هل تستوعبون المسألة؟
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
كلمات مثل أن "العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع" هي نصوص الدستور المنسي منكم، يا أهل السلطة، وكان لابد من تذكيركم، فقد حشرتم الواسطة لمعارفكم بدلاً من تكافؤ الفرص، ونحيتم جانباً العدل والمساواة والجدارة، لتضعوا مفردات "ربعنا، وجماعتنا، وقريب من النائب هباب والمتنفذ خيبة..."! ماذا بعد، وهل هناك ظلم أكثر من هذا الذي نلمسه باليد؟يا ليت البلوى محصورة في وزارة العدل، أو في هذه أو غيرها من وزارات الدولة، هو نهج ممعن في الفساد الإداري يتأصل ويضرب جذوره في عمق أرض الإدارة بكل أشكالها. فماذا ستفعلون؟ مللنا من الوعود، والخطابات الإنشائية وكليشيهات عن الإصلاح وتعديل مساركم الأعوج، كلام وألفاظ ليس لها ظل في ممارساتكم الواقعية، جعجعة بدون طحين، وثرثرة فراغ إداري بدون عزم ونية صادقة للإصلاح. الصحيح فيما تصنعونه، هو العكس والمقلوب، هو ذاك الذي نشاهده ولا نستطيع أن نفعل معه شيئاً، فأهل الإصلاح ودعاة الحق هم من يتم تنحيتهم من السلطة والإدارة، بينما تتم الطبطبة وتوجيه الشكر والثناء لمن أوصل الدولة إلى هذه الحالة.متى ستعدلون في مساركم؟ هل هناك أمل معكم، أم أنها العادة القديمة لشريم الذي ينفخ في قربة ضياع الأمل والرجاء، أجيبوا بالرد على حكم محكمة التمييز لا بالكلمات والوعود، وإنما بالأفعال، وسحق رؤوس الفساد. فنحن ننتظر، وكم سئمنا الانتظار.