"
بعد عرضه في عدد محدود من الصالات، ينطلق فيلم "ذي أيريشمان" التشويقي التاريخي لمارتن سكورسيزي على "نتفليكس"، مدفوعا بآراء إيجابية لدى النقاد، وبتوقعات بمشاركته بقوة في سباق الأوسكار.

وصور هذا الفيلم، الذي يغوص في عالم المافيا بميزانية بلغت 160 مليون دولار، في 117 موقعا مختلفا مع 309 مشاهد منفصلة، وهو من الإنتاجات الأكثر طموحا في مسيرة المخرج الأميركي الزاخرة بالأعمال الناجحة.

وبعد "مين ستريتس" و"غودفيلاس" و"كازينو"، أراد سكورسيزي تقديم مادة دسمة يستكشف من خلالها عالم المافيا الإيطالية الأميركية.

وعقب رفض استوديوهات عدة المشاركة في الفيلم، استعان مارتن سكورسيزي بالقوة المالية لـ"نتفليكس" لإنتاج "ذي أيريشمان"، الذي سُمي نسبة إلى لقب رجل المافيا فرانك شيران، وهو من بطولة روبرت دي نيرو.

وعُرض الفيلم في عدد محدود من الصالات، بدءا من الأول من نوفمبر في الولايات المتحدة، ثم في باقي أنحاء العالم، قبل طرحه على "نتفليكس".

وبعد ابتعاد استمر 13 عاما عن أفلام العصابات منذ فيلمه "الراحلون" (The Departed)، يعود المخرج سكورسيزي إلى ملعبه المفضل مع فيلم "الايرلندي"، وهو من مشاريع سكورسيزي التي تعطلت عدة سنوات نتيجة البحث عن تمويل، وأخيرا خرج للنور بعد أن تصدت "نتفليكس" لإنتاجه، ويحتوي على الكثير من الجينات المميزة لأفلام سكورسيزي.

وكعادته في الكثير من الأفلام، يفضل سكورسيزي تناول شخصيات حقيقية، مثلما فعل في "أصدقاء طيبون" و"ذئب وول ستريت".

وفي "الأيرلندي" يقدم سكورسيزي شخصية فرانك شيران الايرلندي (ويؤدي دوره روبرت دي نيرو)، الرجل الذي عَمِل في اتحاد العمال الأميركي، إضافة إلى دوره البارز داخل عالم الجريمة المنظمة، بقيادة راسل بافالينو

(جو بيشي).

والأيرلندي كان مقربا من العمالي البارز في التاريخ الأميركي جيمي هوفا (آل باتشينو)، ويكشف من خلال الأحداث عن تطور علاقتهما وصولا إلى النهاية.

ويعتمد الفيلم على سرد غير خطي، إذ نبدأ بمشهد "فلاش فوروارد" (ومضة مستقبلية)، يقدم لنا شيران وهو في نهاية العمر، ويبدأ حكاية مذكراته التي نشاهدها من خلال خطين زمنيين: الأول مع البداية المبكرة لشيران وهو لا يزال شابا يخطو خطواته الأولى في عالم الجريمة، والثاني وهو كهل بعد أن ثبّت نفسه في عالم المافيا بعد عدة سنوات من العمل معهم.

ويصنع هذا الانتقال بين الخطوط إيقاعا جذابا للفيلم، إذ يحاول المشاهد في كل مرة التعرف إلى التطور الذي جعل الشخصيات تتحول من الحالة الأولى إلى الثانية.

ونقطة قوة أخرى قدمها السيناريو، وربما هي من أكثر ما يميز شخصيات هذا الفيلم، وهي أن مشاهد الفيلم فيها تقلبات كثيرة فيما يخص علاقة الشخصيات ببعضها، فليس هناك تحالفات أو صداقات مستمرة مثلما هي العادة في أفلام العصابات التي تكون فيها خريطة العلاقات واضحة في الغالب، حتى مع ظهور بعض الخيانات فإنها تحدث بشكل مفاجئ، بينما في "الايرلندي" نشاهد طوال الوقت تحولات تتيح لسكورسيزي أن يبرز جانبا أعمق لدى كل شخصية من شخصياته الثلاث الرئيسية.

وهذه سمة أخرى من السمات المفضلة لسكورسيزي في شخصياته، إذ لا نشاهد أبطالا مثاليين أو مستقرين نفسيا، ودائما هناك اضطرابات داخل أبطال سكورسيزي، ربما بلغت أوجها في "الراحلون" الذي كانت الشخصيات فيه تتصرف عكس ما تريد تماما، وتحيا بوجهين متناقضين.

back to top