كولومبيا: إضراب ثانٍ ناجح ضد الحكومة
بوليفيا تقاطع فنزويلا وكوبا... وأميركا تتهمهما بإثارة الفتنة
في إطار التعبئة احتجاجا على إدارة الرئيس الكولومبي المحافظ إيفان دوكي، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 15 شهراً والمدعوم من واشنطن، شهدت البلاد أمس الأول في سابع يوم من الاحتجاجات إضراباً عاماً هو الثاني من نوعه لاقى نجاحاً.وشارك الكولومبيون بكثافة في التظاهرات التي نظمت بعد أسبوع من حركة اجتماعية غير عادية في هذا البلد. ونزل الآلاف إلى الشوارع في العديد من مناطق العاصمة بوغوتا، كما شهدت مدن، بوكارامانغا، وكالي، وكارتاخينا، ومانيزاليس، وإيباغيه، ميديلين مسيرات حاشدة، وتجمعات جماهيرية، شاركت فيها نقابات عمالية ومنظمات حقوقية.وفي العاصمة، تراجعت حركة النقل، وأغلق العديد من المتاجر، بينما جرت تجمعات في أماكن أخرى مثل ميديين وكالي ثاني وثالث مدن البلاد.
وتظاهر المحتجون على وقع قرع أواني الطبخ، وهم يرفعون لافتات والعلم الوطني، وتنكر بعضهم بأزياء مهرجين لإدانة سياسات دوكي. وفي إحدى الساحات بشمال بوغوتا عزفت أوركسترا موسيقى كلاسيكية وألحانا شعبية.وشهدت مناطق العاصمة مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الذين قطعوا بعض الشوارع وأحرقوا إطارات السيارات في الطرق، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع.ومع أن معظم التظاهرات سلمية، قتل أربعة أشخاص وجرح نحو 500 آخرين من مدنيين وشرطيين وعسكريين. كما تم اعتقال 184 شخصا و60 مهاجرا فنزويليا طردوا لقيامهم "بأعمال تخريب" منذ الخميس الماضي. وتأتي هذه التعبئة ضد الرئيس الذي يحكم البلاد منذ أغسطس 2018، لكن 69 في المئة من الكولومبيين يشعرون بالاستياء من إدارته، في أجواء من الأزمات الاجتماعية والسياسية التي تهز أميركا اللاتينية.إلى ذلك، اتهمت الولايات المتحدة خصيميها فنزويلا وكوبا بإثارة الفتنة في أميركا الجنوبية. وأعلن، أمس الأول إليوت أبرامز الذي يقود الجهود الأميركية للإطاحة بالزعيم اليساري في فنزويلا نيكولاس مادورو، إن الحكومتين استخدمتا وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها لإثارة الاضطرابات.وقال للصحافيين: "بدأت تظهر أدلة على أن النظامين في كوبا وفنزويلا يبذلان جهوداً لمفاقمة المشاكل في أميركا الجنوبية".وأشار أبرامز إلى طرد كولومبيا، حليف الولايات المتحدة، أخيراً 59 من الفنزويليين لمشاركتهم في تظاهرات حاشدة ضد الرئيس المحافظ إيفان دوكي.ودعا دوكي الثلاثاء الماضي المسؤولين عن الاحتجاجات إلى الحوار. وقالت وزيرة العمل الكولومبية أليسيا أرانغو إنّ "الرئيس سيجتمع مع ممثلي الإضراب الوطني" الثلاثاء المقبل. غير أنّ هؤلاء لم يؤكّدوا حضورهم.على صعيد متصل، عيّنت الحكومة الانتقالية في بوليفيا سفيرا مؤقتا لدى الولايات المتحدة للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات، بينما تعاود الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية رسم علاقاتها الدولية، بما في ذلك مقاطعة حليفيها التقليديين فنزويلا وكوبا.وشهدت سياسة بوليفيا الخارجية تحولا جذريا خلال أسبوعين فقط في ظل الرئيسة الانتقالية المحافظة جنين أنييس، وهي عضوة بمجلس الشيوخ تولت السلطة عقب فراغ في السلطة خلفته استقالة الزعيم اليساري إيفو موراليس الذي حكم البلاد فترة طويلة.