رفعت الحرب الكلامية بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون منسوب التوتر بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي قد يخيّم على قمة الحلف المقررة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في لندن، حيث يستعد قادة الدول الأعضاء لسجال بشأن الإنفاق وكيفية التعاطي مع روسيا، في اختبار ضخم لوحدة الصف داخل الحلف الذي يحتفل بالذكرى الـ70 لتأسيسه.

فقد هاجم الرئيس التركي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأول، على خلفية انتقاده التدخل العسكري التركي في سورية، مشيراً إلى أن سيّد الإليزيه في حالة «موت دماغي»، مستعيراً العبارة التي استخدمها ماكرون أخيراً لوصف «الناتو».

Ad

وقال الرئيس التركي لماكرون: «حين يتعلق الأمر بالتباهي، أنت تتقن ذلك. لكن حين يكون المطلوب تسديد المبالغ المترتبة عليك للحلف الأطلسي، يختلف الأمر. إنك مجرّد مبتدئ».

ويبدو أن إردوغان انزعج خصوصا من انتقادات ماكرون للعملية العسكرية التي نفّذتها تركيا عبر الحدود في أكتوبر ضد المقاتلين الأكراد، الذين دعمهم الغرب في المعركة ضد تنظيم «داعش» في سورية.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك الخميس الماضي، مع الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في باريس إنه يتفهّم المخاوف الأمنية التركية لكنه أضاف: «لا يمكنك من ناحية القول إننا حلفاء وطلب التضامن في هذا الصدد، ومن ناحية أخرى وضع حلفائك أمام الأمر الواقع المتمثل في عملية عسكرية تعرّض للخطر أعمال التحالف المناهض لتنظيم داعش الذي ينتمي إليه الحلف الأطلسي».

واعتبر الرئيس التركي البالغ من العمر 64 عامًا أن ماكرون (41 عاما) «لا يعرف معنى محاربة الإرهاب. لهذا اجتاحت حركة السترات الصفراء فرنسا»، في إشارة إلى المتظاهرين المناهضين لحكومة ماكرون منذ العام الماضي.

وتوجّه إردوغان لماكرون قائلاً: «ما دخلك أنت بسورية؟ لوّح بقدر ما تشاء، في نهاية المطاف ستعترف بصحة كفاحنا ضد الإرهاب».

وفي رد فعلها على تصريحات إردوغان، أعلنت الحكومة الفرنسية أنها استدعت السفير التركي إلى وزارة الخارجية مساء أمس الأول، لمناقشة المسألة، في ثاني استدعاء للسفير خلال شهرين، معتبرة أنّ ما قاله الرئيس التركي «ليس تصريحاً، إنها إهانات».

وأثار تصريح ماكرون عن «موت اكلينيكي» لـ»الناتو» في مقابلة مع مجلة «ذي إيكونوميست» في السابع من يناير انتقادات قوية من الولايات المتحدة ومن المانيا التي اعتبر وزير خارجيتها الخميس ان أفكار الرئيس الفرنسي قد تفتت أوروبا.

الى ذلك، أكّد الأمين العام لـ»الناتو» ينس ستولتنبرغ، أن أعضاء الحلف الأوروبيين زادوا إنفاقهم الدفاعي لأربع سنوات على التوالي.

وقال ستولتنبرغ إن الدول الأوروبية وكندا ستزيد إنفاقها على الدفاع بنسبة 4.6 في المئة سنة 2019، مشدداً على أنها ستكون أنفقت بذلك ما مجموعه 130 مليار دولار بين سنة 2016 ونهاية العام المقبل.

ويعني ذلك أن دول الحلف تتجه الى إنفاق 2 في المئة من إجمالي ناتجها الداخلي على الدفاع بحلول 2024، وهو الامر الذي يطالب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ولم تبلغ إلا تسع دول هذا الهدف حتى الآن، بينما تقر ألمانيا بأنها لن تحقق هذا الهدف قبل 11 عاما.

ووفقا لبيانات «الناتو» فإن ألمانيا ستقدم في نفقات الدفاع هذا العام ما مقداره 47.88 مليار يورو، بينما تتوقف نفقات فرنسا في هذا الجانب عند 44.36 مليار يورو، مما يعني أن هناك فارقا قدره 3.5 مليارات يورو تقريبا.

وكانت فرنسا أنفقت خلال العام الماضي حوالي 600 مليون يورو أكثر مما دفعته ألمانيا لميزانية الدفاع، بينما كانت نفقات الدفاع الفرنسية في 2013 تفوق نفقات ألمانيا بحوالي 4.8 مليارات يورو.