العراق: «حمام دم» بالناصرية... وميليشيات تنتشر بالنجف

• أكثر من 30 قتيلاً في محافظة ذي قار
• تشكيل «خلايا أزمة» بالمحافظات الساخنة
• طهران تحتج بعد حرق قنصليتها... وعبداللهيان يتهم 3 دول بـ «هتك حُرمة» كربلاء

نشر في 29-11-2019
آخر تحديث 29-11-2019 | 00:04
الدمار الذي لحق بالقنصلية الإيرانية في النجف بعد إحراقها  (أ ف ب)
الدمار الذي لحق بالقنصلية الإيرانية في النجف بعد إحراقها (أ ف ب)
شهدت مدينة الناصرية العراقية سقوط 30 قتيلاً خلال اشتباكات بين قوى الأمن والمتظاهرين ضد الحكومة والطبقة السياسية، بعد إطلاق حملة أمنية ضد الاعتصامات وقطع الطرق بها.
غداة تحذير رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي من حرب أهلية، جراء استمرار الاحتجاجات ضد النظام والطبقة السياسية، أسفرت حملة أمنية شنتها السلطات العراقية ضد المتظاهرين والاعتصامات المناهضة للحكومة في مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، عن حمام دم كان ضحاياه اكثر من 30 قتيلا ونحو 150 جريحاً.

وبدأت الاشتباكات ليل الأربعاء - الخميس، وامتدت حتى الفجر وفرضت السلطات الأمنية حظر تجوال في المدينة وكل محافظة ذي قار الجنوبية.

وانتشرت عناصر أمن في محيط الناصرية، حيث قاموا بعمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول.

إلا أن تقارير أفادت بأن المتظاهرين لم يلتزموا بحظر التجول، وسيطروا على جسري النصر والزيتون بوسط الناصرية، وقاموا إثر ذلك باقتحام مقر قوة التدخل السريع وأحرقوه بالكامل.

وتزامن ذلك من تواصل احتجاجات وتظاهرات وقطع طرق لتعطيل مصالح ودوائر حكومية في العاصمة بغداد و9 محافظات جنوبية، ورغم وقوع صدامات بها، فإنها لم تشهد سقوط قتلى.

تنحية الشمري

وجاء "حمام دم" بعد ساعات من وصول الفريق الركن جميل الشمري وعدد من الضباط إلى ذي قار، ليكلف رئيسا لخلية الأزمة فيها.

وبعد وقوع العدد الكبير من الضحايا طالب محافظ ذي قار عادل الدخيلي، أمس، بتنحية الشمري لـتسببه في "سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين".

ودعا الدخيلي، في بيان رئيس الوزراء، إلى إبعاد الذي تولى الملف الأمني في المحافظة، وذلك لتسببه في الإخلال بالأمن في المحافظة.

وطالب الدخيلي كذلك بتشكيل لجنة تحقيق ومعاقبة كل من تسبب في سفك دماء أبناء المحافظة.

يأتي ذلك فيما أعلنت الحكومة تشكيل خلايا أزمة بمشاركة قادة عسكريين في المحافظات برئاسة المحافظين لحفظ الأمن.

ولاحقاً، سقط 4 قتلى خلال الاشتباكات في بغداد، فيما أصدر عبدالمهدي قراراً بتنحية الشمري وتعيين بديل عنه.

ميليشيات النجف

في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن "فرقة العباس القتالية"، إحدى تشكيلات "الحشد الشعبي"، التي تعتبر مقربة من مرجعية النجف، نشرت أمس تعزيزات عسكرية في مركز مدينة النجف، للمساعدة بتأمين حماية المراقد والمدينة القديمة ومكاتب المراجع والمدارس الدينية.

وجاء هذا التطور بعد أنباء عن اقتراب متظاهرين مساء أمس الأول من الحوزات العلمية في العاصمة المقدسة لدى الشيعة، قبل ساعات من إقدام محتجين غاضبين على إحراق مبنى القنصلية الإيرانية فيها.

وعقب إحراق المقر الدبلوماسي الإيراني، أغلقت قوات الجيش جميع مداخل ومخارج النجف، وعزلتها عن بقية مناطق البلاد، وفرضت السلطات الأمنية حظر التجوال في المدينة.

وكان قيس الخزعلي، زعيم حركة "عصائب أهل الحق" المنضوية في "الحشد"، والمحسوبة على طهران، أعلن توجهه بشكل طارئ إلى النجف، مبديا استعداده لـ "الدفاع" عن المرجع الأعلى علي السيستاني، ومضيفا: "كل من يعتقد أنه يمكن أن يمس شيئا من المرجع الديني واهم أشد الوهم".

من جهته، قال نائب رئيس هيئة "الحشد" أبومهدي المهندس إن "جميع ألوية الحشد الآن بإمرة المرجعية العليا، وسنقطع اليد التي تحاول أن تقترب من السيستاني".

كما أطلق زعيم كتائب "سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، تصريحات تحذيرية وتوجّه بعدها إلى النجف.

من ناحيته، أكد زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي أن "أبناء النجف الكرام والمتظاهرين السلميين أدرى بقيمة ومكانة المرجعية الدينية والأقدر على حمايتها والأحرص على سلامتها"، مشددا على أن "النجف ستبقى آمنة مطمئنة، وأن دعاة السلمية سيهزمون رعاة المحاصصة".

أما رجل الدين الشيعي المعارض إياد جمال الدين، فقد اتهم "جواسيس إيران بتغيير وجهة التظاهرات من الحكومة إلى المرجعية"، معتبرا أن "الدفاع عن المرجعية سيكون غطاء لنزول الميليشيات الإيرانية لإبادة المتظاهرين".

بدوره، قال الكاتب الصحافي علي وجيه إن "تظاهرة النجف هي تظاهرة منضبطة وسلمية واعية وتراكمية منذ 2011، لم يهدد أحد المرجع السيستاني، والمرقد يمثّل كل نجيفي حتى غير المتدينين".

في المقابل، أكد وكيل المرجعية الدينية رشيد الحسيني، أمس، أن السيد السيستاني "لا يحتاج لحماية بقدر ما يحتاج لتنفيذ مطالب الشعب"، داعياً إلى عدم التنصل من تنفيذ هذه المطالب.

غضب وغرض

إلى ذلك، إبدت إيران غضبها أمس بعد إحراق قنصليتها في النجف، ​ووجهت وزارة الخارجية الإيرانية، رسالة احتجاج إلى بغداد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، إن الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية القنصلية والبعثات الدبلوماسية.

وأضاف: "طهران تستنكر بقوة الاعتداء وتطالب باتخاذ إجراءات مسؤولة وحازمة ومؤثرة من قبل الحكومة العراقية في مواجهة العناصر المخربة والمعتدية".

وأكدت طهران أن موظفي القنصلية، الذين جرى إجلاؤهم من المبنى قبل قليل من اقتحامه وإحراقه "سالمون وبخير".

ونقلت وكالة الأنباء العراقية، في وقت مبكر من صباح أمس، تنديد وزارة الخارجية العراقية بالهجوم الذي اعتبرت الغرض منه "بات واضحا، وهو إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخية بين العراق وإيران، وكذا مع بقية دول العالم".

في هذه الأثناء، اتهم المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، السعودية وإسرائيل وأميركا باستهداف ديمقراطية وسيادة واستقلال العراق و"هتك حرمة كربلاء والنجف".

إياد علاوي: المتظاهرون السلميون أدرى بقيمة المرجعية ومكانتها وسينتصرون على دعاة الطائفية
back to top