قبل نحو أسبوع من قمة رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ عددها 29 دولة، في لندن، بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الحلف، تجدد السجال الفرنسي ــــ الألماني حول الحلف، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمجلة «ذي إيكونوميست» مطلع الشهر الجاري، التي اعتبر فيها أن «الناتو ميِّت إكلينيكياً» بسبب ابتعاد واشنطن عن أوروبا.

وغداة تصريح قوي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دافعت فيه عن الحلف، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس، من أن تصريحات ماكرون قد تفتت أوروبا، مؤكداً في كلمة أمام مؤسسة «فريدريش إبرت» ببرلين أن «طرح أفكار حول انفصال الدواعي الأمنية الأوروبية والأميركية يقلقني، لا لأنها ذات علاقة بأمن ألمانيا، بل لأنها قد تشق أوروبا».

Ad

وفي باريس، قال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لــ «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أمس، إنه يفتخر بتصريحه المثير للجدل لأنه يعتبره «جرس تنبيه ودعوة للاستيقاظ».

من ناحيته، حذر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي من انهيار أوروبا «كأحجار الدومينو» على خلفية الدعوات الانفصالية في بعض دول القارة، سواء سعي بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، أو تلك الدعوات المنتشرة في إقليم كتالونيا الإسباني.

وانتقد الرئيس المحافظ السابق «جمود» الدول الأوروبية في مواجهة حركات الاستقلال والانفصال المذكورة، مضيفاً أن «هذا الجمود هو الذي سيسمح لأولئك الذين يريدون كسر كل شيء بأن يصبحوا الممثل الوحيد للحلم (الأوروبي)».

ووصف ساركوزي «بريكست» بأنه «درب من الجنون»، ويهدد مستقبل أوروبا والغرب في السنوات المقبلة، لافتاً إلى أنّ «التقسيم مثل السم في البداية يكون محدود الأثر ثم ينتشر».

وتابع: «يعتقدون أن مشكلة أوروبا تنحصر في الأحزاب السياسية، لكنهم يغفلون تراجع أوروبا والغرب لأسباب ديموغرافية».

وفسر تصريحاته بقوله: «قديماً كان محور العالم يمر عبر الغرب، لكن اليوم تحول إلى الشرق، فمن بين 7 مليارات شخص يعيشون على الأرض هناك 4 مليارات يعيشون في آسيا، و800 مليون فقط بأوروبا».