بعد العديد من النكسات المتتالية، وحالة الإحباط التي نعيشها، بسبب تعاسة القائمين على إدارة دفة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، أصبحنا نغني فرحاً بأبسط الأمور، ونبحث عن السعادة في التفاصيل الصغيرة، فحين يسجل هداف المنتخب نعمل "هاشتاق"، وتستضيفه القنوات ليحدثنا عن هدفه المحلي، وكأن ما قام به يمثل إنجازاً غير مسبوق، أو أنه قام بدور ليس له!بالطبع الذنب ليس هذا ذنب الهداف، بل مسؤولية الاتحاد الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة من الجفاف الرياضي، فرئيس الاتحاد ومجلس الإدارة في واد، والجماهير في وادٍ آخر، "لا صوت يسمع لهم ولا همسنا يصل إليهم".
ومنذ إخفاق الأزرق في بطولة "غرب آسيا" ونحن نتحدث بالحسنى، لعلنا نهديهم الى النهج السليم، لأننا لاحظنا التخبط والتعرج في سيرهم وكانت الرؤى ضعيفة لديهم... وتريثنا كثيراً في أن نطلق الأحكام المسبقة قبل ان نمهل رئيس الاتحاد وأعضاء المجلس ونعطيهم الفرصة كاملة، لاسيما انهم كانوا يتحدثون طوال الأيام الماضية عن أحلام رياضية غير واقعية، ولأنهم يجيدون الحديث، وحسن الكلام انجرفت خلفهم احلام الجماهير، لينكشف المستور في اول هبوط للازرق في "خليجي 24".رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف والاخوة الاعضاء؛ عانينا الكثير من تخبطاتكم، لذلك نقولها لكم وبلسان الشارع الرياضي: "وجب الرحيل"، بكل بساطة لا نريد أن نشعر اننا مساهمون في هذا الضياع الذي حل برياضتنا، نحن عالقون بكم، وخلاصنا في يد الجمعية العمومية، وفي أيديكم إما الاستقالة أو الإقالة، لذلك نكرر "وجب الرحيل"، لا يمكن لأحد أن يتحمل فكرة أن يكون عبئاً على مجتمع وأنتم اعلم منا بالمجتمع الرياضي الذي وقف خلف اللاعبين في أصعب الأمور، وتحمل السنوات العجاف التي مرت على الرياضة بسبب الإيقاف.وللمرة الأولى، يغادر مجلس إدارة الاتحاد بأكمله، ومعهم الأمين العام البلاد، ويترك الإدارة في أيادي العاملين، لإدارة دفة الأمور وبطولات المراحل السنية المختلفة إلى جانب بطولة كأس الاتحاد التنشيطية.كما أنه للمرة الأولى، يغادر وفد إعلامي دون رئيس اللجنة الإعلامية، وهو الأمر الذي يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن هذا الوفد يبحث عن الوناسة الشخصية لا عن المصلحة العامة.وبعد أن ودع منتخبنا الوطني "خليجي 24"، التي تستضيفها قطر، وتختتم منافساتها الأحد المقبل من دورها الأول، رغم أنه كان في الإمكان أفضل مما كان، لاسيما بعد الفوز على المنتخب السعودي في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية بثلاثة أهداف مقابل هدف، فإن هذا الفشل يحسب على أطراف منظومة المنتخب، ابتداء من الشيخ أحمد اليوسف، مرورا باللجنة الفنية، ومدرب الفريق ثامر عناد والجهاز المعاون له، وصولا إلى اللاعبين، الذين كانت أمامهم فرصة ذهبية في الوصول إلى الدور نصف النهائي على أقل تقدير، لكن الفرصة ذهبت كالعادة أدراج الرياح، كل هذا ورئيس الاتحاد والأعضاء لم يتدخلوا بشكل فعال لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح والسليم، ليخرج علينا اليوسف بتصريح غريب مفاده أن هناك ظروفا حالت دون تحقيق الفوز، وأن السبب يرجع إلى هدف يوسف ناصر الملغى، وهو الأمر الذي يعني أن الحال يظل على ما هو عليه دون التدخل من قريب أو بعيد.وما أشبه الليلة بالبارحة، فالأحداث بين بطولتي غرب آسيا و"خليجي 24" تبدو متشابهة تماما، فالأزرق فاز على المنتخب السعودي في الجولة الأولى بالبطولتين، ثم تعادل مع المنتخب الأردني قبل أن يخسر على يد المنتخب البحريني (غرب آسيا)، وليخسر أمام المنتخبين العماني والبحريني في "خليجي 24".
