رياح وأوتاد: نصيحة إلى الشباب... و3 رسائل
أنصح الشباب الطموحين المقبلين على العمل السياسي والمستقبل الوظيفي بعدم التسرع للوصول الى المناصب الكبيرة من غير تدرج، والإكثار من القراءة خاصة التقارير السياسية والاقتصادية والقانونية، بالإضافة إلى العمل الجاد والمثابرة والإنتاج لاكتساب الخبرة المطلوبة، مع ضرورة الرجوع إلى المتخصصين في كل مجال.
قال الله تعالى في سورة الماعون: "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ..."، ولم تقف الآية عند هذا الحد، حيث بين الله سبحانه بعدها مباشرة صفات تلك الفئة المقصودة من المصلين، فقال عز من قائل: "الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ".وهذا الأسلوب المعروف في اللغة العربية هو ما حاولت أن أحاكيه في مقالي السابق عندما كتبت حرفياً: "المهم ألا يستعان بشباب طموحين لا يملكون أي خبرة مالية أو إدارية، ويكون همهم تحقيق مكاسب شخصية وتعيينات باراشوتية لربعهم الذين يروجون لهم في وسائل الاتصال"، أي أني قصدت فئة من الشباب الذين أرى خطأ توزيرهم لأنهم يتصفون بهذه الصفات الثلاث وهي: عدم الخبرة المالية أو الإدارية، وتحقيق المكاسب الشخصية، والتعيينات البراشوتية، ومن المفهوم من السياق أن هذه الصفات لا تنطبق على الشباب الذين لديهم خبرة ونظافة اليد والعمل.لكن أحد الحسابات الوهمية قام باقتطاع كلمتين فقط "شباب طموح" عن باقي الصفات التي وردت في الجملة ونشرها على أنها تصريح مستقل لا مقتطع من مقالة، وأن المقصود به جميع الشباب، فاستطاع بهذا الفعل الذي لا يدل على أي مصداقية أو مهنية خداع كثير من المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعية.
لذلك أنصح الشباب الطموحين المقبلين على العمل السياسي والمستقبل الوظيفي بعدم التسرع للوصول الى المناصب الكبيرة من غير تدرج، والإكثار من القراءة خاصة التقارير السياسية والاقتصادية والقانونية، بالإضافة إلى العمل الجاد والمثابرة والإنتاج لاكتساب الخبرة المطلوبة، مع ضرورة الرجوع إلى المتخصصين في كل مجال، والحذر من التأثر بما ينقل في الحسابات الوهمية عن الآخرين دون تثبت ومراجعة، والتحلي بالآداب الشرعية في الكتابة والحديث والنقاش.وبهذه المناسبة يسرني أن أنقل ثلاثاً من الرسائل الكثيرة التي وصلتني من ثلاثة متابعين، وهم من أعمار واتجاهات متنوعة: ***• الرسالة الأولى من الأخ العزيز محمد عبدالعزيز حمادة: "هلا بومحمد اليوم الراي الصفحة الأولى كلام بومحمد اللي كان يقوله من خمس سنوات في كل منتدى وديوانية ومقابلات تلفزيونية أو صحافة".***• والرسالة الثانية من المربي الفاضل أنور العنجري: "كلامك واضح يا بومحمد وصريح، شوفوا دول العالم المتقدم لا يتقلد المناصب إلا ذوو الخبرة والكفاءة! كلام الله تعالى لم يسلم من التشويه والتحريف! أولئك خفافيش الظلام لا تعرف النهار!".***• والرسالة الثالثة من الإعلامي النشط عبدالرحيم الشايجي: "يعتبر من المجازفة الكبيره تولي أشخاص ليس لديهم الخبرة الكافية في العمل السياسي والقدرة على المواجهة، وعليه يجب أن يكون الاختيار هذه المرة لكل وزارة من أبنائها ذوي الكفاءة والخبره والأمانة والنزاهة، وممن تدرجوا في المناصب من بدايتها حتى استحقوا نيل الحقيبة الوزارية".أسأل الله تعالى أن يجازي الإخوة الثلاثة خير الجزاء على كلماتهم الطيبة، وعلى انتباههم واكتشافهم لذلك التحريض وفهمهم لطبيعة الصراع وخلفيته، كما أتقدم بالشكر أيضاً لكل من كتب مؤيداً وناصحاً على طريق الإصلاح الذي يحتاجه بلدنا العزيز.