هجوم «جسر لندن» يعدّل أجندة حملات الانتخابات
المحافظون يتخوفون من مفاجآت ترامب خلال «قمة الناتو»
قبل أقلّ من أسبوعين على الانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا، التي تترقب وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إليها للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالذكرى السبعين لإنشاء الحلف، أعاد هجوم الطعن على جسر لندن، أمس الأول، الذي أودى بشخصين، موضوع الإرهاب إلى أجندة الحملات الانتخابية.ومن المتوقع خلال الأيام المقبلة أن ينضم ملف الإرهاب والجريمة إلى الملفات التي تحظى بتركيز الحملات حتى الآن، وهي «بريكست»، والخدمات الصحية، قبل موعد الاقتراع في 12 الجاري.وكشفت الشرطة أن منفذ الطعن، الذي قتل في موقع الهجوم، هو البريطاني من أصل باكستاني عثمان خان (28 عاماً) ومعروف لديها، موضحة أنه دين في عام 2012 بتهمة الضلوع في مؤامرة استلهمت نهج تنظيم القاعدة لتفجير بورصة لندن، لكن السلطات أفرجت عنه في ديسمبر 2018 بموجب شروط.
ووصف رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون الذي تفقّد موقع الهجوم، أمس، عملية الطعن بالإرهابية، منتقداً الإفراج عن المجرمين الخطيرين.وأعلن وزير الدولة للشؤون الداخلية براندن لويس، الذي ينتمي إلى حزب المحافظين، أن الشرطة ستراجع الشروط الجاري تطبيقها على مدانين سابقين تم الإفراج عنهم مثل منفذ هجوم لندن، مدافعاً عن قرار اتخذ قبل بضعة أسابيع لخفض مستوى التهديد الإرهابي في البلاد. وانتقد حزب العمال المعارض، الذي يأتي في المرتبة الثانية باستطلاعات الرأي بعد المحافظين، سجل الحكومة في مكافحة الجريمة.ودفع الهجوم القادة السياسيين للحد من أنشطة حملاتهم الانتخابية قبل 13 يوماً فقط من التصويت الذي من شأنه حسم مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.على صعيد آخر، يتخوف المحافظون البريطانيون، الذين تمنحهم استطلاعات الرأي تقدماً مريحاً على «العمال»، من مفاجآت قد يقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال وجوده في لندن لحضور قمة «الناتو».وشدد جونسون، خلال مقابلة تلفزيونية، على أنه من الأفضل ألا يتدخل الرئيس الأميركي في الانتخابات البريطانية، موضحاً أن «أفضل شيء يمكن فعله عندما يكون هناك أصدقاء وحلفاء مقربون مثل الولايات المتحدة وبريطانيا هو عدم تدخّل أي جانب في انتخابات الجانب الآخر».لكن ترامب خاض بالفعل في الانتخابات، إذ صرح في أكتوبر بأن زعيم حزب «العمال» المعارض جيريمي كوربين الذي ينتمي إلى جناح اليسار المتشدد ويواجه اتهامات بمعاداة السامية، سيكون اختياراً «سيئاً جداً» لبريطانيا.فإذا كان الرئيس الأميركي خفّض انتقاداته للحلف الذي نشأ عام 1949، فإنّه لا يفوّت فرصة لإبداء رأيه في الحياة السياسية البريطانية و«بريكست»، الذي يعدّ أحد أبرز مؤيديه.