اليوسف يطالب بعدم القسوة على اللاعبين
وجه رئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد اليوسف الشكر للجماهير التي ساندت الفريق طوال مباريات البطولة، وتحملت عناء السفر.وقال: "كنا نسعى جاهدين من أجل إسعاد جماهيرنا، لكن هناك ظروف حالت دون ذلك، حيث ضغط المباريات والاصابات التي داهمت عددا من اللاعبين الاساسيين، وهذا أمر خارج عن إرادة الجميع".وأشار اليوسف إلى أن هدف يوسف ناصر الذي أُلغي أحبط اللاعبين وشتت تفكيرهم، داعيا الجميع إلى عدم القسوة على اللاعبين، لاسيما أنهم سيخوضون المباريات المتبقية من التصفيات المشتركة.
المدرب العالمي وعناد
من المؤكد أن هذا التشابه فيما يخص البداية القوية، ثم التراجع المخيف، يعني أن هناك شيئا ما أو بالأحرى أشياء ما خطأ، ولعل الخطأ المتكرر هو المبالغة في الفرحة بشكل غير مبرر، ليظهر اليوسف في الصورة، ويعلن صرف مكافآت مجزية، وذلك بدلا من التنبيه على اللاعبين بغلق صفحة الفوز والتركيز فيما هو قادم، وهو الأمر ذاته الذي حدث بعد الفوز على المنتخب النيبالي "الضعيف"، الأمر الذي دفع المدرب الكرواتي روميو جوزاك إلى السير على نفس درب المسؤولين، مؤكدا أن الكرة الكويتية شهدت مولد منتخب جديد قادر على المنافسة في جميع البطولات.ولأن اليوسف يتحمل مسؤولية التعاقد مع المدرب الكرواتي روميو جوزاك، والذي كان يعمل محاضرا في اتحاد بلاده، ليبتسم له الحظ بين عشية وضحاها ويصبح مدرباً للأزرق، وهو اختيار فاشل بكل تأكيد، رغم تأكيده أنه سيجلب مدربا عالميا للأزرق من أصحاب الأسماء الرنانة في عالم التدريب، ليتمخض الجبل فيلد "روميو".ونود أن نذكر الجميع أننا طرحنا سؤالا على اليوسف مفاده تحديد الشخص المسؤول في التعاقد مع جوزاك، وبالطبع لم نتلقى رداً من اليوسف أو غيره، الأمر الذي يثير الريبة والشك في هذه الصفقة "المضروبة".وبعد الخسارة من أستراليا بثلاثة أهداف من دون رد، على أرضنا ووسطنا جماهيرنا في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات المشتركة، قرر اليوسف إقالة المدرب وعاد لتكرار نغمة التعاقد مع المدرب العالمي، لكنه تراجع مع القائمين على اللجنة الفنية عن هذا الأمر، واكتفوا بإسناد المهمة إلى المدرب ثامر عناد، بحجة أن الأزرق سيواجه منتخبات دون المستوى مثل الصين تايبيه ونيبال، باستثناء المنتخب الأردني، وهذا القرار يمثل بالطبع نظرة ضيقة جداً، خصوصا أن عناد، الذي حقق الفوز على منتخبي الصين تايبيه ونيبال، والتعادل مع الأردن في عقر داره، لا يمتلك الخبرات التي تمكنه من تولي المنصب في الوقت الحالي، وهو أمر لا يقلل منه بالطبع.ولا نعلم ما إذا كان اليوسف والقائمون على اللجنة الفنية نسوا أو تناسوا أن بطولة "خليجي 24" ستقام في موعدها دون تأجيل، في ظل حرص دولة قطر على إقامتها وعدم تأجيلها؟!، لذلك ربطوا مصير الأزرق بهذه البطولة التي تعني للكويتيين في مهب الريح!ولا نعلم، ما اذا كان عناد سيستمر مع الأزرق حتى نهاية التصفيات المشتركة أو سيتم إسناد المهمة إلى مدرب عالمي، تنفيذا للوعود السابقة!أخطاء لافتة
