دعيت إلى حفل تكريم بعض الشخصيات، وكان موعد الحفل حسب ما جاء في بطاقة الدعوة الساعة الخامسة والنصف مساء، وقبل الموعد كنت حاضراً في مكان الحفل وجلست في المقعد، عندما نظرت إلى الساعة كانت تقترب من الموعد المحدد لكن الحفل لم يبدأ الحفل، وبدأ المدعوون يتقاطرون على القاعة من رجال ونساء، واقتربت الساعة من السادسة، ولم تكن هناك بوادر لبدء الحفل، وسألت أحد المنظمين فقال بعد قليل، ومر القليل فآثرت مغادرة القاعة ولا أعلم متى بدأ البرنامج. توجهت حيث أوقفت سيارتي في الموقف، وفوجئت بأن هناك سيارة تقف وراء سيارتي، لذلك لا أستطيع أن أغادر المكان، وكان هناك سائق أشار إلى أن صاحب أو صاحبة السيارة تركوا ورقة كُتب عليها رقم الهاتف النقال فاتصلت، وإذا بصاحبة السيارة تأتي وتفسح لي المكان، وأعتقد أن الحفل لم يبدأ بعد لأنها جاءت مسرعة، وكانت هناك سيارات واقفة بطريقة غير منظمة وتعرقل السير، واستغربت أن يحدث هذا في صرح ثقافي.
وإنني تعجبت مرتين: الأولى أن الحفل لم يبدأ بالوقت المحدد، والثانية وقوف بعض السيارات دون احترام الآخرين وعدم تنظيم المسؤولين عن الأمن وقوفها، وقد يكون بعضهم قد حاول تنظيم السير داخل المركز الثقافي إلا أن بعض أصحاب السيارات أو السائقين لم يلتزموا بالنظام. هذه الأمور وهي عدم الالتزام بالوقت المحدد لبدء الفعاليات تعطي دلالة بأن الوقت ليس له قيمة، وليس له ثمن عند البعض، عكس الحال في الدول المتقدمة عندما نراهم يحترمون الوقت سواء في بدء الاحتفالات أو في حياتهم العادية عندما يستخدمون وسائل المواصلات التي تغادر في الوقت المحدد دون تأخير. الذي يعرف قيمة الوقت يعرف أن ذلك مهم لحياة الناس وتصرفهم ومتى يغادرون ويصلون في الوقت المحدد، فالوقت له ثمن، وأضرب مثالا لذلك بأن للثانية الواحدة ثمنا في مقدار الزمن حتى لو كان أجزاء من الثانية، فالعدّاء العالمي بولت من جامايكا وهو أسرع رجل في العالم فاز في بطولة العالم في سباق المئة متر في أقل من عشر ثوان، ونال الميدالية الذهبية وقيمة الجائزة، في حين كان بين المتسابق الثاني وبينه نحو أربعة أعشار الثانية، فحاز الميدالية الفضية، وحصل على مبلغ أقل، وهذا التفاوت في الزمن بين المتسابقين كان له ثمن، وهذا له دلالة على أن الوقت ثمين والجائزة أيضا ثمينة. للأسف الشديد بعض الناس في بعض الدول ليس للوقت لديهم قيمة، وهذا هو الفرق بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة، وكما يقال الوقت من ذهب، وأيضاً الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فاحترام الوقت احترام للإنسان وتتقدم به الدول، والله يحفظكم.
مقالات
احترام المواعيد وقيمة الوقت
01-12-2019