باستثناء مجالي "الأدب والفن"، اللذين أتاحا لها أن تكتسب حضوراً إعلامياً معقولاً، ظلت المرأة العربية تعاني ضعف الحضور، مقارنة بالحيز الذي شغله الرجل في بقية المجالات الأخرى، وفي تصوري أن المرأة عموماً اليوم مرشحة لتخطو خطوات واسعة نحو عملية صياغة دورها بشكل أكثر حضورا وتجددا، لاسيما مع ما توفره لها ثورة الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي من سهولة وحرية في الإبداع والعمل. وفي الكويت وللإنصاف لست من هواة ترديد أن المرأة تتعرض إلى إقصاء وتهميش متعمد، بل على العكس أرى أن هناك نماذج نسوية استطاعت أن تحقق نجاحات في عدة مجالات تخطت فيها الكثير من العقبات والتحديات لإثبات ذاتها وجدارتها وقدراتها، أقول ذلك عقب متابعتي لفعالية المؤتمر الذي أقامته كلية الآداب تحت عنوان "الثقافة والهوية في العالم العربي من الوحدة إلى التنوع"، فلا شك أن اختيار موضوع وبرامج المؤتمر بقدر ما كان إضافة إلى المستوى الثقافي للكويت، كان تأكيدا جديداً من كلية الآداب على حرصها واهتمامها بترسيخ الهوية العربية والتراث الثقافي ومناقشة التحديات التي تحيط بواقع عالمنا العربي وشبابنا على وجه التحديد، أحيي أ.د سعاد عبدالوهاب عميدة كلية الآداب، والتي للأمانة لاتزال تسجل مزيداً من التألق والحضور الفاعل سواء عن طريق رفد كليتها بالخبرات والكوادر المتميزة، أو عن طريق المعاصرة ومحاولة تعميق وربط مخرجات الكلية مع سوق العمل.
على أية حال تبقى الإشارة إلى أنه في الفترة الراهنة يجب علينا أن نستخدم لغة جديدة نحيي بها ونجدد تقدير الكفاءات وفي كل المجالات، وهي بقدر ما تصدق على الرجل تصدق على المرأة، فبهذه اللغة نستطيع تهيئة الظروف المناسبة لمنح المرأة الكويتية ثقةً بالذات، كونها نصف المجتمع القادر والجاهز دوما للوفاء بما هو مطلوب.
مقالات - اضافات
المطلوب من نصف المجتمع
29-11-2019