مسؤولون أميركيون: إيران تعد هجوماً جديداً

روحاني مستعد للتفاوض مع واشنطن إذا رفعت العقوبات... ويدعو لإطلاق موقوفي «البنزين»

نشر في 05-12-2019
آخر تحديث 05-12-2019 | 00:04
روحاني متحدثا خلال مؤتمر اقتصادي في طهران أمس (أ ف ب)
روحاني متحدثا خلال مؤتمر اقتصادي في طهران أمس (أ ف ب)
نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين أن الجيش الأميركي رصد استعدادات إيرانية لشن هجوم جديد في المنطقة، وذلك بعد الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها إيران وألقت فيها باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل.
كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والإدارة الأميركية عن توافر معلومات استخباراتية جديدة بشأن تهديد إيراني مُحتمل للقوات والمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

وقال مسؤولان في الإدارة الأميركية لشبكة «سي إن إن»: «كانت هناك معلومات استخبارية متطابقة في الأسابيع القليلة الماضية»، مضيفين أنه تم جمعها خلال نوفمبر الماضي من قبل الجيش والأجهزة الاستخباراتية. ولم يذكرا طبيعة هذه المعلومات، لكن في الأسابيع القليلة الماضية، كانت هناك تحركات لقوات وأسلحة إيرانية يمكن أن تضع مخاوف الولايات المتحدة في محلها فيما يتعلق بهجوم مُحتمل، إذا أمر النظام الإيراني به، حسبما قال المسؤولان.

وكان الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية توقع خلال منتدى «حوار المنامة» الذي عقد الشهر الماضي في العاصمة البحرينية ان يشن الإيرانيون هجوماً جديداً، قائلاً: «إذا نظرنا إلى الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية، فمن المحتمل أن يفعلوا شيئًا غير مسؤول، من الممكن أن يتسببوا في أضرار لجيرانهم».

وكان «البنتاغون» قد سمح بدخول حاملة الطائرات «إبراهام لنكولن» الى الخليج، وزيارة ميناء في البحرين خلال عطلة عيد الشكر قبل أيام، لكن المسؤولين قالوا إن الاحتياطات المحددة قد اتخذت، بالنظر إلى التهديد، رغم أنهم لم يذكروا ماهية تلك الاحتياطات.

المتحدثة باسم «البنتاغون» ريبيكا ريبريتش قالت لـ «سي إن إن»: «نواصل مراقبة أنشطة النظام في إيران وعسكرييه ووكلاءه عن كثب، ونحن في وضع جيد للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية إذا ما اقتضت الحاجة».

روحاني مستعد

وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن بلاده لا تزال مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة، إذا رفعت واشنطن العقوبات التي أعادت فرضها على الجمهورية الإسلامية بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي.

وكانت «الجريدة» علمت أن وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي، أبلغ روحاني خلال لقائهما امس الأول أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعد مستعجلاً على التفاوض مع طهران بعد الاحتجاجات الحاشدة التي شارك فيها الاف الايرانيين احتجاجا على رفع أسعار الوقود.

وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون الحكومي: «إن كانوا على استعداد لرفع العقوبات، فإننا جاهزون للتحاور والتفاوض حتى على مستوى قادة الدول»، في إشارة إلى مجموعة «خمسة زائد واحد»، أي الدول الست التي أبرمت الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية في فيينا عام 2015، وهي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا.

وكانت «الجريدة» علمت الأسبوع الماضي أن احتجاجات الوقود اعادت محركات المبادرة الفرنسية الى العمل، وأن الفرنسيين بدأوا يختبرون مدى الاستعداد لإجراء محاولة جديدة للتفاوض بين طهران وواشنطن، وربما عقد لقاء بين روحاني وترامب، لكن يبدو أن هذه الاجواء قد تعرضت لانتكاسة.

ورغم الوضع الاقتصادي شبه المنهار زعم روحاني أن الحكومة نجحت في دعم الاقتصاد واحتواء التضخم.

في سياق آخر، دعا روحاني إلى الإفراج عن المتظاهرين العزل الأبرياء الذين احتُجزوا خلال الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين وذلك بعد أسبوعين من اشتباكات عنيفة.

وامتدت الاضطرابات، التي بدأت في 15 نوفمبر الماضي بعد أن رفعت الحكومة فجأة أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 300 بالمئة، بسرعة إلى أكثر من 100 مدينة وبلدة وأخذت بعدا سياسيا مع مطالبة الشباب والمتظاهرين الذين ينتمون للطبقة العاملة بتنحي النخبة الدينية الحاكمة.

وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون: «ينبغي إظهار الرأفة الدينية والإسلامية... هؤلاء الأبرياء الذين احتجوا على ارتفاع أسعار البنزين ولم يكونوا مسلحين يجب الإفراج عنهم».

وألقى رجال الدين الذين يحكمون إيران باللوم على «بلطجية» تربطهم صلات بمعارضين في المنفى والأعداء الرئيسيين للبلاد وهم الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.

ولم تعلن طهران عن إحصاء رسمي لعدد القتلى لكن منظمة العفو الدولية قالت الاثنين إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 208 محتجين، لكن «الجريدة» حصلت على تقرير رسمي يظهر مقتل اكثر من 350 شخصاً نصفهم من رجال الامن مما يجعل الاضطرابات هي الأكثر دموية منذ انتفاضة 1979 التي أتت برجال الدين الشيعة إلى السلطة.

وقال أحد نواب البرلمان الأسبوع الماضي إن السلطات اعتقلت نحو 7000 محتج.

مطهري

إلى ذلك، دعا النائب الإيراني، علي مطهري، الى التحقيق في «قتل بعض المحتجين على أيدي قوات الشرطة، كما يجب التحقق من صحة الأخبار التي تشير إلى تلقي أموال مقابل تسليم جثامين القتلى»، معتبراً في كلمة ألقاها بكلية الكهرباء التابعة لجامعة خواجه نصير، أن دور منظمة «مجاهدي خلق» وأنصار الشاه «لم يكن ملحوظاً في الاحتجاجات، فقد كان المحتجون من الفقراء».

ودعا مطهري الى عدم لوم رجال الامن حتى لو اخطأوا لأن «حماية النظام كانت أولى» على حد قوله.

back to top