نترقب وننتظر هطول أمطار الخير لتغسل كل الأجواء الملوثة بتراكم البكتيريا التي تخمرت بعد تزاحم الفطريات، مما يسبب أمراضا معدية تنتقل من شخص لآخر، ويؤدي في جميع الأحوال إلى مرض قديم يتجدد بين مناسبة وأخرى، وهو التمدد على حقوق الآخرين واختلاسهم وسلب إرادتهم والتكسب عليهم، ورغم تراكم الغيوم والتحذير من العواصف التي تثور فجأة بيننا فإن رياحها تتلاشى تدريجياً، ولكن تبقى آثارها حاضرة والنفوس مخنوقة والاتهامات متبادلة والحكمة غائبة.أمطار الخير... متى؟ لأننا نحتاج إلى غسيل العديد من القلوب المتكبرة والمتحجرة، ففي استمرارها في هذا النهج تولد أحقاد دفينة يدفع ثمنها الأبرياء الذين سلبت إرادتهم دون أن يعرفوا كيف يواجهون هؤلاء، وإن انخفاض الرؤية بسبب الضباب الذي يحيط بالأرجاء سيؤدي أيضا إلى مخاطر أكبر، وسيفقد البعض بصيرتهم وسيصطدمون بالحائط كعادتهم، وإن انفراج الأزمات وتفتيت الحصى المتناثر يحتاج إلى سيول تمسح كل السيئات حتى يتطهر البعض من ذنوبهم المتواصلة، خاصة أنهم لا يؤمنون إلا بمبادئهم التي تدور في حلقة فارغة وتوهان لا ينتهي.
وإن استمرار العتمة على بعض جوانب حياتنا سيقتل الطموح عند شبابنا الذين ننتظر منهم الاستمرار في بناء أمجاد الشرفاء الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن والنهضة به.قد يكون حلم البعض استمرار هذه العتمة ليستمروا في مسلسل سرقة أحلامنا، ومص دمائنا، وقتل طاقات المبدعين، واستهداف مؤسساتنا حتى لا تواكب الأحداث، وإن الفصول الأربعة التي نشهدها في يوم واحد بسبب الظروف المناخية الطارئة والمتغيرات المفاجئة قد تدعونا إلى حالة الاستنفار الطارئة والمستمرة، مع إعداد كل التجهيزات الخاصة بعمليات الإنقاذ والمفاجآت لأن السباحة عكس التيار قد تكون نهايتها مأساوية وصعبة، مع أن الأمنيات هي في ربيع مزدهر بعد الجفاف الذي سيطر على أراضينا القاحلة وسقوط أوراق الخريف.إن الانفراج واتضاح الرؤية وانقشاع الضباب وسقوط الملوثات ستساهم في القضاء على الأمراض والمرضى الذين اعتادوا على نشر عدواهم لضرب مجتمعنا بسبب أحقادهم الدفينة، وإن تطهير الأنفس وتغيير الواقع السلبي ورسم صورة جديدة هي أمور يجب فرضها لأن مرضى الاكتئاب أصبحوا بازدياد، والعلاج صعب توافره في ظل الأزمات المالية المتواصلة، فسارعوا حتى لا نجد أزمة جديدة.
مقالات - اضافات
شوشرة: أمطار الخير... متى؟
29-11-2019