شارك الكاتبان عيسى عبدالله وعمر المير في محاضرة "الرواية الشبابية في قطر" بالتعاون مع دار روزا، التي قدّمتها الرئيسة التنفيذية لـ "دار روزا"، عائشة الكواري، حيث تمت مناقشة أعمالهما الروائية والصعوبات التي يمكن أن يتعرّض لها الكاتب في بدايته، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. عيسى الأنصاري، وجمع من المهتمين.وشكرت الكواري المجلس الوطني على هذه الدعوة الكريمة والنشاط الثقافي المميز والمتنوع من ضمن معرض الكويت الدولي للكتاب على تعاونهم في إثراء الساحة العربية الثقافية، وقالت: "ندوتنا تخص الرواية الشبابية في قطر، لكن قبل البدء والتعريف بضيوف المحاضرة، نلاحظ في السنوات القليلة الماضية ظهور ثورة في الكتابة لدى الشعوب العربية بشكل عام، والخليجية على وجه التحديد، واليوم من خلال هذه الندوة سنتطرق إلى التجربة الشبابية في دولة قطر".
ولفتت إلى أن عبدالله والمير هما أنموذجان للتجربة الشبابية القطرية الناجحة، فهما شابان تنوعت مشاريعهما الفكرية، وخلفياتهما الأكاديمية، لكن تجمعهما الكتابة الأدبية، وتحديدا الرواية.كما تحدث الكاتبان عن بدايتهما وتدرجهما في الكتابة والتحديات التي واجهاها، حيث قال عيسى عبدالله، عن غزارة الإنتاج عموما عند الشباب، إن ذلك يعود إلى سبب الحماس والتسرع، وقدّم نصيحة لهما بعدم التسرع في الإصدار، وألا تكون الإصدارات بشكل متتالٍ، حتى لا يكون هناك تشابُه بين الأعمال.
طريقة مميزة
من جانبه، قال المير عن التشابه في الأفكار: "كلنا نكتب لأجل رسالة ما، والكاتب الشاب يعرف كيف يوصل الرسالة بطريقة مميزة، والرسالة من الممكن أن تتشابه، لكن في النهاية يجب على الكاتب أن يعي كيف يترك بصمته".واتفق المير مع عبدالله في نقطة التسرع لدى الكتّاب الشباب، وأن إصدارهم يحتاج إلى التدقيق، ومن الممكن أن يتضمن أخطاء كثيرة، أو أن تكون الرسالة ومضمون الكتاب غير واضح.ووجّه المير نصيحة للكتّاب الشباب، ومنها القراءة بصورة مكثفة، وعلّق قائلا "كل كاتب هو قارئ، وأنا أتفق مع عيسى عبدالله، لذلك يلزمنا أن نتطور ونقرأ، ونتعرف على المواضيع التي يتطرق لها الكتّاب الآخرون، ولا يوجد في نظري كتاب فاشل، لأن وراء كل كتاب تجربة معيّنة تخصّ الكاتب أو القارىء نفسه".تبادل الخبرات
كما قدّمت الكواري اقتراحا، قالت فيه: "من الضروري على مستوى دول مجلس التعاون وجود ملتقيات شبابية خاصة للشباب والكتّاب في مجال الرواية، والقصة القصيرة، وفي المجالات الأدبية لا أرى أن هناك ملتقيات خليجية، تجمع الشباب، وتساعد على تبادل الخبرات، فنحن لا نلتقي إلا في معارض الكتب، وهذا الشيء يسعدنا، لكننا نحتاج إلى أن يكون هناك ملتقى الهدف منه استثمار هذه الطاقات، وتمكين بعض الأسماء التي من الممكن أن تتحول أعمالها الأدبية إلى أعمال سينمائية أو درامية وغيرها من الأمور".القصيدة المعاصرة
إلى ذلك، تتواصل فعاليات "المقهى الثقافي" ضمن معرض الكتاب، حيث أقيمت محاضرة جمعت بين الورقة البحثية وإلقاء قصائد شعرية، وجاءت بعنوان "القصيدة بين الأصالة والمعاصرة" للشاعر المصري محمد عرب، وقدّمه الشاعر عبدالله الفليكاوي.وقدّم الفيلكاوي مقتطفات من مسيرة الشاعر والجوائز التي حصدها، ومنها جائزة الشارقة للإبداع في دورتها الـ21، وصدرت له دواوين شعرية.بعدها، شكر الشاعر عرب المجلس الوطني لاستضافته، ومن ثم انتقل للحديث عن الورقة البحثية بعنوان "القصيدة بين الأصالة والمعاصرة"، التي أعدها، وقال: "لا بد من توضيح المصطلحين حتى نستطيع فض الإشكالية، القصيدة بين الأصالة والمعاصرة، هذا العنوان بمعناه أن القصيدة المعاصرة هذه مختصة فقط بالزمن المعاصر، فقد تكون القصيدة المعاصرة فيها الأصالة والتقليدية، والرجوع إلى القديم، وقد تكون قصيدة حداثية مواكبة للعصر، ومن هذا المنطلق يمكن الحديث عن القصيدة العربية من واقع عمرها المتجاوز 15 قرنا من الزمان، وهي بذلك تتحدى كل الآداب العالمية، ولا توجد قصيدة عمرها 15 قرنا في العالم، وانظر إلى اللغة التي تحمل هذا العمر من فن الشعر".وتحدث عرب عن الفرق بين القصيدتين القديمة والحديثة قائلا "إن القصيدة الحديثة لجأت إلى عنوان القصيدة، وهذا العنصر لم يكن موجودا في القديم، وعنصر العنوان الآن أصبح مفتاحا أوّليا وأساسيا في قراءة النص". وعلى هامش الأمسية، سئل عرب عن المشهد الشعري في الوطن العربي، فقال"المشهد الشعري في الوطن العربي مبشّر ورائع، والجيل القادم أعلى درجة من الثقافة والأدب، وهذا ما نرجوه، وبوادره مطروحة على الساحة". وأوضح أنه ليست لديه إشكالية مع أي نوع من الكتابة الشعرية، "الشعر يرى في فنجان قهوة فارغ، ويرى في أي شيء، والبحث عن الشعر فقط دون أن أذهب برؤية مسبقة إلى هذا الشكل أحبّه أو هذا الشكل لا أحبه، فالشعر موجود في كل شيء، أبحث عن الشعر في أي شكل أو أي مكان أو أي مادة، وأنا أكتب القصيدة العمودية، وقصيدة الشعر الحر، وقصيدة التفعيلة".