لبنان: تظاهرات مضادة على طريق القصر الجمهوري
● الوقود يعود إلى المحطات اليوم
● الراعي يدعو إلى طاولة حوار
مع انسداد الطرق أمام المشاورات الجارية للاتفاق على حكومة جديدة في لبنان، تواصلت التظاهرات في لبنان أمسن مطالبة بتشكيل حكومة انتقالية من المستقلين تطلق برنامجاً إنقاذياً من الانهيار الاقتصادي الذي يبدو أن البلاد تتجه إليه بسرعة قياسية. وتحت اسم «أحد الوضوح» انطلقت المسارات في بيروت من 3 مناطق هي المتحف والحمراء والجعيتاوي، بعنوان «وحدة وتضامن الشعب»، في إشارة إلى أن المتظاهرين واضحون في أهدافهم ومتضامنون حتى تحقيقها، والتقت في السوديكو، لتستكمل طريقها إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح وسط العاصمة. وفي المناطق شهدت بلدة كفرمان في النبطية جنوب لبنان تظاهرة حاشدة، كما أقدم محتجون على قطع الطريق بعض الوقت في البداوي بطرابلس شمال البلاد.
ويطالب المتظاهرون بـ»حكومة انتقالية لا تتمثل فيها منظومة السلطة، من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الانهيار الاقتصادي الذي تسببت فيه الطبقة الحاكمة، واستقلالية القضاء والمباشرة بملاحقة الفاسدين وناهبي الأموال والممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك الودائع المصرفية، وإسقاط فزاعة الحرب الأهلية ونظامها السياسي والثقافي، والتأكيد على وحدة ساحات الانتفاضة الشعبية وسلميتها».في السياق، نظم «حزب سبعة» ومجموعات ومنظمات مدنية مسيرة إلى القصر الجمهوري في بعبدا للضغط على الرئيس ميشال عون للبدء بالاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة. وفي كلمة خلال التظاهرة، قالت الأمينة العامة لحزب سبعة غادة عيد إن «المطلوب تشكيل حكومة من مستقلين فوراً والبدء باستشارات نيابية سريعاً».في المقابل، نزل أنصار «التيار الوطني الحر» الذي أسسه الرئيس ميشال عون ويرأسه حالياً صهره وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، إلى الطريق المفضي إلى القصر، بينما نفذ عناصر قوى الأمن انتشاراً واسعاً في المنطقة واتخذوا تدابير أمنية مشددة، وأقدمت القوى الأمنية على بناء جدار بشري فاصل بين أنصار «التيار الوطني الحر» والمتظاهرين لمنع أي تصادم. وبينما أكد ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، أن «المحطات ستتسلّم الوقود صباح اليوم من الشركات المستوردة للنفط مؤكداً «ألّا أزمة محروقات في الأسواق»، أكّدت وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى بستاني، أن «مناقصة استيراد البنزين هي الأولى من نوعها في لبنان«. ولفتت إلى أن «الفيول أويل لشركة كهرباء لبنان الذي نستورده هو من عقود مع الدول الأخرى ومن دون وسيط. هناك عقد مع الكويت والآخر مع الجزائر والعقود موقعة بين لبنان وكل من الدولتين بشكل مباشر».وأوضحت أن «المناقصة المطروحة ممكن أن تقدم أي شركة عليها وقمنا بها بسرعة نظراً إلى الظروف الحاصلة وإذا هناك دولة بإمكانها تأمين البنزين بأسعار تنافسية فأهلا بها»، مبينة أن «السوق يعج بالمنافسة بين 12 شركة ويمكن أن تقدم أي شركة رخصة لتستورد النفط، كما أن هناك شركات تقدم تخفيضات لبعض الزبائن لتجذبهم إليها».وأضافت: «يعاملنا مصرف لبنان مثل القطاع الخاص وندفع 85 في المئة بالليرة اللبنانية و15 في المئة بالدولار وسنسلم المحطات بالليرة اللبنانية وأصحاب المحطات يدفعون بالليرة أيضاً ووزارة الطاقة ستضع التسعيرة لصفيحة البنزين. الهدف الأساسي هو عدم انقطاع المواطن من البنزين، ومن حقنا أن نوقف المناقصة متى نشاء وسننشر خلال الساعات المقبلة دفتر الشروط، لكن لا من زيادة على سعر صفيحة البنزين».في غضون ذلك، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد السياسيين إلى الجلوس على طاولة حوار. وقال: «تعلم الكنيسة أن السلطة السياسية لا تأخذ شرعيتها من ذاتها، وليس لها أن تتصرف تصرفاً ظالماً. بل عليها أن تسعى في سبيل الخير العام. فلا تمارس ممارسة شرعية إلا إذا سعت إلى تأمين خير الجماعة. وإذا حدث أن اتخذ المسؤولون تدابير تنافي الخير العام والنظام الأخلاقي، فالجماعة ليست ملزمة ضميرياً بهذه التدابير بسبب الاستبداد (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1903)». وأضاف أن «الانتفاضة الشبابية عندنا، مع كبار وفتيان، ونساء وفتيات، من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، هي في جوهرها، منذ ستة وأربعين يوماً، اعتراض الضمير، وحجب الثقة عن الجماعة السياسية بكل تراتبيتها. إنها انتفاضة لبنانية بهية محررة من كل التبعيات إلى الخارج، أو إلى هذه أو تلك من الدول. بل إنها تفك الارتباط بأزمات المنطقة لأنها انتفاضة شعب حر غير مرتهن».واذ جدد الدعوة الى تشكيل «حكومة إنقاذ مصغرة بوجوه ذات تراث وطني وغنية بخبرات ومنيعة بتجارب، قال الراعي، إنه «آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية على طاولة حوار وجداني لإنقاذ الدولة من الموت في مناسبة يوبيل مئويتها الأولى».