من المفترض أن يتم البناء على ما انتهى عليه الفريق في "خليجي 24"، وكل ما نتمناه أن يتم تقييم أداء المنتخب في البطولة، وتصحيح الأوضاع، وأن يتحمل الجميع المسؤولية، ويخططوا بشكل علمي ومدروس للارتقاء بالمنتخب في المرحلة المقبلة، خصوصا أن هناك لاعبين مبشرين في منتخبات المراحل السنية.البناي يوصي بالعلاج في «سبيتار»
قال رئيس الجهاز الطبي للأزرق الدكتور عبدالمجيد البناي، انه رفع توصية لإدارة المنتخب لبقاء المصابين الثلاثة مبارك الفنيني وطلال فاضل ورضا هاني في الدوحة لاستكمال علاجهم في مستشفى سبيتار.وأضاف ان اللاعبين الثلاثة يعانون إصابات تحتاج للاستمرار في العلاج، وهناك إجراءات حاليا خصوصا ترتيب حجوزات الجلسات الطبية الخاصة بكل منهم.وعن إصابة قائد المنتخب بدر المطوع، أوضح البناي انه يعاني تمزقا عضليا ويحتاج الى جلسات للعلاج الطبيعي في الوقت الحالي.الوفد يعود اليوم ويعسكر في نيوزيلندا
من المقرر أن يعود وفد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم إلى البلاد في العاشرة مساء اليوم، بعد خروجه من الدور الأول لبطولة "خليجي 24"، على أن ينضم اللاعبون لأنديتهم مجددا.وتقرر أن يدخل الأزرق معسكرا تدريبيا في نيوزيلندا، يستمر بين 10 و15 يوما، استعدادا لمواجهة أستراليا المقرر لها 26 مارس المقبل، في الجولة السابعة من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، وكأس آسيا 2023 بالصين.وتتجه النية داخل إدارة اتحاد الكرة إلى تجديد الثقة بالجهازين الفني والإداري للمنتخب، على أن يتم فتح باب التفاوض مع مدرب أجنبي في الفترة المقبلة، ويتم الابقاء على ثامر عناد في منصب المدرب المساعد.عناد: أتحمل المسؤولية
أكد مدرب المنتخب الوطني ثامر عناد أن ضغط المباريات أثر على اللاعبين الذين عانوا الاجهاد وكثرة الاصابات. وأوضح عناد أن سبب التغييرات التي أجراها على التشكيلة في لقاء البحرين يرجع إلى الإصابات العديدة التي تعرض لها بعض اللاعبين.وأشار إلى أن الغاء الهدف الذي سجله يوسف ناصر كان له تأثير سلبي على اللاعبين، مشددا على ان هذا الأمر لا يعد بالطبع مبررا للخسارة بالأربعة على يد المنتخب البحريني. ولفت عناد إلى انه يتحمل مسؤولية نتائج مباريات الأزرق في بطولة خليجي 24 كاملة، وأنه سيعمل في الفترة المقبلة على تلافي الأخطاء التي وقعت في البطولة، من أجل عدم تكرارها.وأشاد باللاعبين الذي بذلوا كل ما لديهم من جهود خلال البطولة، مثنيا على الدور الرائع الذي لعبته الجماهير في دعم المنتخب ومساندته.