تفرض ترجمة الشعر على من يخوض غمارها تحديات لا يواجهها في ترجمة النصوص الأخرى سواء كانت طبية أو هندسية أو قانونية أو غير ذلك، لأن الشعر يحمل في طياته الكثير من الرموز والظلال والإيحاءات والمجازات التي يصعب نقلها إلى لغة أخرى، ويزداد الأمر صعوبة إذا أراد المترجم أن تكون ترجمته شعرية، لأن القيود في هذه الحالة أكثر والشروط أشدّ. وأهم ما يجب أن يسعى إليه مترجم الشعر هو إبداع نص جديد يحتوي روح النص الأصلي وأفكاره ويحدث في نفس المتلقي نفس الأثر، ولا مانع من أن يقدم ويؤخر ويوجز ويفصل من دون أن يخرج عن الإطار العام للقصيدة المترجَمة، أما الترجمة الحرفية فلا تنتج إلا نصاً ميتاً لا نبض فيه ولا حياة. وقد ترجمت سابقاً ونشرت عدة قصائد للشاعرة الأميركية إيميلي ديكنسون (1830م – 1886م )، وهذه قصيدة أخرى تنضم إلى سابقاتها تكشف عن قصة حب فاشلة وخيبة أمل كبيرة ومحاولة نسيان مستحيلة، فالشاعرة العاشقة تحاول الإفلات من قيود الذكريات لكي تتحرر من هواها، وترجو قلبها المشغوف أن ينسى الحبيب لتنساه هي، ولكن يبدو أن محاولاتها بلا جدوى وأنها تخوض حرباً خاسرة.قصيدة ديكنسون موجزة جداً ومكثفة، وقد حاولت أن أعبر شعراً بالعربية عما أبدعته هي بالإنكليزية، ولكن بتفصيل أكثر.
HEART, we will forget him!HEART, we will forget him! You and I, to-night!You may forget the warmth he gave, I will forget the light.When you have done, pray tell me, That I my thoughts may dim;Haste! lest while you’re lagging, I may remember him!أيا قلبي... سننساهأيا قلبي حبيبُكَ قد جفاناكلانا سوف ينساه تماماسأنسى أنه قد كانَ نوراًأضاءَ عوالمي وجلا الظلاماوتنسى دِفئَه الحاني وحباًتغلغلَ فيكَ عاماً ثم عامافإنْ أخمدتَ جذوةَ كلِّ ذكرىلهُ فغدتْ رماداً لا ضِراماوصرتَ من الهوى حراً طليقاًوقد كنتَ الشجيَّ المستهامافأخبرني لكي أطوي هواهولا أبديهِ رمزاً أو كلاماوحاذرْ أنْ يزورَكَ منه طيفٌوإنْ كانتْ زيارتُه لِمامافقد يحيا غرامي بعد موتٍونسياني له يغدو هياما
توابل - ثقافات
إيميلي ديكنسون ترجو قلبها أن ينسى الحبيب لتنساه
29-11-2019