طرحت خسارة نائب المستشارة الألمانية وزير المالية أولاف شولتز زعامة «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، SPD، حليف المحافظين في حكومة أنجيلا ميركل، تساؤلات عن مصير الائتلاف الحكومي في ألمانيا، في وقت اختار «حزب البديل من أجل ألمانيا» AFD اليميني المتطرف على رأسه ثنائياً، يُفترض أن يرضي المعتدلين والراديكاليين الذين يتزايد نفوذهم في الحزب الفتي، ويسعون إلى إحكام قبضتهم عليه.

وشكّلت الهزيمة النكراء التي مُني بها شولتز مؤشراً إلى مدى الاستياء داخل حزبه من التحالف مع حزب ميركل اليميني الوسطي.

Ad

ويشكل ذلك مقدّمة لمزيد من التداعيات المرتقبة في الأسابيع المقبلة، التي ستشهد تصويت الحزب في المؤتمر السنوي على البقاء في الائتلاف الحكومي من عدمه.

ونال شولتز وحليفته كلارا غايفيتز المؤيدان للبقاء في الائتلاف الحكومي حتى عام 2021 نسبة 45.3 بالمئة من الأصوات، وقد هزمهما نوربرت فالتر بوريانس وساسكيا إيسكن المعارضان للتحالف مع المحافظين واللذان نالا نسبة 53.06 في المئة من الأصوات.

ويميل فالتر بوريانس وإيسكن شبه المغمورين على الساحة السياسية إلى اليسار، وهما يعارضان سياسة الحكومة بالتقشف وعدم الاستدانة وتصديها الخجول للتغير المناخي.

ويحظى المرشحان بتأييد الجناح الشبابي في الحزب والفرع الألماني لحركة «أيام الجمعة من أجل المستقبل» التي أسستها الناشطة البيئية السويدية الشابة غريتا تونبرغ.

وتشكل النتائج الصادمة مؤشراً إلى أن «ألمانيا تتّجه لانتخابات جديدة أو حكومة أقلية». وعلى لسان زعيمه يورغ ميوثن، توقّع AFD انهيار الائتلاف الحكومي.

إلى ذلك، وخلال مؤتمر عقده أمس الأول، على وقع تظاهرات كبيرة مضادة، انتخب نحو 570 مندوباً من AFD خلال مؤتمرهم في براونشفايغ، تينو شروبالا، وهو عامل دهان في قطاع البناء ونائب يتحدر من ساكسونيا (44 عاماً) ويحظى بدعم الجناح الأشد تطرفا في الحزب، لخلافة ألكسندر غولاند (78 عاما) الذي طلب استبداله.

كما جدّدوا ولاية من عامين، ليورغ موتين، الذي يمثل تياراً «معتدلا» يملك حضوراً خاصاً في المناطق الغربية من ألمانيا ويبدو في انحسار أمام تقدم المتشددين.